أبرزت مؤشرات متعددة استفادة مختلف قطاعات السياحة والترفيه والإيواء والطيران والمنتجعات والاستراحات وغيرها من الجهات، من قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بتمديد إجازة القطاع الحكومي في المملكة لعيد الفطر المبارك لهذا العام لجميع موظفي القطاع الحكومي المدنيين والعسكريين لتكون بداية الدوام يوم الأحد 10 / 10 / 1439هـ حسب تقويم أم القرى الموافق 24 / 6 / 2018 م، وهو ما يعني ارتفاع مداخيل هذه الجهات، كون موسم هذه الإجازة، عندما يكون أسبوع واحد فقط، فهو يعادل إيراد أكثر من شهر كامل، من العام بأكمله، كما تزيد الإجازة حركة السفر جواً وبراً، وحتى الخروج في رحلات برية للمخيمات وللتنزه، وتزيد حركة التنقل في المناطق الساحلية والجبلية، وفي المناطق التي تتميز بأجواء مناسبة للتخييم في فترة الصيف مثل المناطق الجنوبية في مدن عسير والباحة والطائف وغيرها من المناطق والمحافظات.

“الرياض” استطلعت العديد من الآراء لمختصين ومواطنين عن الأثر الإيجابي لتمديد الإجازة، خاصة لفترة ما بعد عيد الفطر المبارك، حيث تصل لمدة عشرة أيام، ومما يعني زيادة الأيام التشغيلية لمنشآت عديدة تستفيد من روادها من المواطنين والمقيمين، ومن استقطاب المناسبات الاجتماعية التي تزيد في فترة الصيف عموما، وبشكل خاص في فترة إجازة العيد.

تمديد متوقع

بداية يقول المواطن محمد العماري لقد كان القرار الحكيم من قيادتنا، متوقع في ظل قصر الإجازة، خاصة في الجزء الثاني منها، وهو بعد العيد، وفي القرار العديد من الإيجابيات المجتمعية والاقتصادية، فمن ناحية زيادة في وتيرة التواصل بين الأقارب والأصدقاء، وإمكانية السفر بين مختلف مدن المملكة بوتيرة أكثر من الإجازة القصيرة، ومن ناحية اقتصادية تزيد مداخيل ونشاط قطاعات كثيرة، كانت بعضها تعاني من ضعف المردود بسبب الموسمية، وضعف نشاطها على مدار العام، أو كونه في وضع متوسط ولا يحقق لها أرباحاً أفضل، وفي التمديد استفادة للمواطن والمقيم، حيث يجد خيارات أفضل للتنزه والخروج للمطاعم والأسواق وغيرها من مواقع الترفيه، والمناشط التي تنظمها بعض أمانات المناطق والبلديات، والهيئة العامة للترفيه، وأجهزة التنمية السياحية ببعض المناطق، وفي بعض الأحيان يستفيد المواطن والمقيم من هذا التمديد بالحصول على أسعار أقل لبعض الاستراحات أو المخيمات.

ماجد المحمدي مواطن يمتلك عدداً من ألعاب الترفيه للأطفال في طريق الثمامة بالرياض، يقول رغم أن أجواء الرياض الصيفية ساخنة نسبيا في فترة هذا العيد، إلا أن فترة الليل تعد جيدة بالنسبة لنا، حيث يحرص الكثير من العوائل من السعوديين والمقيمين في العاصمة على الخروج ليلاً بشكل أكبر في هذه الإجازة، وعندما يكون رب الأسرة في إجازة معهم تزيد عدد أيام خروجهم وتنزههم، وبالتالي نستفيد نحن بنسبة أكبر عندما تكون مدة الإجازة أطول، وتلاحظ في الوقت نفسه انتعاش للكثير من المناشط المرتبطة بحركة الناس وزيادة عددهم في المخيمات والاستراحات، والخروج للترفيه عن أنفسهم وأبنائهم، ومن تلك الجهات المستفيدة العربات المتنقلة للأطعمة السريعة وللمشروبات، وما يميزها أنها أصبحت بنسبة كبيرة تعود ملكيتها والعاملين عليها للسعوديين والسعوديات، وتجد إقبالا جيدا من جميع المتنزهين.

استراحات بخيارات متعددة

من جهته يؤكد محمد العصيمي صاحب استراحة بشرق الرياض أن قرار تمديد الإجازة يتيح خيارات جيدة ليس للمستثمر ولأصحاب المنشآت فقط، بل وحتى للمواطن والمقيم الذي يجد لديه أيام أوسع لمناسبته وفرص أوفر للتنزه والترفيه عن نفسه وعائلته واللقاء بالأقارب والأصدقاء، وبالتالي يجد في أكثر الأحيان أسعارا أفضل عندما تكون الإجازة أطول، بل ويختار توقيت أنسب ونوعيات تلائم ميزانيته، وفي الرياض، تحديداً شرقها وغربها وشمالها، وحتى جنوبها لدى الجميع خيارات أكبر في نوعية الاستراحات والشاليهات، بحيث يجد الكثير ما يناسبهم عددهم ونوعية مناسباتهم.

محمد العنزي العامل في إحدى وكالات السفر والسياحة، يقول “بالنسبة للسفر الخارجي لا يوجد تأثير لتمديد الإجازة بشكل مباشر، كون غالبية الناس قد رتبت أمورها بشكل مبكر للسفر، حسب إجازتها في الصيف سواء في فترة قبيل العيد، أو بعده مباشرة، ورغم أن السفر في فترة رمضان للسياحة خارجياً، تكاد لا تذكر إلا أن البعض أصبح يرى فيها فرصة للحصول على أسعار منخفضة جدا، وخاصة للطيران، وعادة ما يكون السفر لدول عربية وإسلامية، مثل مصر والأردن وماليزيا وإندونيسيا وتركيا، والبعض إذا حاول التغير في العودة بعد رمضان بعد تعديل وتمديد الإجازة، قد يصعب عليه ذلك بسب قيود التذاكر من أغلب شركات الطيران، وخاصة عندما يشتري المسافر تذاكر مخفضة بشرط عدم التعديل أو استرجاع القيمة.

أربعة أيام عن شهر كامل

محمد المعجل نائب رئيس لجنة السياحة والترفيه بغرفة الرياض، يقول “لا شك أن قرار حكومتنا المسدد في شأن تمديد الإجازة جاء في وقته، ويخدم المواطن بشكل كبير، من خلال زيادة تنقله وحركته داخل المدينة الواحدة، وأيضا السفر بين مدن المملكة، ويسهم كذلك في نمو اقتصادنا المحلي، وزيادة في وتيرة الدورة الاقتصادية الداخلية في ما يخص الشأن السياحي والترفيهي، ويسهم في الوقت نفسه بترجيح كفة السياحة المحلية، ففي السابق كانت الإجازة بعد العيد أقل من ستة أيام، وهي قد لا تلبي احتياجات المواطن اجتماعيا، ولا تخدم العديد من القطاعات الترفيهية والسياحية، ونحن كمهتمين بهذا القطاع ومستثمرين فيه، نقدر فترة أربعة أيام في إجازات الأعياد سواء عيد الفطر أو الأضحى، قد توازي مدة شهر كامل من شهور العام، نظراً لكون نسبة كبيرة من نشاط السياحة والترفيه وحتى الإيواء والمنتجعات يرتبط بشكل كبير بالإجازات، وتؤثر عليه الموسمية من ناحية نسبة الأشغال ارتفاعا أو انخفاضاً، وبالتالي زيادة الإيراد أو نقصانه.

وعن أثر تمديد الإجازة في ظل عدم تحضير الجهات المستفيدة لها، يوضح المعجل “عادة ما تستعد القطاعات السياحية والترفيهية لفترات الإجازة منذ وقت مبكر، وبالتالي يكون التحضير للتمديد في نفس المستوى السنوي، وقد لا يحتاج تحضيرات خاصة بفترة التمديد، كونه يتعامل مع هذه الفترة كموسم سنوي، يحضر له منذ وقت مبكر ببرامج وأنشطة تجذب السائح والزائر بين مناطق المملكة، وعادة المستهلك يستفيد من فترة التمديد، بوجود خيارات أوسع وأسعار تنافسية أفضل عندما تكون فترة الإجازة قصيرة جدا”.

ويؤكد نائب رئيس لجنة السياحة والترفيه بغرفة الرياض أن الجانب الإيجابي في طول الإجازة، وأثرها إيجابي على الاقتصاد المحلي لقطاعات أخرى مساندة للسياحة والترفيه، مثل المواصلات والطيران والمطاعم، كذلك للأسواق والمراكز التجارية بمختلف مناشطها.

“الرياض” طرحت شأن تمديد الإجازة على مسؤولي الخطوط السعودية، وطيران ناس، وعن تعديل جدولة الرحلات بناء على التمديد، ولكنهم أفادوا بعد التغيير للرحلات الداخلية، وقد يرجع السبب في ذلك لكون فترة إجازة الصيف عموما، تشهد زيادة السعة المقعدية للرحلات الداخلية بشكل كبير، ومع وجود أربع شركات طيران تخدم المواطن والمقيم في كل مناطق المملكة، أصبح هناك تنافس أكبر وخيارات متعددة، قلصت بشكل كبير من أزمة مقاعد الطيران الداخلية التي كانت تتكرر بشكل كبير في مواسم الإجازات والصيف في الأعوام الماضية، كما أن التعديل على الرحلات الداخلية متاح بقيود أقل من التعديل للرحلات الدولية.