في تحليل الإغلاق الأسبوعي لأسواق النفط قال مستشار شؤون الطاقة وتسويق النفط مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقاً الدكتور فيصل مَرزا إن أسعار النفط لازالت مستقرة وقريبة من مستوياتها عند إغلاق الأسبوع الماضي حيث انخفض خام برنت انخفاضاً طفيفاً الى 76.46 دولاراً للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس (نايمكس) إلى 65.56 دولاراً للبرميل وتقلص الفارق بينهما قليلا إلى 10.9 دولاراً، ولا يزال الفارق الأعلى من ثلاث سنوات.
وتابع الدكتور مَرزا بقوله إن استقرار الأسعار جاء بالرغم من الزيادة في المخزونات الأميركية واستمرار التراجع في صادرات فنزويلا، بينما وصلت صادرات النفط في الولايات المتحدة مؤخرًا إلى مستويات قياسية عند 2.6 مليون برميل يوميا.
وعن ما يُدار حاليا إذا كانت فعلا الولايات المتحدة تضغط على منظمة أوبك لرفع الإنتاج وإضافة مليون برميل إلى السوق للضغط على الأسعار هبوطاً علّق الدكتور مَرزا بقوله أن أوبك ناقشت ذلك من قبل هذا الضغط لأن حاجة السوق للإمدادات تجعل الوقت مناسباً لتلبية الطلب المتزايد وتعويض انخفاض الإنتاج من بعض الدول، فقبل 15 شهرا أثار الإعلام النفطي الغربي عكس ذلك وهو أن منظمة أوبك طلبت من منتجي النفط الصخري التعاون مع تخفيض إنتاج أعضاء المنظمة لاستقرار السوق، والآن بعد نجاح خفض إنتاج أوبك وتوازن السوق وهبوط المخزونات عن مستوياتها القياسية حدث العكس تماما! إن كان هذا الطلب للضغط على أسعار النفط هبوطاً، فلماذا لم يأتِ قبل شهر عندما صعدت الأسعار إلى 80 دولاراً. ومن المسلَّم به أن هناك حاجة للإمدادات مما يجعل الوقت مناسباً في ظل زيادة المخاوف بشأن الإمدادات مع استمرار انخفاض الإنتاج الفنزويلي والعقوبات الأميركية الصارمة على إيران – حيث يُتوقع أن تؤدي إلى خفض كبير للإمدادات في هذه الأثناء، لذلك لا تزال المخاوف من أزمة إمدادات النفط تلوح في الأفق رغم التراجع الأخير في الأسعار.
وأوضح إن فنزويلا تكافح لتلبية التزامات الإمداد حيث تَنتظر عشرات ناقلات النفط في الموانئ لنقل النفط بعد تأخر تسليم شحنات شهر يونيو من النفط الفنزويلي الملزمة تعاقدياً بتزويد 1.5 مليون برميل يومياً إلى عملائها في شهر يونيو، ولكن لديها فقط نحو 695 الف برميل يومياً فقط متاحة للتصدير بعد أن هبط الإنتاج إلى الثلث من حجم التعاقد اليومي، وذلك لأن الموانئ غير قادرة على تحميل النفط يُذكر أن صادرات فنزويلا من النفط في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2018 كانت أقل بنسبة 28 % مما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2017.
وأردف قائلاً حتى وإن سجل متوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة أعلى مستوى في ثلاث سنوات فوق 3 دولارات للجالون مؤخرا مع اقتراب موسم القيادة في ذروة الصيف، إلا أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سجل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 10.8 مليون برميل يوميا مؤخراً، ومن الواضح أن إنتاج حوض بيرميان من النفط الصخري قد يتجاوز قدرة سعة خط الأنابيب لنقله، وهذه معضلة لوجستية حيث إن قدرة خطوط الأنابيب المحدودة تعني أن المنتجين يجب أن يتحولوا إلى السكك الحديدية أو النقل بالشاحنات الذي أصبح معقّداً في منطقة حوض بيرميان التي تفتقر إلى بنية تحتية لنقل النفط لمرافق تحميل السكك الحديدية، مما أدى إلى الاعتماد على النقل بالشاحنات وانسداد الطرق الإقليمية، مما تسبب في حدوث اختناقات مرورية كثيرة، ومع ذلك فلن يزيد النقل بالسكك الحديدية والشاحنات عن 150 ألف برميل يومياً مما يترك الإنتاج محصوراً، ويؤدي إلى توقف التشغيل أو زيادة الآبار المحفورة ولكنها غير مكتملة إلى أن تصل طاقة خط الأنابيب الجديدة إلى خط الإنتاج.
وأضاف من المُتوقع أن تنخفض أسعار خام غرب تكساس أكثر عن مستويات خام برنت، وذلك لأن تلك الاختناقات اللوجستية خلقت انفصالًا متصاعدًا بين أسعار النفط الخام في مركز تسعير خام غرب تكساس بكوشينغ وأوكلاهوما – وساحل خليج المكسيك الأمريكي – وهذا أدى الى عدم تطابق بين إنتاج النفوط الخفيفة والحلوة المتدفقة من اليابسة في الولايات المتحدة والنفوط المتوسطة والثقيلة المتدفقة من خليج المكسيك وتعتمد عليها مصافي ساحل الخلي.