شهد هذا العام تحسناً كبيراً في حركة النقل الجوي الداخلي من ناحية تقليص شح المقاعد الموسمية للإجازات، وكانت إجازة عيد الفطر خير شاهد على ذلك، حيث كان لتواجد خمس شركات طيران تعمل على جميع المطارات الداخلية، وتحسين وتوسيع المطارات في مختلف المدن دوراً في التفوق على معضلة مقاعد المواسم التي استمرت لعقود من الزمن، وأثرت على خيارات المواطن والمقيم في السفر للمحطات الداخلية، وخاصة في إجازة العيدين القصيرة نسبيا مقارنة بإجازة الصيف، ويعد هذا التحسن الكبير من الثمرات المبكرة لرؤية المملكة 2030، وبرامج التحول الوطني 2030 في ما يخص تحسين وضع وبيئة النقل الجوي داخلياً ودولياً، وتسريع إجراءات منح الرخص لشركات طيران محلية جديدة، إضافة لاهتمام هيئة الطيران المدني بترجمة برامج التحول الوطني لواقع والعمل على التوسع في استيعاب مطارات المملكة.

ومن العام الماضي شهد مطار الملك خالد الدولي بالرياض زيادة في حركة النقل الداخلي بوجود خمسة شركات طيران محلية لأول مرة على مستوى المملكة، تغادر رحلاتها من وإلى 28 مطاراً بالمملكة، منها ستة مطارات دولية، وثمانية مطارات إقليمية، و14 مطاراً محلياً، وعقب افتتاح الصالة الخامسة في صيف 2016م، والمخصصة للرحلات الداخلية، ارتفع عدد الرحلات لأكثر من 9500 رحلة طيران سنوية داخلية، حيث أن سعتها تزيد عن 12 مليون مسافر سنوياً، وبها ثمانية بوابات رئيسية للطائرات عريضة البدن، وتتحول لعدد 16 بوابة للطائرات الصغيرة، كما حدد مطار أبها كمطار إقليمي لطيران ناس، لخدمة القطاع الجنوبي، ومطار حائل، إقليمي لطيرن نسما لخدمة القطاع الشمالي من المملكة، ومما أسهم في توفير خيارات أفضل للمسافر داخل المملكة، ولخارجها.

تحسين واقع المطارات

وتعد تجربة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة، الذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ 4 ملايين متر وتبلغ الطاقة الاستيعابية له 8 ملايين مسافر سنويا في مرحلته الأولى، وسترتفع إلى 18 مليون مسافر سنوياً في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيسي فتوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويا، أول تجربة عملية لتخصيص مطارات المملكة على أرض الواقع، فهو أول مطار في المملكة يتم بناؤه وتشغيله بالكامل عن طريق القطاع الخاص، وفق أسلوب البناء وإعادة الملكية والتشغيل (BTO) بالشراكة مع شركة طيبة لتطوير المطارات المستثمر، وبتكلفة تجاوزت 3.750 مليار ريال.

وتعمل الهيئة العامة للطيران المدني على تنفيذ استراتيجيتها لخصخصة جميع المطارات بالمملكة، بعد المدينة المنورة، حيث انطلق التخصيص بشركة مطارات الرياض، ثم شركة مطار المك فهد بالدمام، وأخيراً مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، حيث بدأت مرحلة العمل التجريبية في المطار الجديد بشهر رمضان الماضي، وطاقته الاستيعابية في مرحلته الأولى تزيد على 30 مليون مسافر سنويا، ويعتبر قفزة كبيرة مقارنة بالمطار القديم الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية عن 7.5 مليون مسافر سنويا، كما تعمل المطارات الدولية والأقليمية والداخلية على التنافس لتحقيق رضى المسافر، حيث تعمل الهيئة على تغير ثقافة العمل في المطارات لتكون وفق رؤية الشركات الحديثة، التي تعمل زيادة الإنتاجية، والاهتمام بالعميل، وفي الوقت نفسه، تعمل مع الشركاء، خاصة مشغلي شركات الطيران والخدمات الأرضية برؤية عصرية، تواكب توجه الدول نحو تجويد الخدمات والتنافس في مجال السفر والطيران، وفق ما يعود بالفائدة للمسافر ويخدم اقتصاد المملكة، ويجعلها مفضلة لكل العالم، وتعزيز واقع بلادنا كدولة متقدمة في مجال الطيران والخدمات المساندة له.