طالب المدرب الوطني خالد القروني الاتحاد السعودي لكرة القدم والهيئة العامة للرياضة بوضع برامج تمكن المنتخبات السنية سواء الناشئين أو الشباب أو الأولمبي من الوصول إلى مونديالات كأس العالم في مرحلة مهمة لتقوية القاعدة الفنية والمهارية وزيادة الخبرة والاحتكاك للاعب الناشئ من الصغر؛ حتى يكون مهيأ للعب في مونديال الكبار عندما يتأهل المنتخب الأول للنسخ المقبلة من المونديال العالمي، وقال: “نشيد باستحدث اتحاد القدم من الموسم المقبل بطولات سنية متعددة، وكذلك تكثيف الاهتمام بالبطولات الأخرى للفئات السنية ذاتها، وهذه الخطوات تدل على توجه مسؤولي الاتحاد في أن تكون هناك جملة من التغيرات التي ستطرأ على تلك الفئات التي هي عماد الكرة السعودية، ومن هذا المنطلق نتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر وحرصا على المدربين الذين يعملون في تلك الفئات، سواء في الأندية أو المنتخبات؛ لأنهم هم من سيعلمون من الصفر لمصلحة مستقبلنا الكروي، وهذا الاهتمام بالمدربين واختيار الأنسب منهم هو الذي سيريحنا أكثر في السنوات المقبلة بعد بروز أجيال متعددة في أعمار مختلفة”.

وأضاف: “لم نصل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين من عدة سنوات، كما أننا نخرج من التصفيات الآسيوية للدرجة ذاتها لأسباب تعرف عليها مسؤولو اتحاد القدم، الذين بدأوا في زيادة البطولات المحلية، ولكن يهمنا أن يتواصل الاهتمام بأن نعيد المنتخبات السعودية السنية إلى الواجهة من جديد، ولهذا يجب أن يعتمد على كشافين للمواهب الناشئة، التي يمكن أن تنطلق في مشوار إعدادي يكون متتابعا في منهجية العمل؛ لأننا في المملكة نملك لاعبين مميزين يملكون مهارات عالية، إلا أن عدم اكتشافهم في وقت مبكر يكون هو السلبية، التي نعانيها وتوفير الكشافين أمر ليس بالصعوبة في كل المدن والمناطق، فالجميع يريد خدمة ناديه ومنتخب بلاده، فوصول اللاعب الناشئ في المنتخبات السنية للبطلات القارية والعالمية سيكون هو أهم بكثير من أي خطوة أخرى؛ لأننا سنعمل أرضية خصبة للمنتخب الأول، الذي يحتاج إلى لاعبين لديهم من “الإرث” الكروي، الذي يمكنهم من التعامل مع مباريات مونديال الكبار، الذي تختلف مبارياته عن مباريات قارية، سواء شارك اللاعب مع منتخب بلاده أو ناديه؛ لأن مثل هذه المباريات للفئات السنية تصقل المواهب، وتدربهم على التعامل مع مدراس تدريبية متعددة، يتم تطبيقها من المنتخبات التي يوجهونها، وليصل لاعبون بعد ذلك للمنتخب الأول بجملة من الخبرات المتعددة، التي تكون هي المكسب الكبير في بناء شخصية اللاعب الدولي”.

وقدم القروني شكره لـ “دنيا الرياضة” لتسليط الضوء على تقديمه كمدرب سابق لمنتخب المملكة للشباب إبان المشاركة في مونديال كأس العالم للشباب، الذي أقيم في كولومبيا ستة لاعبين يشاركون الآن في مونديال روسيا، وهم السداسي المدافعان معتز هوساوي وياسر الشهراني وثلاثي خط الوسط هتان باهبري وعبدالله عطيف وسالم الدوسري، والمهاجم فهد المولد، وقال: “العمل بين المدربين تراكمي ومتتابع، وهذا طبيعي، أنك كمدرب تعمل لما بعدك من مدربين آخرين سواء الناشئين أو الشباب أو الأولمبي، وهذا بلا شك محل فخر واعتزاز لي شخصيا، وسبق أن أشرفت على لاعبين آخرين يشاركون في المنتخب الأول حاليا، أمثال تيسير الجاسم في منتخب الناشئين أو محمد السهلاوي أو مهند عسيري أو محمد العويس؛ إذ إنني عملت مع كثير منهم سواء في المنتخبات السنية، ونتمنى لهم التوفيق، وأن يعيدوا بروز الكرة السعودية بمثل المونديال الحالي خصوصا بعد غياب “الأخضر” عن نسختين ماضيتين من كأس العالم، وهي فرصة للاعبينا لإثبات قدراتنا، وأن يحرصوا على خدمة وطنهم، وتقديم كل ما يملكون من مهارات في المستطيل الأخضر”.

ويرى القروني أن لعب المنتخب الأول مع منتخبات عالمية وديا قبل المونديال الحالي كان مطمئنا لنا كفنيين بشكل كبير، على الرغم من أنه أظهر بعض الاختلاف عند الشارع الرياضي الذي رفض بعضهم أن يكون الإعداد قويا أو اللعب مع منتخب ألمانيا قبل الافتتاح العالمي بستة أيام وقال: “لو لم نشارك في المونديال فلن نلعب مثل هذه المواجهات العالمية المليئة بالمكاسب الكبيرة للاعب السعودي، وكان البعض متخوفا من اللعب مع ألمانيا، ولكن تناسوا أن الاستفادة الفنية كبيرة جدا بغض النظر عن تحقيق أي نتيجة، فاللاعب المحظوظ هو الذي تمكن من الوجود في مثل هذه المباريات القوية؛ لأنها تمنحه القوة وزيادة الخبرة.

ورفض القروني أن يكون المدربون الوطنيون العاملون في تدريب الفئات السنية أقل بكثير من الطموحات، وقال: “ليس دفاعا عن المدرب الوطني الذي لا يمكن أن نضعه مقارنة بالفرص التي سنحت للمدربين الأجانب، الذي حصل على فرص أكثر من السعودي، ولكن تحقق على يد مدربين سعوديين كثير من الإنجازات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات أمثال ناصر الجوهر وخليل الزياني ومحمد الخراشي وخالد القروني وسعد الشهري وخالد العطوي وغيرهم من المدربين، وهذا الكلام على الرغم من أنني مقتنع بأن التدريب ليس جنسية، بل إن المدرب الناجح سيتم بروزه، وأتمنى أن تكثف الدورات للمدربين الوطنيين الذين يتميزون بأنهم قادرون على توصيل المعلومة للاعب بسهولة بسبب اللغة، وكذلك تعايش المدرب السعودي مع الأوضاع الاجتماعية، ما يسهل من مهمة اللاعب في الوصول إلى الأهداف بطرق أسهل”.