تعكف شركة أرامكو السعودية حالياً على فسح الأرض لأوائل المستأجرين في مدينة الملك سلمان للطاقة خلال الربع الثالث من العام الجاري، وذلك بعد أن أنجزت خطوات متقدمة في أعمال تهيئة وتجهيز الأرض للمرحلة الأولى لهذه المدينة الصناعية الحلم والتي من المخطط أن تضخ مبلغ 22.5 مليار ريال للناتج الإجمالي المحلي سنوياً وفتح عشرات آلاف الوظائف للمواطنين والمواطنات في منطقة استراتيجية بين مدينتي الدمام والأحساء بالمنطقة الشرقية حيث يمثل الموقع قلب اقتصاد الطاقة في العالم حيث تكامل سلسلة القيمة، والبنية التحتية والخدمات ذات المستوى العالمي، والقرب من الأسواق العالمية التي تشهد طلباً متنامياً مستمراً للمنتجات المخطط إنتاجها في المدينة.

في وقت تواصل أرامكو خوض مباحثات ومفاوضات لجذب كبار المستثمرين العالميين والمحليين بنحو 300 مشروع مخطط له في قطاعات التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، والصناعات البتروكيميائية، والكهرباء، والمياه في موقع واحد وجلب تقنيات حديثة ومبتكرة لآبار النفط والغاز وجذب الاستثمارات العالمية المتعددة والمرتبطة بالصناعات المساندة لقطاع الطاقة وتوطينها وكذلك توطين تصنيع أجهزة الحفر البرية لآبار النفط والغاز، ومختلف المشروعات ذات القيمة المضافة العالية والتي توفر أيضاً الدعم للشركات الوطنية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الطاقة والتي تعزز تنويع الاقتصاد الوطني.

وتسعى شركة أرامكو وشركاؤها هيئة المدن الصناعية “مدن” لضخ خبراتها المكتسبة في قطاعات النفط والغاز والتكرير والبتروكيميائيات والتعدين واستغلالها لخلق مدن صناعية تحقق التكامل بين قطاعات المواد الأولية الخام والوسيطة والنهائية وتوطين قطاعات الطاقة المتجددة ورفع تنافسيتها بما يتفق والأهداف الاستراتيجية للتحول 2020، إضافة إلى تشييد الصناعات المساندة لقطاع الطاقة وتشمل مصانع قطع الغيار والإلكترونيات وأنظمة التحكم، والأنظمة الكهربائية، وأنظمة التبريد، ومعدات معالجة السوائل، والصمامات، والأنابيب وملحقاتها، والمضخات، ومتطلبات ومواد إنجاز أعمال الآبار، وسوائل وكيميائيات الحفر، ومواد البناء المرتبطة بالطاقة، وخدمات التنقيب والإنتاج، وتشكيل المعادن وغيرها.

ومن المقرر انتهاء الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في العام 2021 في حين يتم البناء على ثلاث مراحل من المتوقع إنجازها بحلول سنة 2035م. في وقت تستهدف خطط أرامكو جذب نحو 120 مشروعا استثماريا صناعيا في المراحل الأولى من المجمع وتستهدف عند اكتمال بنائه جذب أكثر من 300 استثمار صناعي وغير صناعي والتي ترمي لتنويع الاقتصاد تخفيض الاعتماد على النفط، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتطوير مختلف القطاعات.

وتشهد الأعمال الإنشائية حالياً في مدينة الملك سلمان للطاقة كثافة وضخامة في تهيئة الأرض وتسويتها ونقل التربة في وقت تتأهب المدينة لتوفير بيئة صناعية حيث من المخطط أن تلبي الشركات المستهدف جذبها أيضاً حاجة منتجات الطاقة وخدماتها المرتبطة بها، في حين سوف يفتح الباب على مصراعيه للقطاع الخاص وتمكينه من المنافسة في الساحة الإقليمية والعالمية وترسيخ مكانة المملكة كمركز استراتيجي للاستثمار في خدمات الطاقة بكافة أفرعها.

وتتضمن المدينة مشروعات عملاقة للبنية التحتية والتجهيزات الأساسية والتي تشكل أرضا خصبة لجذب المستثمرين في وقت تمهد أرامكو للإجراءات التجارية التي تراعي المصالح المشتركة والتي يكون لها دور حاسم في النهوض بقطاع الصناعات المساندة وتوطين سلسلة التوريد في قطاع الطاقة وذلك بالاعتماد على خبرات أرامكو الكبيرة جداً في مجال إدارة المشروعات وسلسلة التوريد والتي من شأنها ضمان المساهمة الفاعلة من قطاع مشروعات النفط الخام والغاز والكيميائيات في خلق مزايا اقتصادية جديدة تتسم بالجودة والاستدامة بما يخدم مصالح المملكة.

ويضم مشروع المدينة خمس مناطق محورية تشمل المنطقة الصناعية، والميناء الجاف بطاقة استيعابية ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنويًا، ومنطقة الأعمال والتي تضم مقر أرامكو الرئيس لأعمال الحفر وصيانة الآبار واستثمارات تجارية، ومنطقة التدريب في قطاع الطاقة لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية وتلبية احتياجات المستثمرين في المنطقة، والمنطقة السكنية والتجارية والتي تضم مجمعات سكنية، ووحدات فندقية، ومركزًا صحيًا، ومدارس، ومرافق ترفيهية.