يعد حبحب ساجر من أفضل وأجود أنواع الحبحب على الاطلاق، واكتسب سمعه قوية بجميع مناطق ومحافظات المملكة وأصبح المستهلك ينتظر إنتاجه، نظراً لحلاوة مذاقه، وعادة ما يكون من الأنواع كبيرة الحجم، ويعود سبب ذلك لخصوبة الأرض ووفرة المياه الجوفية الحلوة، ولخبرة المزارعين القديمة بهذا المنتج، وتشهد ساجر والمراكز القريبة منها هذه الأيام حركة اقتصادية لافتة نظراً لبدء الإنتاج من المزارع بشكل كثيف وقد حقق قرب السوق الكبير بمركز ساجر راحة للمزارعين حيث أصبحوا يشرفون بأنفسهم على بيع منتجاتهم سواء بالجملة أو بالمفرق.
سوق ساجر للحبحب تم إنشاؤه على مساحة 30 ألف متر مربع، وقامت البلدية بسفلتته وتشجيره وإنارته يعد من أكبر أسواق المملكة، ويتم توريد له أكثر من 1500 إلى 1900 سيارة يومياً محملة بالحبحب والشمام، حسب ذروة الإنتاج ويتم تصدير أكثر من 500 دينا و30 شاحنة كبيرة وعدد كبير من السيارات الصغيرة تنطلق إلى مناطق ومحافظات المملكة، وتتراوح الأسعار بين 1200 ريال إلى 1500 ريال لحمولة السيارة الصغيرة والتي تحتوي من 60 إلى 80 حبة، كما أن أسعار المفرق من النوع الجيد، تتراوح من 20 إلى 35 للحبحب، وبالنسبة للشمام فإن أسعار السيارات الصغيرة تتراوح من 1500 إلى 1800، وله أنواع كثيرة مثل الشمام الروسي والكناري والعسلي، ويستمر السوق باستقبال المنتجات لمدة شهرين وتفوق مبيعاته أكثر من مئة مليون ريال.
وقال رئيس بلدية ساجر، م. جهز الحزيمي بأن بلدية ساجر أنشأت سوق الحبحب الموسمي قبل مايقارب 18 عاماً وعلى مساحة 30 ألف متر ويتسع لأكثر من 5000 ألف سيارة بعد أن كان قائماً على مجهودات الأهالي قديماً، ووفرت البلدية فيه جميع الخدمات من إنارة وتشجير وسفلتة للساحات ومظلات وحاويات النظافة وفريق نظافة مخصص للعمل بالسوق، وتم تقسيم السوق إلى قسمين قسم لبيع الجملة، ومباسط للمفرق من المنتجات الزراعية، وأكد الحزيمي بأن المراقبين والمشرفين على السوق يتواجدون على مدار 24 ساعة طوال فترة موسم السوق للإشراف على السوق وتلبية متطلبات مرتادي السوق وتذليل كافة الصعوبات، من جانبه قال مدير فرع الزراعة بساجر حسين بن فارع الجريس، بأن زراعة ساجر تخدم أكثر من 2000 مزرعة وجميع هذه المزارع تتنوع بها المزروعات، منها النخيل والأعلاف والخضار المكشوفة والمحمية، ومن هذه الخضار محصول الحبحب والشمام بأنواعها، وتتمثل الخدمة بين تقديم الخدمات وإقامة المحاضرات والندوات الإرشادية للمزراعين، وتتميز ساجر بالأرض الخصبة والمياه العذبة وبمزارعين لهم خبرات طويلة في زراعة الحبحب والشمام، وأضاف الجريس إن موقع ساجر والذي يتوسط مناطق المملكة، سهّل عمليات التسويق حيث إن منتجاتها تصل إلى جميع مناطق المملكة بسهولة وبشكل سريع.
ومن جهة أخرى أوضح متعهد السوق سعود الحنتوشي بأن موسم الحبحب لهذه السنة يعد من أنجح المواسم نظراً لخلو الحبحب هذا العام من المشاكل، وأضاف الحنتوشي بأن هذا الموسم استثنائي بكل المقاييس نظراً لوفرة الإنتاج ولجودته حيث أعاد للأذهان حبحب ساجر الشهير المحبب للجميع خصوصاً مع هذا الصيف الشديد الحرارة.
زراعة الحبحب من 80 إلى 90 يوماً
كما التقت «الرياض» بالمزارع محمد الدغيلبي، الذي قال، بأنه يزرع كل موسم الحبحب، حيث تستمر زراعته ما بين 80 الى 90 يوماً، ثم يأتي وقت الجني، وكنا بالسابق نشحن إنتاجنا للرياض، ولا نعلم عن عملية البيع إلا من خلال الفواتير ولكن الوضع تغير الآن بعد افتتاح سوق الحبحب بساجر، حيث أصبحنا نشرف مباشرة على عملية البيع بكل يسر وسهولة، وأضاف الدغيلبي بأن المزارعين طوروا وسائل الري وأصبحوا يعتمدون على الري بالتنقيط مما ساهم بسرعة الإنتاج ووفرته وجودته، وقال المزارع عايض النوب بأن حبحب السر وساجر يتميز بحلو مذاقه وكبر حجمه، حيث كان المزارعون بالسابق يقومون بزراعته على السواقي وبعد دخول الأجهزة المحورية وهي وسائل ري حديثة اتسعت رقعت المساحات المزروعة للحبحب والشمام، كما إن سوق الحبحب بساجر ساهم في وصول هذا المنتج إلى أغلب أسواق المملكة بكل سهولة، وقال تاجر الحبحب محمد الحافظ، بأنه يأتي من المنطقة الشرقية من أجل شراء حبحب ساجر حيث انه يعتبر من أشهر أنواع الحبحب وله طلب منقطع النظير لجودته وحلاوته ويقوم بتحميل ثلاث شاحنات يومياً ويجد مكاسب قوية عند البيع، كما قال أحمد الهزاني وهو أحد تجار الحبحب بأنه يحرص على توريد حبحب ساجر إلى المنطقة الغربية بمعدل تسع دينات يومياً يتراوح سعر شرائها من 9 آلاف إلى 12 ألفاً، ويتم توزيعها بين مكة المكرمة والطائف وجدة بشكل يومي، ويلقى رواجاً كبيراً نظراً لشهرته وتميزه بمذاقه الفريد، كما يحرص على شراء الشمام بجميع أنواعه نظراً لجودته ويجنى أرباحاً ممتازةً خلال الموسم، كما قال خالد العتيبي وهو لديه محل بيع بالمفرق، داخل أروقة السوق، بأنه يجد إقبالاً كبيراً من المتسوقين سواء القاطنين بساجر وما جاورها أو من عابري الطريق، والذين يحرصون على شراء حبحب ساجر، ويجد له فرصة جيدة للبيع بشكل مجزٍ، مبيناً أن بداية الإنتاج، تواكب العطلة الصيفية، وهي فرصة للطلاب لدخول عالم البيع والشراء والقضاء على وقت الفراغ من خلال الكسب الحلال من هذا المنتج المشهور في ساجر والمدن والقرى القريبة منها.