صدر أمس الخميس، بيان مشترك بين المملكة وجمهورية جنوب أفريقيا فيما يلي نصه: تلبية لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية جنوب أفريقيا، قام فخامة الرئيس سيريل راما فوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 27 إلى 28 شوال من عام 1439هـ الموافق من 11 إلى 12 يوليو من عام 2018م.
حيث عقد خادم الحرمين الشريفين جلسة مباحثات مثمرة وبناءة مع فخامته، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، واستعرضا خلالها العلاقات المتنامية بين البلدين، وأكدا أهمية تعزيز العمل المشترك لنقل العلاقات الثنائية بينهما في جميع المجالات إلى آفاق أوسع وأشمل، وأكدا ضرورة بذل مزيد من التعاون والجهد لزيادة التبادل التجاري بينهما، وزيادة الاستثمارات المشتركة في المشروعات الاقتصادية والبنية التحتية، وتقديم التسهيلات والحوافز لهذه الاستثمارات بما يتوافق مع طموحات البلدين والشعبين الصديقين.
كما استعرض الجانبان خلال المباحثات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأهم التطورات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما أكد الجانبان أهمية التوصل إلى حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي لهذه الأزمة على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن، وللجهود المبذولة في هذا النطاق، وتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق اليمنية كافة، وإدانة استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للمملكة من خلال إطلاقها الصواريخ الباليستية على أراضيها، والتنديد أيضاً بما تقوم به من أعمال تهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الجانبان أهمية الوصول إلى حل سياسي للصراع في سورية وفقاً لإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254) لإنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، وأهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين داخل سورية وخارجها. وأبدى الجانبان دعمهما لجهود الحكومة العراقية في توحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب، الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين، والحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، وأهمية وقف التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي العراقي.
وفي الشأن اللبناني، أكدا أهمية دعم الدولة اللبنانية، ونزع سلاح كل التنظيمات الإرهابية.
وأكد الجانبان ضرورة بذل مزيد من الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره، وضرورة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والوقوف بحزم تجاه أي أعمال تقوم بها أي دولة لزعزعة استقرار دول منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص، وفي هذا الصدد أشاد فخامة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا بجهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف ونبذ الطائفية، التي كان آخرها تأسيسها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” في العاصمة السعودية الرياض.
وفي ختام المباحثات عبر فخامة الرئيس سيريل راما فوزا عن بالغ تقديره وامتنانه للحفاوة وحرارة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه والوفد المرافق خلال زيارة فخامته للمملكة.