تعكف شركة أرامكو السعودية وحليفتها شركة «توتال» الفرنسية خلال الربع الثالث الحالي 2018 على البدء في إعداد التصميمات الهندسية الأولية لإقامة مجمع بتروكيميائيات ضخم بالجبيل الصناعية بحجم استثمار إجمالي بقيمة 33.7 مليار ريال (تسعة مليارات دولار) وذلك وفق مذكرات التفاهم التي وقعت بين الجانبين إبان زيارة سمو ولي العهد للعاصمة الفرنسية باريس شهر أبريل الماضي حيث تم تحديد الربع الثالث موعداً للشروع في تحضير التصاميم الهندسية الأولية للمجمع والذي يتضمن تشييد وحدة تكسير بخارية مختلطة اللقيم لإنتاج الإيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً، وتشييد وحدات بتروكيميائيات ذات قيمة مضافة عالية، وتشمل مركبات البوليمرات.
ومن المخطط أن يتم بناء المشروع على أساس تطوير مجمع للبتروكيميائيات ودمجه مع مصفاة «ساتورب» المملوكة لأرامكو وتوتال والتي سوف تدعم المجمع المرتقب بمادة النافثا والتي تنتجها بطاقة 3.9 ملايين برميل سنوياً وفق إنتاجية 2016، في وقت بلغ إجمالي طاقة أرامكو من النافثا 47.4 مليون برميل العام 2016 عبر مصافيها في المملكة المملوكة والمشتركة في حين بلغت مبيعاتها المحلية من النافثا 1.8 مليون برميل تم تسويقها في المنطقة الشرقية. فيما سوف تدعم «ساتورب» أيضاً المجمع الجديدة بالغازات المنبعثة من مصفاتها بالإضافة إلى إمدادات مقننة من الإيثان والبنزين الطبيعي.
ويعزز هذا المشروع البتروكيميائي الضخم الجديد حجم استثمارات أرامكو في أصعدة التكرير والبتروكيميائيات في الجبيل الصناعية وحدها بأكثر من 165 مليار ريال تشمل مشروع صدارة بتكلفة 75 مليار ريال، وساتورب» بتكلفة 50 مليار ريال والمشروع الجديد بتكلفة 33.7 مليار ريال ومصفاة «ساسرف» بأكثر من (6) مليارات ريال.
وتسعى أرامكو لتحقيق التكامل بين مصفاة «ساتورب» والمجمع الجديد في وقت نجحت الأولى في رفع طاقتها التكريرية من 400 ألف برميل يوميًا، منذ بدء أعمالها العام 2014م، إلى 440 ألف برميل يوميًا من الزيت العربي الخفيف في الوقت الراهن، فضلاً عن منتجات «ساتورب» الأخرى وتشمل غاز البترول المسال حيث بلغ إنتاجها العام 2016 طاقة 0.254 مليون برميل، والنافثا 3.9 ملايين برميل، والبنزين 16.6 مليون برميل، ووقود الطائرات 10.5 ملايين برميل، والديزل 45.9 مليون برميل، وزيت الوقود 1.7 مليون برميل ليبلغ إجمالي حجم إنتاج «ساتورب» 79 مليون برميل. إضافة إنتاج البارازيلين والبنزول والبروبيلين، إلى جانب الفحم البترولي والذي يعد مصدرًا لوقود مصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء.
ووصف الشريكان أرامكو و»توتال» المجمع الجديد أنه يأتي معززاً لقوة العلاقات بين الشركتين الممتدة منذ عقود وفق مصالح متبادلة تهدف إلى تطوير وتنويع مجالات مشاركات الشركتين ضاربين المثل إلى المشاركة الأولى الناجحة عبر مصفاة «ساتورب» والتي تمثل نموذجاً للشراكات الناجحة في المجال الصناعي، في وقت عقد الحليفان العزم على مواصلة هذا النجاح لتعزيز إستراتيجية أرامكو لتوسيع قدرتها في مجال الكيميائيات بحلول العام 2030. في حين سوف تستفيد «توتال» لتوسعة أعمالها في قطاع البتروكيميائيات من اللقيم منخفض التكلفة والنمو الكبير في سوق البوليمرات الأسيوية.