أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الدولة لشؤون الطاقة رئيس اللجنة التنفيذية للمركز السعودي لكفاءة الطاقة على أهمية أن تكون الأجهزة والجهات الحكومية القدوة الأمثل في عملية ترشيد استهلاك الطاقة، وقال في كلمة ألقاها خلال ورشة العمل التي نظمها المركز السعودي لكفاءة الطاقة أول من أمس في الرياض حول ترشيد الطاقة في القطاع الحكومي: إنه بقدر ما نشيع ونعزز ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة داخل المؤسسات الحكومية سوف يكون له انعكاس على الاستخدام الأمثل للطاقة داخل الجهات الحكومية.

وأضاف سموه أن ما نتأمله أن تتأصل هذه الثقافة من خلال الحملات التوعوية التي قام وسيقوم بها المركز السعودي لكفاءة الطاقة، والتي لمستها فئات المجتمع كافة في السنوات الماضية، ونتأمل أن ننجح في استمرار هذه الحملات التوعوية حتى تكون معينة للمواطنين والمواطنات فيما يتعلق باستهلاك الطاقة وتخفيف الأعباء المالية الناتجة من استهلاك الطاقة الكهربائية.

ويأتي انعقاد الورشة مكملاً للجهود السابقة التي نفذها المركز مع الجهات الحكومية في إطار حرصه على تطبيق آلية ترشيد استهلاك الكهرباء في القطاع الحكومي التي وجّه المقام السامي الكريم بتنفيذها.

وأشار سموه إلى أن المركز السعودي لكفاءة الطاقة قد بدأ برامجه منذ فترة طويلة بمساعٍ كبيرة بما لديه من إمكانات بهدف تنمية وتطوير ثقافة الترشيد لدى المستهلكين بشكل عام، مبيناً أن المركز لا يمثل جهة معينة بل يمثل نحو 33 جهة حكومية تتعاون فيما بينها لنشر ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة، ولولا هذا التعاون لما تمكن من نشر ثقافة الترشيد والسبل والوسائل التي تساهم في توفير استهلاك الطاقة.

وأوضح سموه أنه خلال العام الماضي أنشأت الدولة شركة متخصصة في كفاءة الطاقة لإصلاح وتطوير الجوانب المتعلقة باستهلاك الطاقة، وقد نظمت الشركة ورش عمل مع جميع الأجهزة الحكومية، كما أنشأت لجنة استشارية مع الجهات الحكومية لا سيما التي تتسم مرافقها بالاستهلاك المرتفع في الطاقة، مبيناً أن دور هذه اللجنة وممثلي الجهات الحكومية هو تمكين الشركة من القيام بواجباتها فيما يخص رفع كفاءة استهلاك الطاقة في تلك الجهات الحكومية، مشيراً إلى أن برنامج الشركة طويل وشاق؛ وذلك بسبب عدد المباني الحكومية المرتفع التي تستهلك الكثير من الطاقة التي وصلت إلى حوالي 260 ألف منشأة حكومية، بالإضافة إلى إنارة الشوارع والطرق الرئيسة، كما تعمل اللجنة مع الجهات الحكومية على توفير استهلاك الطاقة آخذة بعين الاعتبار عدم التأثير على عمل الجهات الحكومية. من جانبه أوضح مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة م. أحمد بن موسى الزهراني في كلمته أن المركز السعودي لكفاءة الطاقة ساهم منذ إنشائه في تنسيق جهود الجهات المعنية بالطاقة في المملكة وتوحيدها في سبيل الوصول إلى أفضل الطرق والوسائل لتحقيق هدف الترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، حيث نفذ بمشاركة وتنسيق مع الجهات المعنية العديد من المهام والمنجزات التي يأتي في طليعتها إعداد وتنفيذ البرنامج السعودي لكفاءة استهلاك الطاقة الذي يسعى لإيجاد نظام متكامل يختص بترشيد ورفع كفاءة الاستهلاك، ويضمن التنفيذ والتطبيق لمخرجاته، والمراجعة والتدقيق لمبادراته بشكل منتظم. وفيما يخص موضوع الورشة ذكر الزهراني أن المركز قام بعد صدور التوجيه السامي بتزويد الجهات الحكومية بملخص عن المواصفات كافة واللوائح الفنية الخاصة بكفاءة الطاقة المطلوب تحقيقها في قطاع المباني الحكومية التي عمل عليها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، والترتيب لعقد هذه الورشة حيث سيقدم المختصون اليوم من خلال محورين رئيسين (فني وتوعوي) شرحاً وافياً عن آلية التكامل بين ممثلي الجهات الحكومية والمركز، وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات استهلاك الكهرباء في المباني الحكومية وبعض المعلومات الأساسية عن المباني التي يتم تحديثها بشكل دوري من قبل المختصين في المركز، وكذلك سيتم تزويد ممثلي الجهات الحكومية بشكل دوري بالمعايير المطلوبة لتحقيق رفع كفاءة استهلاك الطاقة في المباني الحكومية سواء القائمة أو الجديدة، فضلاً عن المساهمة في تنفيذ برامج توعية لمنتسبي الجهات الحكومية.