ألقى قرار الصين بفرض رسوم جمركية على الواردات من الولايات المتحدة بضلال معتمة على أسواق البتروكيميائيات في البلدين وأقاليم أخرى في العالم مخلفا أثارا دائمة، في حين دعم هذا القرار خلق فرص ومنافذ جديدة للمنتجين في المملكة وبعض دول الخليج الذين بدؤوا بالتشبث أكثر ونيل أكبر حصص التسويق وزيادة صادراتهم، حيث أثرت التعريفة الجديدة بنسبة 25 % على الواردات البتروكيميائية المختارة من الولايات المتحدة والتي فرضتها الحكومة الصينية رداً على خطوة مماثلة من جانب إدارة ترمب وذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوما على منتجات صينية من الصلب والألمونيوم، وفي المقابل طالت الرسوم الجمركية الصينية مجموعة واسعة من منتجات الواردات الأميركية بما في ذلك عدد من المواد البتروكيميائية الأولية والوسيطة والبوليمرات، والتي كانت بمثابة الورقة الرابحة للمنتجين الصينيين والخليجيين.

وطالت الرسوم الجمركية منتجات اﻟﺑوﻟﻲ ﮐارﺑوﻧيت التي يتزعم إنتاجها في الولايات المتحدة عملاق البتروكيميائيات في العالم شركة «سابك» حيث تسببت في انخفاض الطلب في وقت يمثل البولي كربونات من الولايات المتحدة نسبة 8 % من الواردات الصينية، والولايات المتحدة تحتل المرتبة السابعة بين الدول المصدرة للصين، وبلغ الحجم السنوي المستورد من الولايات المتحدة في حدود 100 – 150 ألف طن في السنوات القليلة الماضية، مع حصة 7-11 % من سوق الاستيراد، في حين أن أكثر من 80 % من الحجم المستورد من الولايات المتحدة يتم توريده إلى تجارة المعالجة والتي لن تتأثر بالتعريفة الجمركية.

وتعد «سابك» من المنتجين الرئيسين للبولي كاربونيت في الولايات المتحدة ويمكنها تزويد السوق الصينية من مصانع خارج الولايات المتحدة، في وقت تقوم «سابك» ببناء مصنع مشترك في الصين، كما ستعوض القدرة الجديدة قيد الإنشاء في الصين تأثير قيود الاستيراد على العرض خلال العام الجاري أو العام المقبل.

وعلى جانب الطلب في الصين تعد البيئة والطاقة والسيارات من التطبيقات المهمة لاستخدامات البولي كاربونيت وتمثل أكثر من 50 % من إجمالي الاستهلاك، وأكثر من 40 % من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، وفي حال فرضت الولايات المتحدة تعريفة أعلى على هذه المنتجات من الصين، فستتأثر قدرتها التنافسية مع اضطرار المصانع المنتجة لخفض إنتاجها لتراجع الطلب وبالتالي عدم تحقيق الفائدة المرجوة من فرض الرسوم بين الصين والولايات المتحدة في ظل المصالح المتكافئة في اللقيم والمنتج النهائي في الواردات والصادرات المشتركة بين البلدين.

وتأثرت إمدادات البروبان السائل الأميركي للصين بعد الرسوم في وقت استوردت الصين 13.352 مليون طن من البروبان السائل العام 2017، منها 3.4 ملايين طن من الولايات المتحدة وتمثل 25.3 % من الإجمالي، وخصصت الصين إضافة تعريفة بنسبة 25 % إلى واردات البروبان السائلة من الولايات المتحدة والتي تشير إلى احتمالية توقف هذه الواردات، وحصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على فرص أكبر للتصدير للصين حتى أصبحت أكبر مصدر للبروبان للصين بطاقة بلغت 4.3 ملايين طن أو 32 % من الواردات العام 2017، وتخطط لتصدير المزيد إلى الصين استغلالاً للرسوم المفروضة على البروبان الأميركي.

وطال الأثر صناعات الأوليفينات والبولي أوليفينات الصينية وتلك التي تستخدم البروبان المستورد كمادة وسيطة حيث أضرت إما لإيجاد بديل أو تحمل أعباء إضافية من حيث التكلفة، أو كليهما، وتعمل مصانع نزع الهيدروجين من البروبان في الصين في الغالب على إنتاج البروبيلين لتحويله إلى البولي بروبلين وحمض الأكريليك والبيوتانول والأيزوبوتانول وغيرها، ويتم تحويل حوالي 50 % من البروبيلين إلى البولي بروبيلين، وقد انعكس تأثير ذلك على السوق الصيني في أسعار العقود الآجلة للبولي بروبيلين درجة الرافيا في بورصة داليان للسلع، والتي ارتفعت من حوالي 8815 يوان للطن في أوائل أبريل إلى حوالي 9010 يوان للطن منتصف يونيو.

واستوردت الصين 155 ألف طن من البولي إيثيلين المنخفض الكثافة من الولايات المتحدة العام 2017، وهو ما يمثل 6.5 % من إجمالي 2.4 مليون طن من الواردات من جميع أنحاء العالم، في وقت بدأ تأثير التعريفات الجديدة ضئيلاً على المصانع الصينية والتي تعد دول الشرق الأوسط المصدر الرئيس للواردات للصين والتي يمكن لمصانعها استبدال البولي إيثيلين المنخفض الكثافة الأميركي بسهولة نسبية بواسطة الشحنات من المصانع الشرق أوسطية، في حين من المرجح أن تساهم هذه الظروف في ازدهار الإنتاج المحلي الصيني الجديد من العام 2018 إلى العام 2020، في ظل توقعات عدم شح العرض، وتوقف بعض المتعاملين والتجار الصينيين عن توريد البولي إيثيلين منخفض الكثافة الأميركي فوراً بعد نشر الإعلان، وأدت هذه الظروف إلى ارتفاع الأسعار القياسية للبولي إيثيلين منخفض الكثافة درجة الفيلم بزيادة 250 يوان للطن من 9450-9650 يوان للطن إلى 9700-9900 يوان للطن.