أكد عدد من التجار ومتعهدي الإعاشة والتغذية وفرة المواد الغذائية والوجبات وعموم المستلزمات التي يستهلكها الحجاج عادة خلال مواسم الحج، وأشاروا إلى أن موسم حج هذا العام 1439 هـ يحظى بعناية وحرص شديد في نواحي جودة السلع والقيود المفروضة على مقدمي الخدمات، في ظل تشديد الجهات الحكومية ذات العلاقة كالأمانات ووزارة التجارة على اشتراطات الصحة والسلامة وحسن تهيئة وتجهيز المحال التجارية سواء الدائمة منها أو المؤقتة.

وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية للتغذية والإعاشة بمجلس الغرف السعودية، نايف بن عبدالمحسن الراجحي لـ “الرياض” إن الأسواق في المدينتين المقدستين وفي مختلف المشاعر تحظى بوفرة في البضائع والمستلزمات بشكل دائم ومستمر وذلك بفضل تسهيلات ودعم الدولة التي تسعى دوما لتهيئة أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.

وبين الراجحي أن أمانة العاصمة المقدسة باشرت لموسم حج هذا العام إلزام متعهدي الإعاشة ومحلات بيع المواد الغذائية والمطاعم والمطابخ وغيرها بنيل تصنيف من مكاتب استشارية مؤهلة، بهدف ضمان توفر درجة الإصحاح البيئي المنشودة، والصحة العامة فيما يتم تقديمه إضافة إلى سلامة العاملين في تلك المحال ونيلهم الشهادات الصحية اللازمة.

وتوقع نائب رئيس اللجنة أن يشهد موسم حج هذا العام تزايد الإقبال على عبوات المياه والعصائر والألبان نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، مبيناً أن وفرة الإنتاج المحلي كافية لتغطية جميع الاحتياج خلال الموسم. وبدوره أكد رئيس لجنة المواد الغذائية والإعاشة بغرفة تجارة جدة، نايف فواز الشريف، على وفرة المواد الغذائية والمستلزمات بعموم الأسواق في المشاعر والمنافذ التي تشهد توافد ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن تلك الوفرة تأتي بدعم وتشجيع من الدولة ممثلة بكل الجهات الحكومية ذات العلاقة.

وأشار الشريف إلى تأهيل ما بين 250 و300 مطبخ وشركة إعاشة في كل من مكة المكرمة وجدة قادرة على توفير مختلف الوجبات الساخنة والصلبة المطلوب توفرها خلال الموسم يضاف لها دعم الأسواق المحلية المختلفة.

كما تطرق رئيس اللجنة إلى أهمية إيجاد تسعيرة ثابتة للإنتاج المحلي من الدواجن، مبيناً أنه رغما عن وفرة الإنتاج المحلي إلا أن تغيير أسعار المنتجين المتكرر يتسبب في إحداث نوع من الربكة لدى متعهدي الإعاشة، وقال مثالاً على ذلك حدث تغير بواقع 2 ريال على منتج أفخاذ الدجاج خلال الأسبوعين الماضيين وهو منتج يكثر الطلب عليه بشكل يومي طوال فترة الموسم، وتلك الزيادة تكون مؤثرة في أسعار الوجبات التي هي متدنية في العادة.

يذكر أن للجنة الوطنية للتغذية والإعاشة السعودية سبق لها الإشارة في دراساتها إلى أن سوق العمل في قطاع الإعاشة يحتاج 300 ألف وظيفة لفئة “مطابخ التغذية” وذلك بحلول العام 2030 تزامناً مع استقبال مكة المكرمة والمدينة المنورة نحو 30 مليون معتمر وزائر إضافة إلى حاجة السوق إلى موظفين في قطاع توريد المواد الغذائية وتسويقها وخدمة النقل الغذائي، كما أشارت تقارير متداولة إلى أن مؤسسات التغذية والإعاشة قدمت نحو 70 مليون وجبة ساخنة وجافة في موسم حج 1437 الماضي، بواقع 50 وجبة لكل حاج طيلة فترة وجوده بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة عبر 250 مؤسسة وطنية، بلغت قيمتها الإجمالية 8 مليارات ريال (2.13 مليون دولار).