عززت تقارير اقتصادية من أهمية استحواذ شركة أرامكو السعودية على حصة صندوق الاستثمارات العامة في شركة سابك، ليس من الناحية الاستثمارية -رغم أهميتها-، ولكن حتى من الناحية التطويرية المستقبلية خاصة في قطاع البتروكيميائيات، حيث ترى تلك التقارير أن هناك فارقا بين ملكية الشركة من قبل جهة مالية استثمارية، عنها لجهة ذات باع طويل ورائدة عالمي في قطاع التطوير والتقنية والابتكار المتخصص في مكونات الطاقة كشركة أرامكو.

إلى ذلك ذكرت رويترز نقلا عن مصادر لها وصفتها بالمطلعة، أن شركة أرامكو تستهدف شراء حصة مسيطرة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” قد تصل إلى الاستحواذ على كامل حصة صندوق الاستثمارات العامة في “سابك” البالغة 70 %.

وأضافت المصادر أن أرامكو إذا لم تحقق ذلك فقد تشتري حصة بأكثر من 50 % مما يجعلها من مالكي الأغلبية.

وكانت “أرامكو” قد أكدت مؤخرا أنها تشارك في مناقشات مبكرة مع صندوق الاستثمارات العامة فيما يتعلق بالحصول على حصة استراتيجية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” عن طريق صفقة شراء خاصة لأسهم يملكها صندوق الاستثمارات العامة في “سابك”.

ووفقا لسعر سهم سابك حاليا في سوق الأسهم البالغ 130 ريالا، فإن قيمة حصة صندوق الاستثمارات العامة في سابك البالغة 70 % من رأس المال والتي تعادل 2.1 مليار سهم، تبلغ 273 مليار ريال.

ويهدف صندوق الاستثمارات العامة، من هذه الصفقة إلى إيجاد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بالاستثمار في كيانات ناشئة تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة، كما كانت “سابك” في بداياتها، التي أصبحت الآن كيانا عالميا.

وسيمكن نقل ملكية “سابك” من صندوق الاستثمارات العامة إلى “أرامكو السعودية” من تعزيز الاستراتيجيات والحوكمة، إضافة إلى تعزيز المحفظة الاستثمارية للصندوق.

أما التأثير العام في المملكة، فإن الخطوة المحتملة ستؤدي إلى زيادة تنويع الاقتصاد السعودي، كما سيكون لها فائدة اقتصادية ناتجة عن زيادة التكامل بين عمليات شركتين بحجم “سابك” و”أرامكو السعودية”.

وستساعد هذه الصفقة على نمو صناعات تحويلية جديدة تسهم في زيادة الناتج المحلي إلى جانب توفير الآلاف من الوظائف للشباب السعودي.

في حال إتمام هذه الصفقة المحتملة، فإنها ستؤثر إيجابا على تقييم “أرامكو السعودية”، حيث إنها ستؤدي إلى تعزيز التكامل في الموارد المالية والبشرية المتنوعة التي ستمكن الشركتين من تحقيق استراتيجيات النمو المستقبلية، مستفيدتين من الانسجام بين قطاعات الأعمال التي تشمل التسويق، والتقنية، والبحوث والتطوير، والخدمات المساندة.

وتسهم هذه الصفقة المحتملة في التناغم بين أعمال الشركتين والإسراع في تحقيق خطط “أرامكو السعودية” الطموحة بزيادة طاقتها التكريرية والبتروكيميائية العالمية المتكاملة.

ويعزز الارتباط مع “سابك” استراتيجية “أرامكو السعودية” الخاصة بتحويل النفط الخام إلى كيميائيات والارتقاء بتقنياتها في هذا المجال.

ويسهم توسع “أرامكو السعودية” في قطاع التكرير والكيميائيات في تخفيف أثر تقلبات أسعار النفط على عوائد الشركة من إنتاج النفط الخام، ويمكنها من التوسع في مصدر دخل غير قطاع المواصلات، ألا وهو قطاع البلاستيك والمنتجات المتقدمة.