أظهر التقرير السنوي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ارتفاع نسبة العاملين الصحيين غير السعوديين، خاصة في مجال التمريض وهو المجال الذي نجح فيه المستشفى بشكل ملحوظ من خلال التدريب للممرضات السعوديات ورفع مستواهن العملي والعلمي، وطالبت اللجنة الصحية بمجلس الشورى عبر خمس توصيات خرجت بها دراستها التي لم تتجاوز 50 يوماً لتقرير المؤسسة للعام المالي 38 – 1439، بالتوسع في سعودة الوظائف للعاملين الصحيين وخاصة في تخصصات التمريض كافة، كما دعت إلى تقصير فترات الانتظار للمواعيد في العيادات الخارجية والطوارئ والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والإسراع في تشغيل مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بكامل طاقته، وطالبت اللجنة الصحية المؤسسة بالتوسع في شراء الأدوية باهظة الثمن من خلال برنامج الشراء الموحد للأدوية.
وتبين للجنة الصحية عبر دراستها لتقرير “فيصل التخصصي” أن هناك ضغطاً متزايداً على المستشفى بفرعيه بمدينتي الرياض وجدة وفي جميع التخصصات، وأشارت إلى أن المستشفى يحاول جاهداً عبر برامج مثل زيارات مناطق المملكة من قبل الاستشاريين، وبرامج الاتصال المرئي بالمستشفيات، للتخفيف من الضغط على المستشفى وتقليل التحويل من المناطق، ورغم ذلك ما زالت فترة انتظار المواعيد في معظم العيادات الخارجية طويلة جداً تصل أحياناً لعدة أشهر، وكذلك الازدحام في الطوارئ بفرعي المستشفى بمدينتي الرياض وجدة.
وأشار تقرير اللجنة الصحية الذي حصلت عليه” الرياض” يوم أمس الأربعاء، إلى التحديات التي تواجه المستشفى ومنها غلاء الأدوية المستخدمة في علاج الأورام، وأوضحت اللجنة أن حالات الأورام تمثل نسبة كبيرة من مرضى مستشفى الملك فيصل التخصصي وأصبح ذلك عبئاً كبيراً على ميزانية المستشفى المخصصة للدواء، ورأت اللجنة التوجه لتكثيف وتوحيد الجهود للشراء الموحد للأدوية ليكون أحد الحلول لتخفيض أسعارها خاصة وأن مراكز الأورام الأخرى بالمملكة قد بدأت في استقبال حالات الأورام وعلاجها وهي كذلك تعاني من المشكلة نفسها فيما يخص غلاء الأدوية، وقد سبق وأقر المجلس توصيات لدعم ميزانية المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في بند الأدوية، لتوفير الأدوية الحديثة لعلاج الأمراض التخصصية والمرجعية، كما طالب قبل 20 شهراً بزيادة عدد وظائف التدريب للأطباء والممارسين الصحيين والمدربين، وفي شهر صفر الماضي وافق الشورى على توصيات جديدة لدعم ميزانية تجهيز وتشغيل مبنى الطوارئ الجديد بالرياض ليتمكن من مواجهة الزيادة في أعداد المراجعين، ودعم المؤسسة في استكمال بناء وتجهيز مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث – فرع جدة، كما أقر دعم ميزانية إنشاء وتجهيز مستشفى الأطفال التخصصي بالرياض لإيجاد بيئة مميزة تخدم رعاية الأطفال في جميع التخصصات الطبية الدقيقة والمتقدمة، وقبول عدد أكبر من المتدربين في جميع التخصصات، والتنسيق مع وزارة المالية والهيئة السعودية للتخصصات الصحية في استحداث وظائف تدريبية تتناسب مع أعداد الخريجين من كليات الطب داخلياً وخارجياً.
وبالعودة للتقرير السنوي الأحدث للمستشفى فقد أكدت اللجنة الصحية نجاح المؤسسة في التدريب للتخصصات الدقيقة للممرضات كتخصصات العناية المركزة للكبار وحديثي الولادة، والإسعاف، وعمليات القلب وغيرها، وأورد تقريرها الكثير من الأنشطة التدريبية والتأهيلية للممارسين الصحيين من الأطباء والممرضين مع التوسع في برامج الزمالة الصحية للتخصصات الدقيقة بالتعاون مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
وترى اللجنة الحاجة الماسة لزيادة أعداد هذه الفئات من التمريض المتخصص، فطالبت المؤسسة بدراسة إمكانية إنشاء أكاديمية للتمريض التخصصي لسد العجز في هذا المجال، وأفردت في تقريرها المعد للمناقشة في إحدى جلسات الشورى المقبلة، توصية لتحقيق ذلك.
وكان أعضاء الشورى قد حذروا في مناقشة التقرير السنوي المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مؤخراً من تخصيص المؤسسة وقالت حنان الأحمدي إن تخصيص هذا النمط من المنظمات الصحية التي تقدم خدمات عالية التعقيد وعالية التكلفة مسألة دقيقة ومحفوفة بالمحاذير، وتابعت بأن المستشفى مرجعي ومصنف ضمن أفضل المستشفيات المرجعية في المنطقة وهو صناعة سعودية، واستثمرت فيه الدولة وكرست جهودها لسنوات طويلة ليكون بهذا الشكل المميز الذي نفتخر به اليوم، لذلك لا نملك اليوم أن نغامر بهذا التاريخ، وبهذه الجهود، وبهذا الاستثمار المعرفي والبشري والتقني والمالي الكبير لنحول نمط ملكيته أو إدارته أو تشغيله من دون دراسة دقيقة لتبعات ذلك، واقترحت الأحمدي أن يكون تطبيق الخصخصة تدريجياً في منشآت محدودة من أجل قياس أثرها، قبل أن يتم تعميم هذا التوجه على المنظمات عالية التعقيد والتخصص مثل مستشفى التخصصي، وطالب محمد العقلاء -حينها- المستشفى بتقديم خدماته الطبية والعلاجية والتثقيفية لأسر الضمان الاجتماعي في المناطق النائية كجزء من المسؤولية الاجتماعية، مشيراً إلى وجود ملونين و230 ألف أسرة ضمانية، وأشار مساعد الفريان إلى تضخم الوظائف الإدارية والمالية بالمؤسسة فعدد العاملين في المستشفى تجاوز 66 ألف و900 منهم ما يقارب 9 آلاف يعملون في مستشفى التخصصي بالرياض وما يقارب ألفين في جدة.