أكد متخصص في شؤون الموار البشرية والتدريب، أن التوظيف والتدريب الصيفي للطلاب والطالبات في المملكة، سيكون مؤثراً رئيساً على رفع نسبة السعودة، إذا وظف بشكل حقيقي واستوعب نسبة كبيرة من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية وطلاب الجامعات، وأن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ليست المعنية الوحيدة بهذه المسؤولية المهمة، التي يجب أن يتم تبنّيها من مجموعة وزارات وهيئات وشركات كبرى معنية بالتدريب والتوظيف وخدمة المجتمع.
وقال خبير الموراد البشرية أحمد بن محمد السالم في تصريح: إن إعلان صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) هذا الأسبوع، عن بدء 19 طالباً وطالبة في برنامج التدريب الصيفي «صيفي» داخل أكثر من ثلاث من منشآت القطاع الخاص، وكذلك لدى الجهات التدريبية المعتمدة، مبادرة مهمة، وهي مكملة لدور وزارة العمل ومكاتبها في المناطق لتوجيه الطلاب وتوزيعهم على القطاع الخاص، ولكن يبقي هذا العدد لا يذكر مع عدد الطلاب والطالبات في مرحلة الثانوية العامة، وفي عشرات الجامعات السعودية، فعدد خريجي الثانوية العامة للعام الدراسي المنصرم فقط يزيد على 400 ألف طالب وطالبة، وعندما نضيف إليهم الطلاب المستهدفين والمؤهلين للالتحاق ببرامج التدريب، والتوظيف الصيفي فيبلغ العدد التقريبي مليون ومئة ألف طالب وطالبة، يقضون هذا العام واحدة من أطول الإجازات الصيفية، ويبحثون عن فرص توظيف صيفي ليس لشغل أوقاتهم فحسب، بل لممارسة عمل مؤقت يبني لديهم حس التفاعل المهني ويطور قدراتهم.
ولذلك يجب أن تتوحد جهود جهات عدة، أو تخصص منشأة ترتبط بوزارة العمل، يكون دورها مركزاً على برامج التدريب والتوظيف الصيفي، فمكاتب العمل لديها ما يكفي من القضايا والمهمات المتعلقة بشؤون العمل في الوقت الراهن، فمن أسس نجاح السعودة في القطاع الخاص، صقل مهارات الطلاب وتدربهم عملياً على سوق العمل في مختلف تخصصاته، وسيكون ذلك من أهم مسببات القضاء على التسرب الوظيفي عند بدء العمل الحقيقي للشباب والشابات في القطاع الخاص.
وأضاف السالم: إن تحقيق التدريب للطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية والجامعية يكمل مثلث الاهتمام بهذا النشء، من الأسرة والمدرسة والمجتمع، ويعزز ثقة الشاب والشابة اليافعين بنفسيهما، ويبني لديهم قيم العمل الحميدة كالانضباط والجدية والتعلم المستمر والتفاعل مع محيط العمل من زملاء وعملاء وتحديات يومية. ولا ننسى كذلك المكافأة الشهرية المستحقة، وفي وقتنا الراهن ومع رؤية المملكة 2030، نحن في حاجة ماسة لنشر ثقافة استغلال الفترة الذهبية من كل عام، وهي فترة الصيف، حتى يخرج منها الجميع بتجربة خبرات جديدة وتعلم مهارات شخصية تناسب ميول الناشئة، بعيداً عن المناهج النظرية، فالعمل من الميدان أو حتى الاطلاع على تجربة من واقع العمل تعطي ثقافة بناءة، وتعود نتائجها التراكمية بشكل إيجابي على الأبناء، وهي الخيار الأساس في قضاء إجازة صيفية مفيدة، بدلاً من قضائها في جلسات مطولة في الألعاب الإلكترونية ومجالسة الأجهزة اللوحية لفترات الليل، وقضاء ساعات النهار في جدول نوم غير منتظم وغير صحي.
وقال السالم في ختام حديثه: إن لاهتمام الآباء والأمهات دوراً في الاستفادة من هذه الفترة المهمة؛ لأنها أكثر عرضة لاستغلال الفراغ بشكل غير محمود، إذا لم يستغل بأنشطة مفيدة، والدعوة موجهة للجامعات والمدارس والقطاع الخاص وصندوق الموارد البشرية لتوفير البرامج الفاعلة التي تجذب أبناءنا وبناتنا وتضيف لإجازتهم ثمرات عملية حقيقية.
يذكر أن برنامج التدريب الصيفي «صيفي»، في صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) يلزم منشآت القطاع الخاص التي تستخدم 25 عاملًا فأكثر بقبول نسبة من الطلاب والطالبات وتدريبهم خلال الإجازة الصيفية.