أوضح مدرب المنتخب السعودي للشباب السابق صالح المحمدي أن ما تعرض له المنتخب الأول في مباراته أمام روسا سبق أن تعرض له منتخبنا للشباب في افتتاحه لمشواره في كأس العالم للشباب العام 2017م في كوريا الجنوبية عندما خسر في أولى المواجهات أمام السنغال بسبب طريقة اللعب المفتوح الذي يعتمد على النزعة الهجومية، وقال: “بعد أن طبقنا الواقعية في ثاني مبارياتنا أمام الأرغواي كسبناهم بنتيجة 2-1 في ذلك الوقت، ومنتخبنا الأول الآن يحتاج إلى اللعب بواقعية وبأمان تكتيكي وفني في مباراتيه المقبلتين أمام الأرغواي ومصر، ومن الممكن أن نكسب على الأقل أربع نقاط في المواجهتين المقبلتين حتى نتأهل إلى الأدوار المتقدمة، وهذا ليس مستحيلاً إذ كنا نحترم الفريق المنافس، وأن نعده أفضل من منتخبنا وليس اللعب بطريقة الند للند والتركيز على الهجوم وتفريغ الدفاع من لاعبيه الذين مهمتهم بالدرجة الأولى المحافظة على المنطقة الخلفية وليس المساندة الهجومية التي كانت سبباً مباشراً لحالة عدم الاتزان للظهيرين ياسر الشهراني والبريك اللذين تفرغا للهجوم وأصبح مركزيهما نقطة ضعف واضحة لأنهما ينسحبان من الدفاع ويعودان بوقت متأخر مما تسبب في ولوج الخمسة الأهداف في مرمى منتخبنا أمام روسيا”.
وبين المحمدي أن تواجد الشهراني والبريك في القائمة الأساسية وكذلك عبدالله المعيوف في حراسة المرمى كشفت من بداية اللقاء الأخير أن المدرب بيتزي يرغب في اللعب الهجومي لأن الشهراني والبريك يملكان نزعة هجومية بحتة، فيما أن المعيوف الذي هو أقل حارس في البروز الفني يتفوق على العويس والمسليم في بناء الهجمة من الصفر، ولن تفلح مثل هذه الطريقة والأسلوب في اللعب لمنتخبنا في المونديال إطلاقاً لأننا نواجه منتخبات عالمية قوية ذات إمكانات ومهارات عالية في كل النواحي سواء الفنية أو المهارية أو البنية الجسمانية أو حتى في الخبرة، ومن الأفضل أن نستدرك هذه “الهفوات” من المدرب، وأن يعود إلى اللعب بطريقة التوازن في الدفاع والوسط وأن نعي أهمية احترام المنتخبات التي نواجها وليس فتح الملعب لها لتحدث نتائج مخيبة للآمال كما شاهدنا أمام روسيا، فمدربنا لعب في بعض الوديات قبل المونديال بطريقة متوازنة ولعب كذلك بطريقة هجومية، وكنت متخوفاً شخصياً أن يلعب هجومياً قبل مباراة روسيا، ولكن يجب أن ننسى ما حصل مع روسيا وأن نلعب بأسلوب واقعي وليس بمثل أسلوبنا في الافتتاح والذي هو مجازفة بسمعة منتخبنا أولاً وأخيراً لا سيما أننا سنقابل في المونديال منتخبات أفضل من منتخبنا لياقياً وفنياً ويجب أن يكون الحذر هو شعارنا وليس الهجوم المكثف وكنت خائف جداً وحدث ما كنت أتوقعه، ونتمنى أن يتغير الأسلوب والأهم أن نتعامل بذكاء وننسى “الخماسية” وأن لا نكرر خطأ الاستحواذ السلبي والانتشار وفتح الملعب الذي تم تطبيقه بل أجزم أننا بحاجة للعب بمحورين ارتكاز بدل من اللعب بلاعب واحد سواء عبدالله عطيف أو سلمان الفرج بهذا المركز والذي كشف أداؤهما أنهما غير سريعين عندما تنقطع الكرة تكون خطيرة على مرمى منتخبنا”.
وتمنى المحمدي أن يكون التغيير واضحاً في طريقة اللعب بالإضافة إلى تغيرات في القائمة الأساسية في مباراتي الأرغواي مصر وقال: “نحتاج إلى التركيز الدفاعي، وأن يتواجد منصور الحربي بدل ياسر الشهراني وأن يلعب معتز هوساوي بدل عمر هوساوي الذي يتعرض إلى تأثير سلبي كبير بسبب أنه يلعب في الجهة اليسرى بالرغم أنه يعاني من ضعف كبير في القدم اليسرى، كما أن خط الهجوم بحاجة من بداية أي مباراة إلى تواجد فهد المولد بدلاً من محمد السهلاوي البعيد عن مستواه المعروف عنه، فيما أن الحراسة تحتاج إلى الزج بالحارس محمد العويس الأجهز من المعيوف بمراحل ومن المسيليم كذلك ولكن المدرب بيتزي يرغب في اللعب الهجومي ولهذا رأيناه يعتمد على المعيوف كأساسي بالرغم من اقتناعي الكبير أن طريقة بيتزي الهجومية غير متوافقة مع حجم القدرات الفنية العالية للمنتخبات التي تشارك في المونديال، ويجب التأكيد أن اللعب بحارس يبني الهجمة مثل المعيوف سيتسبب في خسارتك لحارس مهم قادر على المحافظة أكثر وقت على الشباك دون أهداف على مرمى منتخبنا”.