دفعت شركة «سابك» خططها قدما نحو إنشاء مصانع في أفريقيا، جاري دراستها حالياً لتحديد مدى جدواها، في وقت تبذل «سابك» مساعي حثيثة لتوثيق وتطوير علاقاتها للمدى الطويل مع زبائنها في الأسواق الأفريقية وبالأخص في أسواق جنوب أفريقياً والتي تعد من أهم الأسواق العالمية التي تستهدفها سابك بالنسبة للأسمدة.

وتبذل «سابك» محاولات مستمرة لاستكشاف الفرص المتاحة في السوق الأفريقية في مجال المغذيات الزراعية في ظل أهمية أفريقيا باعتبارها سوقاً استراتيجية لسابك، حيث تستكشف الشركة إمكانات تعزيز حضورها في المنطقة واستثمار الفرص من خلال توثيق صلاتها بالسوق، حيث ترى فيها فرصاً لنمو مبيعاتها من المغذيات الزراعية الأساسية والمتخصصة، بما في ذلك المنتجات التي طورت خصيصاً لتلبية احتياجات السوق الأفريقية.

ويعتبر استهلاك الأسمدة في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا الأقل في العالم، حيث تبين إحصاءات البنك الدولي أن متوسط استهلاك الأسمدة في المنطقة هو 16 كلغم لكل هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، بينما يبلغ المعدل العالمي 135 كلغم للهكتار الواحد.

وتخطط «سابك» لزيادة مبيعاتها من البوليمرات والكيميائيات والأسمدة في الأسواق الأفريقية وزيادة حصتها السوقية حيث تشير توجهات الشركة نحو الالتزام تجاه جنوب أفريقيا استناداً إلى سمعتها المتينة، ومكانتها الكبيرة، بالإضافة إلى ما تتمتع به جنوب أفريقيا من بنية تحتية ومؤسسات مصرفية متميزة، ويتوافر لدى سابك في جنوب أفريقيا مكاتب ومراكز التخزين والتوزيع التابع للشركة بمدينة «ديربان»،

وتسعى «سابك» لتعزيز علاقتها مورداً رئيساً لهذه السوق وزبائنها، ويعكس التزامها وتجاوبها مع آفاق النمو المستقبلي لجنوب أفريقيا وكامل المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.

وتأتي توجهات «سابك» للتعمق في أفريقيا بعد أن نجحت في التوغل في موريتانيا مطلقة استثمارات لاستغلال خامة الحديد في مناجم أتوماي الواقعة في مدينة زويرات شمال موريتانيا والتي تكتنز ثروات احتياطية من خامات الحديد تقدر بنحو 500 مليون طن قابلة للارتفاع إلى مليار طن عند الانتهاء من الدارسات الفنية التفصيلية، في وقت تعتبر مناجم أتوماي من أفضل المناجم العالمية من حيث الجودة، والنسبة العالية لتركيز معدن الحديد في الصخور، وكذلك من أقلها تكلفة في الإنتاج.

وتتولى الشركة الموريتانية السعودية للمعادن والصلب «تكامل» المشترك بين «سابك» والشركة الوطنية للمعادن والصناعة «سنيم» الموريتانية أعمال التنقيب في مناجم أتوماي وقطعت خطوات متقدمة وإتمام معظم عمليات الحفر وتحليل العينات بنجاح في حين بدأت مرحلة دراسات الجدوى البنكية عن طريق التعاقد مع استشاري دولي لتنفيذ جميع الدراسات الميدانية والتحليلية اللازمة حسب المواصفات العالمية المتعارف بها استنادا إلى البيانات المشجعة التي تم جمعها.

وشرعت شركة «سنيم» بأعمال التنقيب، وأتمت دراسات الجدوى الاقتصادية، والحصول على التراخيص التعدينية اللازمة، حيث تمثل هذه الشراكة جزءاً من خطط «سابك» الاستراتيجية لتعزيز موقعها الاقتصادي ومنافستها بوصفها أكبر شركة للحديد والصلب في منطقة الشرق الأوسط، ولضمان توفر المواد الخام بأسعار تنافسية وبجودة عالية.

وتترقب «سابك» نجاح عمليات التنقيب ودراسات الجدوى الاقتصادية والتي سوف ترسم خطة الطريق والاتخاذ بموجبها القرار لمواصلة الاستثمار في المشروع، وإنتاج المواد الخام اللازمة لمصانع الشركة في السعودية وتصدير الفائض للأسواق المستهدفة.

ويعتبر هذا المشروع أول استثمار لشركة «سابك» في دولة أفريقية حيث تجسد هذه الخطوة حرص الشركة على التوسع في المناطق ذات التنافسية العالية والأسواق الجديدة الواعدة، وكان الاتجاه للاستثمار في مناجم أتوماي بعد مباحثات مضنية وأبحاث فنية واقتصادية قام بها فريق مختص من الشركة لدراسة عدة فرص استثمارية حول العالم.