اشتدت المفاوضات بين المشترين والبائعين حيال أسعار تعاقدات أغسطس لمنتج أحادي جلايكول الإيثيلين (MEG) والذي تتزعم المملكة إنتاجه بالمرتبة الأولى على مستوى العالم، حيث شهدت مناقشات الأسعار تباين وعدم وضوح في الأسواق العالمية. وفي الأسواق الأوروبية انقسمت الآراء أعقب ذلك فترة من الفوضى حيث يعتبر البعض على جانب الشراء من السوق أن التباطؤ في شهر يوليو كان مرتفعا للغاية حيث من المتوقع حدوث انخفاض نتيجة للتطورات في آسيا والانخفاض في سعر عقود الإيثيلين في يوليو في حين تعتقد بعض مصادر السوق تجاه الأسعار نحو الاستقرار أو نحو مستوى أقل في عقود أغسطس مع استمرار حالة الركود في السوق.

وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت الأسعار في آسيا في نهاية الأسبوع الماضي، وكثيرًا ما يتم النظر إلى التطورات الخارجية في مناقشات العقود الأوروبية حيث تعد أوروبا مستهلكا ومستوردا رئيسا لأحادي جلايكول الإيثيلين حيث إن زيادة مستويات آسيا قد تجعل الأمر أكثر جاذبية بالنسبة للولايات المتحدة لإرسال شحنات إلى الصين بدلاً من أوروبا.

في بداية الأسبوع قفزت أسعار الموانئ الرئيسة في الصين على أنشطة إعادة التخزين وكانت أسعارها عند 946-950 تكلفة وشحن الصين في وقت وضع متداولين التعاقدات الأوروبية في اعتباراتهم شروط العرض والطلب جنباً إلى جنب مع تحركات المواد الخام في سوق الإيثيلين الأساسية.

وأدت تقلبات السوق إلى تحسن العرض قليلاً في السوق الفوري مما تسبب في انخفاض الأسعار قليلاً في يوليو بعد فترة من المستويات المرتفعة. كما تحسن الاستهلاك من صناعة البولي إيثيلين ترفتلات (PET) بعد بعض القيود على الإمدادات ولكن البعض غير متأكدين حول انتعاش سوق المنتج النهائي.

ومع ذلك، فإن التعاقدات من قطاع (PET) تظل جيدة في ظل وجود استفسارات لطلب كميات إضافية من أحادي جلايكول الإيثيلين. في حين كانت طلبات الشراء من الولايات المتحدة والشرق الأوسط ضعيفة لشهر سبتمبر حيث يتجه الطلب في سوق الشاحنات نحو الارتفاع، ومن المتوقع أن تبدأ الأسواق في التحسن التدريجي في الأسابيع المقبلة تزامنا مع موسم الشتاء بعد تردي حالة الطلب خلال فصل الصيف. وبالرغم ذلك لم يتم بعد التوصل إلى تسويات مرضية لعقود الإيثيلين في أغسطس ومن المتوقع أن تشتد مناقشات العقود لاحقاً.

ويستخدم أحادي جلايكول الإيثيلين بشكل رئيس في إنتاج ألياف البوليستر والراتنجات والأفلام والتي تشكل حوالي 80 % من الاستهلاك العالمي، تليها استخدام راتنجات البولي إيثيلين ترفتلات، كما يستخدم كمضاد للتجمد في السيارات.

وتتزعم المملكة إنتاجية جلايكول الإيثيلين على مستوى العالم بطاقات سنوية هائلة تبلغ أكثر من 7.3 ملايين طن يتم إنتاجها في 11 مصنعا في المجمعات البتروكيماوية في الجبيل وينبع ورابغ يقدر حجم مبيعاتها بأكثر من 27 مليار ريال سنوياً وفق متوسط سعر بقيمة 1000 دولار للطن.

وتسيطر شركة “سابك” على نحو 24 % من حصة الإنتاج العالمي بطاقة 6.7 ملايين طن متري سنوياً في حين تعتبر الأسواق الصينية أكبر مستهلك لجلايكول الإثيلين من صادرات المملكة بنسبة 50 % من إجمالي صادرات العالم حيث يعد هذا المنتج من المواد الخام الوسيطة المستخدمة في صناعة ألياف البوليستر الداخلة في إنتاج النسيج الذي تشتهر الصين في إنتاجه مع قوة طلب عالمي متزايد في الصناعات التحويلية البلاستيكية وأهمها قطع غيار السيارات وتستعمل أيضاً كعامل مساعد مهم في التجفيف والتجمد وفي المحاليل الصناعية.

وتعتبر الشركة الشرقية للبتروكيماويات “شرق” التي تملكها “سابك” مناصفة مع الحكومة اليابانية ممثلة في اتحاد شـــركات يابانية تقوده “ميتسوبيشي” أكبر مجمع مفرد في العالم لإنتاج جلايكول الإيثيلين بأنواعه بطاقة تزيد على 2 مليون طن متري سنوياً في 4 مصانع، وشركات “سابك” الأخرى المتحدة وكيان وينساب حيث تتميز الأخيرة باستخدام تقنية خاصة متطورة “ساينتفك دزاين” التي تمتلك سابك 50 % من حقوق الترخيص لها.

ونجحت “سابك” في تطوير تقنية إنتاج جلايكول الإيثيلين في مشروعاتها تضمنت استبدال مفاعلات الإيثيلين جلايكول في مصانعها في كل من شركة الجبيل المتحدة (جلايكول1 و2) وشركة شرق (جلايكول 4) وشركة ينساب (جلايكول 1) وشركة كيان السعودية (جلايكول 1)، وتصدر (سابك) 75 % من إنتاجها من مادة جلايكول الإيثيلين إلى القارة الآسيوية بشكل كبير إضافة إلى أقاليم أخرى تشمل أوروبا وأميركا.