بدأت المملكة في جني ثمار الجهود المبذولة من قبل الهيئة العامة للترفيه، والتي تأتي متماشية مع رؤية المملكة 2030 بهدف تنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة بغية توفير الخيارات والفرص الترفيهية الجاذبة لكافة شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة، حيث رصدت تقارير عدة تراجعاً غير مسبوق في معدلات السياح السعوديين المسافرين إلى الخارج، عزاه عدد من ذوي الاختصاص لنجاحات الهيئة في برامجها وفعالياتها المتنوعة خلال العامين المنصرمين، وسجل معدل السياح السعوديين المغادرين إلى دبي تراجعاً بلغ 20 ألف سائح إذ بلغ العدد 561 ألف سائح في حين كان العدد في عام 2017 خلال نفس الفترة 581 ألف سائح.
وأكد مدير التواصل والإعلام بالهيئة العامة للترفيه عبدالرحمن الخليفة لـ”الرياض” أن تراجع معدلات السفر للخارج سواء إلى دبي أو غيرها من الوجهات السياحية يعود لنجاح العديد من الأنشطة والبرامج التي تبنتها الهيئة خلال العامين المنصرمين، مشيراً إلى أن عدد تلك البرامج والفعاليات ارتفع من 2200 فعالية في العام 2017 إلى 5500 فعالية ستتم في العام 2018.
وتوقع الخليفة أن تسهم الخبرات المتراكمة عاماً بعد عام في زيادة معدلات الجودة وحسن التنفيذ بالنسبة للفعاليات التي تشرف عليها الجودة بما سيكون له الأثر الكبير في إثراء متطلبات السائح المحلي إضافة إلى منح المزيد التحفيز والدفع للقطاع الخاص للمساهمة في زيادة ونماء معدل الأنشطة الترفيهية واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية العاملة في أنشطة الترفيه المتنوعة.
وبدوره أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية للإعاشة بمجلس الغرف نايف بن عبدالمحسن الراجحي أن استقطاب الهيئة العامة للترفيه، للحفلات الغنائية والعديد من العروض المسرحية إضافة إلى بعض الفرق الترفيهية العالمية أسهم بشكل كبير في ثني كثير من المسافرين للخارج، وبدلاً من توجه السائح لمهرجات في دول مجاورة مثل هلا فبراير بالكويت والحفلات الغنائية بدبي فضل الكثير حضورها محلياً، كما أن تسهيل الحصول على التصاريح الخاصة بتنفيذ الفعاليات ودعم الهيئة المادي للمستثمرين في القطاع زاد من عدد الفعاليات وبالتالي استيعاب المزيد من السياح المستفيدين منها.
وتوقع الراجحي أن تشهد الأعوام القادمة مزيداً من النجاحات بالنسبة لقطاع الترفيه وسيفضل السائح الذي كان ينفق 30 ألف ريال خارج المملكة إنفاق ما يزيد عن نصفها داخل المملكة، مبيناً بأن المشروعات والقرارات المعلن عنها مؤخراً كمشروع القدية والسماح بدور السينما سيكون لها دور جيد في جذب السائح للمحلية بدلاً عن السفر للخارج.
وبين نائب رئيس اللجنة تراكم الخبرات موسماً بعد موسم سيمكن الهيئة من تلافي كثير من السلبيات إضافة إلى العمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة للسائح المحلي وسينعكس ذلك بشكل كبير على زيادة التوجه للسياحة الداخلية كما سيكون له دور كبير في جعل قطاعات السياحة والتراث الوطني ضمن العناصر الأساسية في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، وأحد أبرز البدائل لاقتصادات ما بعد النفط.