فيما أظهرت نتائج نشرة سوق العمل للربع الرابع من عام 2017 من واقع السجلات الإدارية، أن عدد السعوديين الباحثين عن عمل بلغ 1.09 مليون فرد، وأن معدل البطالة للسعوديين بلغ 12.8 %، مستقرا عند نفس النسبة مقارنة بنهاية الربع الثالث 2017، وبلغ المعدل بين السعوديين الذكور 7.5 % وبين الإناث 31،0 %، أكد عدد الاقتصاديين ومن المختصين بالموارد البشرية أن هذه الأرقام مقلقة وتنبئ عن خلل ما، خصوصاً وأن سوق العمل شهد العديد من المبادرات الساعية لخلق مزيد من فرص العمل، بالإضافة إلى توطين عدد من المهن، وأشاروا إلى أن الاستمرار في تطبيق قرارات التوطين بالإضافة إلى بذل المزيد من الجهد في حث الشباب على بذل المزيد من الجهد في البحث عن فرص العمل سيكون له أثر كبير في خفض مثل هذه النسب المرتفعة في معدلات البطالة.

وقال المحلل الاقتصادي أحمد الشهري لـ”الرياض” يعزى استقرار نسبة البطالة عند 12.8 % إلى الحالة التي يمر بها الاقتصاد، إلا أن وزارة الاقتصاد بالشراكة مع وزارة العمل والهيئات المشرفة على القطاعات الاقتصادية مطلوب منها ممارسة مزيد من السياسات الاحترازية لمنع نمو معدل البطالة، وأعتقد أن سياسات السعودة الحالية لم تحقق أهدافها المرجوة فقد بلغ عدد الاجانب 8 إلى 3 سعودي من حجم القوى العاملة وهذا يعتبر رقما كبيرا دون احتساب العمالة المنزلية.

واقترح الشهري على مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وفريق الرؤية المشرف على برنامج الرؤية 2030 أن يطلب من الهيئات المشرفة على القطاعات الاقتصادية نسب سعودة وتصبح منهجية التوطين والسعودة مسؤولية الهيئات بهدف تقليص هذا الفارق الكبير بين حجم القوى العاملة السعودية والوافدة، ويصبح دور وزارة العمل إنفاذ سياسات العمل والتنظيم العام لسوق العمل.

وقال إن تجربة مؤسسة النقد في سعودة القطاع المصرفي نموذج في الدور الذي مارسته المؤسسة كونها المنظم والمشرف على المصارف، تكرار التجربة يسرع من توظيف أبنائنا والاستعاضة عن منهجية وزارة العمل الحالية.

وتوقع الشهري أن تنخفض معدلات البطالة مع بداية العام 2019 نتيجة لتوقع عودة النمو بوتيرة أسرع عقب التباطؤ الاقتصادي الذي شهدته البلاد.

بدوره أبدى الدكتور خالد ميمني رئيس قسم الموارد البشرية بجامعة الملك عبدالعزيز قلقه حيال ثبات نسبة البطالة وظهورها بشكل مرتفع في ظل وجود الكثير من الجهود المبذولة لخلق مزيد من فرص العمل، إضافة إلى توطين العديد من القطاعات التي تلائم شرائح متعددة من الباحثين عن العمل.

وقال الدكتور ميمني أعتقد أن الزيادة التي ستطرأ في عدد المهن التي سيتم توطينها خلال الأشهر المقبلة، ستسهم في خفض مثل هذه النسب المرتفعة، ولكنني أحث على بذل المزيد من الجهد في توعية الفئات الشابة فيما يختص بآليات وطرق البحث بشكل جدي عن الفرصة الوظيفية الملائمة لهم.

يذكر أن نتائج السجلات الإدارية للنشرة تضمنت أن عدد السعوديين الباحثين عن عمل بلغ 1.09 مليون فرد، يمثل الذكور منهم 16.1 %، ما يعادل 175 ألف فرد، فيما مثلت الإناث 83.9 % من إجمالي السعوديين الباحثين عن عمل، ما يعادل 911 ألف فرد، وتمثل الفئة العمرية ما بين 25 و 29 سنة الفئة الأعلى من حيث عدد الباحثين عن عمل، وذلك بنسبة 34.8 %، كما أوضحت النتائج أن أكثر من نصف السعوديين الباحثين عن عمل يحملون الشهادة الجامعية، وذلك بنسبة 53.3 %.