خلال الآونة الأخيرة برزت «STC أعمال» وهي وحدة قطاع الأعمال في شركة STC كشريك رئيسي في رقمنة كافة قطاعات الدولة سواء القطاع العام أو القطاع الخاص بمنشآته الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، حيث تحرص STC مال على زيادة المنافسة العالمية للاقتصاد السعودي، وذلك من خلال تقديم خدمات وحلول مبتكرة تلبّي احتياجات عملائها.

«بحلولنا التقنية سنربط كل ما هو غير مرتبط» هكذا عبّر الدكتور طارق عناية نائب الرئيس التنفيذي الأعلى لقطاع الأعمال في مجموعة STC ورئيس مجلس إدارة شركة STC المتخصصة وعضو مجلس إدارة شركة STC حلول وهما شركتان تابعتان إلى مجموعة STC خلال حديثه كاشفًا عن أحدث الخدمات التقنية المبتكرة التي تقدمها STC أعمال لعملائها.

قيادة التحول التقني

•بداية د. طارق كيف تصف المستوى التقني في المملكة ؟

  • لاشك أن المملكة العربية السعودية تشهد تطورًا ملحوظًا في شتى المجالات من بينها المجال التقني والذي كان له النصيب الأكبر من هذا التطور لاسيما مع إعلان رؤية 2030 وما يسبقها حاليًا من برنامج التحول الوطني 2020 والذي تعمل عليه كافة قطاعات الدولة تمهيدًا لتحقيق أهداف الرؤية.
  • وهنا تجدر الإشارة إلى أن رؤية المملكة ركزت على ثلاثة محاور رئيسية هي المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وهي محاور تكمّل بعضها بعضاً، ولكن إن أردنا الحديث عن عالم التقنية فيجب أن نركز على المحور الثاني وهو (الاقتصاد المزدهر) والذي سيصل بنا إلى وطن طموح يلبي تطلعات قادته وشعبه.

• هل تقصد أن ازدهار الاقتصاد مرتبط بالتطور التقني ؟

  • بالطبع، فهناك علاقة طردية بين النمو الاقتصادي والتطور التقني، فكلما تطورت التقنية المستخدمة في الأعمال كلما ارتفعت الإنتاجية، حيث تساهم التقنية في تحسين آلية العمل وتقليل الوقت المستغرق للإنتاج فضلاً عن زيادة الكفاءة بتخفيض تكاليف الإنتاج وتحسين جودة المخرجات، وفي نهاية الأمر ينعكس ذلك كله إيجابًا على النمو الاقتصادي.

•كما تعلم دكتور طارق أن المملكة تعوّل على STC ليس فقط في رقمنة قطاعاتها بل بزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي عالمياً، فكيف ستواجهون هذا التحدّي؟

  • باعتقادي أن هذا بالفعل يشكّل تحديًّا بل وتحديًّا كبيراً ولكن أستطيع أن أقول لك وبكل فخر بأن قطاع الأعمال في STC وشركتي المتخصصة وحلول قادرون على قيادة هذا التحول، حيث نقدم حاليا خدمات وحلول تقنية تناسب كافة القطاعات ونبتكر باستمرار لنتمكن من إحراز نقلة تقنية نوعية تضمن للمملكة منافسة قوية ضمن الاقتصادات العالمية.

•لنلقي الضوء على الخدمات والحلول التقنية التي تقدمها STC أعمال وشركتي المتخصصة وحلول لعملائها.

قبل أن أتحدث عن الخدمات؛ أود التأكيد على أننا في STC أعمال نهدف إلى رفع كفاءة المنشآت وتقليل تكاليفها من خلال مساعدتها في التحول من نموذج التكاليف الرأسمالية (CAPEX) إلى التكاليف التشغيلية (OPEX) حيث نوفر للمنشآت بنية تحتية تقنية ذات مستوى عالي من الأمان وبإدارة متخصصين تقنيين مقابل اشتراكات شهرية أو سنوية تضمن للمنشأة تخفيض تكاليفها الرأسمالية وتساعدها على التركيز على زيادة إيراداتها وأرباحها.

  • نعود للخدمات التي تقدمها STC أعمال؛ في الحقيقة لا يمكن أن نستعرض جميع الخدمات والحلول فهي كثيرة جدًا تبدأ من حلول الجوال والحوسبة السحابية وحتى حلول انترنت الأشياء والأمن السيبراني وتحليل البيانات الكبيرة وما بينهما من خدمات لتلبية كافة احتياجات القطاعات.

ولكن سأتحدث قليلًا عن تحليل البيانات الكبيرة التي تقدمها شركة حلول والتي تهدف إلى مساعدة المنشآت على تحويل البيانات الخام إلى معلومات يمكن فهمها والاستفادة منها في أعمالها وأنشطتها التجارية بما يمكّنها من اتخاذ أفضل القرارات للوصول إلى رؤى العملاء.

  • إنّ تحليل البيانات الكبيرة يمنح المنشأة ميزة تنافسية لتتمكن من تقديم خدماتها بناءً على حاجة العميل وتفضيلاته وسلوكه؛ إذ أن تقنيات فهم وتحليل البيانات تستخدم كأداة أساسية للتخطيط الفعّال تسهم في استهداف الشريحة المناسبة وبالتالي زيادة التركيز على العملاء مما يمنحهم تجربة أفضل وأكثر فعالية ويزيد من أرباح المنشأة على المدى الطويل، لذا يمكن القول “إنّ مالك البيانات ملك”.

•هل تعطينا مثالًا لتقنيات تحليل البيانات الكبيرة تم الاستفادة منها على أرض الواقع؟

هناك تجارب كثيرة لجهات استفادت من هذه التقنية ولكن لنأخد حركة المرور في المدن الكبيرة كالرياض مثالًا، حيث تزدحم شوارع العاصمة في معظم الأوقات؛ فمن خلال تقنيات تحليل البيانات الكبيرة وبناء المنصات أصبح بالإمكان التحكم في حركة المرور والتقليل من الازدحام والاختناقات المرورية وتنظيم الحركة في الطرق مما يساهم في تقليل نسبة الحوادث بإذن الله.

خدمات الاستجابة لحوادث الأمن التقني

•أشرت قبل قليل لخدمات الأمن السيبراني لديكم، وكما تعلم أن المملكة مؤخرًا أولت هذا الجانب اهتماما خاصا وأنشأت له هيئة وطنية؛ نريد أن نعرف عن حلولكم في هذا المجال؟

  • إنّ الأمن السيبراني بات اليوم ضرورة لكافة القطاعات لاسيما مع تزايد ظاهرة القرصنة في العالم الرقمي، حيث يُتوقع أن تصل التكلفة التي تتحملها المنشآت نتيجة لجرائم الانترنت بحلول عام 2019 إلى 2.1 ترليون دولار أي ما يقارب أربعة أضعاف التكلفة المقدرة في عام 2015، وبناء على ذلك استطعنا في شركة حلول ابتكار خدمات تقنية تمنح المنشآت درجة عالية من الأمان لحماية معلوماتها وبياناتها؛ ومن هذه الخدمات؛ جدران الحماية المدارة وحلول مكافحة الفيروسات، وأنظمة كشف ومنع الاختراق وغيرها من الخدمات في هذا المجال.

أضف إلى ذلك أننا نقدم من خلال مركز أمن الإنترنت المدار لدينا دعمًا عن بعد على مدار الساعة لاكتشاف ومكافحة التهديدات الأمنية، وإدارة أنظمة المنشأة بشكل مستمر، إضافة إلى خدمات الاستجابة لحوادث الأمن وخدمات التحقيق في قضايا الانترنت.

وإلى جانب ذلك؛ نقدم خدمات استشارية لمساعدة المنشأة على معرفة الأماكن التي قد توجد بها التهديدات ومدى قوة الآليات لخاصة بالمنشأة للتعامل معها وذلك من خلال خبراء أمن مدربين يقدمون مراجعة كاملة للبيئة التقنية بما في ذلك تقييم نقاط الضعف لأنظمة المنشأة.

•دكتور طارق قلت في بداية حديثك «بحلولنا التقنية سنسهل الحياة ونربط كل ما هو غير مرتبط» هل يمكن أن تشرح لنا هذه العبارة؟

  • أقصد أننا في STC أعمال وفي شركتي حلول والمتخصصة نسعى من خلال خدماتنا وحلولنا التقنية إلى ربط جميع الأشياء غير المرتبطة بالشبكة مما يساعد المنشآت على تقليل تكاليفها ورفع كفاءة أعمالها، وهنا يجب أن أذكر بأننا في STC أعمال نقدم آخر حلول وخدمات انترنت الأشياء كخدمة المواقف الذكية والتي تساعد المنشآت على معرفة مواقف السيارات الشاغرة مما يوفر الوقت على السائقين وهي تتكون من حساس غير متصل بأي أسلاك يصل بين الشريحة والمنصة، كما نقدم خدمة توفير الطاقة والتي تساعد المنشآت على تقليل استهلاك الطاقة مما يقلل من تكاليفها.
  • إضافة إلى ذلك؛ نقدم خدمة التحكم بالأسطول التي تستهدف المنشآت التي تمتلك أسطول من السيارات المستخدمة في نقل البضائع أو توصيل المنتجات أو غيرها من الخدمات الأخرى بما يضمن دقة المواعيد وسلامة الأسطول فضلًا عن زيادة إنتاجية العاملية وسهولة الإدارة والتحكم في أي زمان ومكان.

ولابد أن أشير هنا إلى أن هذه الحلول المبتكرة التي نقدمها ستسهم في تخطيط وبناء المدن الذكية والتي تحتاج إلى حلول تقنية متطورة نسعى في STC أعمال إلى توفيرها بما يضمن تحقيق برنامج المملكة للتحول الوطني 2020 والذي يستهدف تطبيق مفاهيم وعناصر المدن الذكية في خمس مدن سعودية مما يساهم في تحقيق الاستدامة الحضرية وتحسين كفاءة إدارة المدن ورفع معدلات الازدهار فيها.

مركز بيانات STC RDC

•بالحديث عن إنترنت الأشياء هل سبق وأن قدمتم هذه التقنية على مستوى واسع؟

  • نعم قدمنا العديد من حلولنا المبتكرة ومنها تقنيات إنترنت الأشياء في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن بالتعاون مع وزارة الداخلية، والتي شملت الرصد عن بُعد للظروف البيئية مثل درجات الحرارة والغازات ومستويات التلوث، إضافة إلى خدمات تعزيز السلامة وأجهزة الاستشعار الخاصة بتحديد أماكن الحرائق واستخدام البيانات لإيصال الإنذار المبكر للرقم 911 والتي خصصته الداخلية لتلقي كافة البلاغات.

•كيف ترى مستقبل هذه التقنية؟

لقد اختصرت هذه التقنية على المنشآت الكثير من الجهد والوقت مما ساهم في زيادة الإنتاجية، ونحن في STC أعمال نسعى لمواكبة النمو المتوقع لإنترنت الأشياء في المملكة العربية السعودية، حيث تشير التوقعات إلى أن حجم الاستثمار في انترنت الأشياء سيرتفع من 4.88 مليار دولار في عام 2014 إلى 16.01 مليار دولار بحلول عام 2019، كما سيصل عدد الأجهزة المتصلة بانترنت الأشياء بحلول عام 2020 إلى 50 مليار جهاز مقابل 5 مليار جهاز في عام 2015.

•لنختم حديثنا بما بدأنا به (البيانات وتحليلها) لما لهذا الموضوع من أهمية؛ إذ أن السوق السعودي بحاجة ماسة إلى بناء وتطوير قاعدة بيانات ضخمة؛ نريد أن نعرف آخر إنجازاتكم في هذا المجال؟

  • صحيح، فقطاعات الدولة بحاجة إلى قاعدة بيانات ضخمة لاسيما مع انطلاق مشروعات برنامج التحول الوطني 2020 والتي من خلالها ستحقق رؤية 2030، إضافة إلى قرار مجلس الوزراء مؤخرًا باعتبار مدينة الرياض إحدى مراكز البيانات المحلية لمدن العالم والتوجيه بالتنسيق في هذا الشأن مع المجلس العالمي لبيانات المدن.

وردًا على سؤالك عن إنجازاتنا في هذا المجال؛ افتتحنا مؤخرًا مركز بيانات STC RDC في الرياض والذي يُعد مشروعًا استراتيجيًا على مستوى المملكة، يتميز بالاستدامة وقوة الاتصال حيث سيقدم خدمة أسرع للسوق السعودي بكافة قطاعاته، بما فيها المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويعتبر هذا المركز رابع مركز بيانات تمتلكه STC على مستوى المملكة والتي تعد جميعها الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بما توفره من بنية تحتية مبتكرة تستفيد منها مختلف القطاعات العاملة في المملكة.

وأود التنويه هنا إلى أن 87 % من العاملين في هذا المركز سعوديون ونعمل على زيادة هذه النسبة من خلال دورات تدريبية تقدمها أكاديمية الاتصالات لتأهيل الجيل الجديد لشغل كافة الوظائف التقنية، حيث نحرص على أن توطين التقنية وشعارنا دومًا (من السعودية وللسعودية).