طالبت اللجنة الثقافية بمجلس الشورى وزارة الإعلام بمعالجة الصعوبات التي تعيق قيامها بدورها الرئيس في متابعة ونقل أعمال الحج والعمرة بمهنية واحترافية منصفة في عرضها لما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود في هذا المجال.
كما دعتها إلى تقديم خطة عمل – بالتنسيق مع الجهات المعنية بالثقافة والسياحة والترفيه – تتحدد من خلالها طبيعة الدور الذي ستظل مضطلعة به في خدمة الثقافة، وطلبت اللجنة من الوزارة تضمين تقريرها السنوي المقبل رصداً لما تم بشأن مبادراتها في برنامج التحول الوطني مشفوعاً بمؤشرات قياس للأداء.
وأوصت لجنة الشورى على تقرير وزارة الثقافة والإعلام السنوي للعام المالي 37 ـ 1438 والمعروض للمناقشة تحت قبة المجلس الاثنين بعد المقبل، بأن تُصدَّر الوزارة مبادراتها المعتمدة ضمن برنامج التحول الوطني بمبادرةٍ رئيسةٍ معنية بالحفاظ على اللغة العربية وأن تعد – بالمشاركة مع الجهات ذات العلاقة – البرامج الكفيلة باعتمادها لغة تواصل وتعبيرٍ أوليَّ في مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية.
وطالبت خامس توصيات التقرير الذي حصلت عليه «الرياض»، بتوفير الدعم المالي اللازم لتمكين وزارة الثقافة والإعلام من الوفاء بمسؤولياتها والارتقاء بأدائها في مختلف القطاعات التابعة لها.
وأشارت اللجنة إلى احتياج الوزارة الملح للمزيد من الدعم الكفيل بمعالجة الكثير من الصعوبات التي تواجهها، سواء ما اتصل منها بتحديث التجهيزات التقنية والمادية لمقرات قائمة بالفعل أو ما له صلة بإنشاء مقرات جديدة بكامل إمكاناتها التقنية والمادية، إضافة إلى حاجتها اعتماد المبالغ المالية للتوسع في مجالي التدريب واستقطاب الكفاءات الوطنية وفي توفير الحوافز المالية لتشجيع المميزين من موظفيها.
وأكدت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار التي يرأسها فايز الشهري ملاحظتها لشواهد حراك ملموس وتطور واعد في عدد من قطاعات الوزارة خلال عام التقرير، مما يبشر بأنها في المسار المفترض اتباعه لمعالجة ما تقادم من إشكالاتها العالقة، وما جد منها تأثراً باستحداث عدد من الهيئات التي تتقاطع اختصاصاتها ومهامها مع ما تأصل من اختصاصات الوزارة ومسؤولياتها المتشعبة، وقد تأكد للجنة ذلك خلال استضافتها لوزير الثقافة والإعلام عواد العواد مؤخراً.
وبالعودة إلى مبررات توصيات لجنة الشورى، فقد حذرت ثقافية المجلس من دواعي التنحية والإقصاء الذي تلاحظه بشأن اللغة العربية الفصحى، وخشيت أن تغدو الفصحى مغربةً بين أهلها ومغيبة في محاضن منبتها وأصلها، وأن تصبح في منزلتها أشبه بلغة ثانوية ثانية.
وأشارت اللجنة إلى أن ذلك يحدث بوعي أو بدون وعي في الأوساط الاجتماعية والمؤسسات الخدمية المختلفة، بل وفي الصروح التعليمية ووسائل الإعلام المتعددة، ومع كلاحة هذا الواقع المرير إلا أن وزارة الثقافة لم تولهِ الاهتمام المؤمل منها، ولم تضمن مبادراتها التي تعمل على إنجازها ضمن برنامج التحول الوطني أية مبادرة ينصب جهدها المباشر في مسار معالجة هذا التردي العام الذي تتقاسم قطاعات مختلفة رسمية وأهلية حمل وزره وفداحة أثره، مع أن رؤية المملكة أكدت على أهمية العناية باللغة العربية بوصفها مقوماً أصيلاً من مقومات الهوية الوطنية السعودية.
وأكدت لجنة الثقافة على أن وزارة الإعلام تأتي في صدارة الجهات المعنية بنقل الصورة المنصفة لما يتم على أرض الواقع في خدمة حجاج وزوار بيت الله الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين أولوية قصوى وسخرت المملكة إمكاناتها المادية والبشرية في سبيل ذلك، غير أن الملاحظ مؤخراً تراجع مستوى أداء الوزارة لهذا الدور، الذي نقلته باحتراف ومهنية لافتين عدسات ومواقع لنشطاء بل ولحجاج من عامة الناس لا صلة لهم بوسائل إعلامنا الرسمية.