أعلنت وزارة الحج والعمرة تخصيص رابط جديد «لاستقبال طلبات الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج»، بعد أن حجبت السلطات القطرية الرابط السابق.

وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تسهيل إجراءات قدوم جميع الحجاج، وتذليل كل العراقيل التي قد تواجههم لأداء هذه الفريضة.

فلماذا لجأت السلطات القطرية لحجب الرابط السباق؟، وهل صحيح أن المملكة تمنع الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج؟.

هذه الأسئلة وغيرها حملناها للكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الحج، وخدمات الحجاج أحمد صالح حلبي، والذي بين أن أهداف السلطات القطرية من منع الحجاج هو إظهار المملكة كطرف مانع للحجاج القطريين، موضحاً ما قامت به المملكة في موسم حج العام الماضي من أعمال تؤكد فتح المجال أمام الحجاج القطريين لأداء نسكهم.

تعنت قطري للعام الثاني

وقال الحلبي: في موسم حج العام الماضي حينما طلب الشيخ عبدالله علي آل ثاني من السلطات القطرية «رفع الحجب عن الرقم المخصص لغرفة عمليات خدمة الشعب القطري في السعودية».

وقام حينها الشيخ عبدالله آل ثاني بدور الوسيط لدى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز لتسهيل إجراءات دخول الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، وقررت المملكة حينها فتح معبر «سلوى» البري لدخول القطريين وتخصيص طائرات خاصة لنقلهم، رغم قرارات المقاطعة مع الدوحة.

وأعلنت الهيئة العام للطيران المدني بالمملكة آنذاك، عن السماح للحجاج القطريين والمقيمين في الدوحة بالسفر مباشرة من مطار الدوحة إلى مطاري الملك عبدالعزيز في جدة والأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة على أي ناقل جوي غير الخطوط القطرية، ووصل عدد من الحجاج القطريين.

وقال الشيخ عبدالله بعدها في تغريده له: «بلغ عدد الحجاج القطريين حتى الآن الذين قدموا من أنحاء العالم 902 حاج، بارك الله بجهود الجميع، وتقبل من الحجيج حجهم ومن الجميع صالح أعمالهم».

أكاذيب قطرية متوقعة قريباً

ويشير الحلبي إلى أنه خلال الأيام القادمة ستزعم قطر أن المملكة ترفض استقبال الحجاج القطريين، وهي مزاعم ثبت كذبها بشكل عملي في موسم حج العام الماضي، وبعدها سيكون حديث السلطات القطرية، عدم توفر التجهيزات والترتيبات الخاصة بحجاج قطر خاصة في مخيمات منى.

وهنا أستشهد بما أكده وكيل وزارة الحج والعمرة د. حسين الشريف في موسم حج العام الماضي حينما أوضح أن مخيمات حجاج قطر جاهزة ومهيأة لاستقبالهم في موسم الحج، وأن المخيمات تستوعب أكثر من 2400 حاج قطري، وما تم تجهيزه في موسم العام الماضي سيتم تجهيز الأفضل منه في موسم حج هذا العام، فالكل يعمل لخدمة الحجيج، ولا يمكن للمملكة أن تمنع ملبياً لنداء الحج.

المملكة لا تمنع أي حاج

ويستشهد الكاتب الحلبي بقضية المتفجرات التي تعرف باسم «سي فور»، وتم العثور عليها في حقائب عدد من الحجاج الإيرانيين في العام 1986م، أثناء قيام رجال الجمارك بتفتيش الحقائب كإجراء اعتيادي فعثر داخل 95 حقيبة على هذه المواد وتم ضبط ما يعادل 51 كلغ من هذه المادة المتفجرة، وسجل التلفزيون السعودي اعترافاتهم وبثها، وثبت أن جيش الثورة استخدم حقائب 100 حاج من كبار السن الإيرانيين ليضع فيها متفجرات دون علمهم، ورغم ذلك تمكنوا من أداء فريضة الحج وغادروا المملكة بعد أدائهم للفريضة.

ولو أن السلطات السعودية منعت هؤلاء الحجاج من أداء فريضتهم لكانت محقة، غير أن حكومة المملكة تدرك أن هناك من يقعوا ضحايا لأعمال لا ذنب لهم بها.

وما حدث في العام 1986 حدث في العام 1987، لكن بطريقة أخرى، إذ قام عدد من الحجاج الإيرانيين بأعمال عنف بحق رجال الأمن السعوديين، وقتل من قتل وأصيب من أصيب، ورغم كل ذلك فمازال الحجاج الإيرانيون يؤدون فريضة حجهم دون أي معوقات.

ويؤكد الحلبي أنه لم يثبت بدليل قاطع قيام السلطات السعودية بمنع أي حاج عن أداء فريضته، وأملنا أن نرى في موسم حج هذا العام الحجاج القطريين مشاركين المسلمين في أداء فريضة الحج.