أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. سعود الشريم، حجاج بيت الله الحرام بأن ينتظموا في أداء المناسك، دون تشويش أو إخلال بمقاصده، أو الخروج عنها بشعارات وغايات لا تمت للحج بصلة.

وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام، لقد أكرم الله أمة الإسلام بنعمة يسر الوصول إلى بيته العتيق وبلوغ رحابه، على هيئة لم يدركها أسلافنا الأولون، إذ كانوا يغيبون الزمان الطويل يقطعون فيه الفيافي والقفار والمفاوز والبحار، فلا يدري ذووهم أحياء هم أم أموات، حتى إن قاصد طريقه لهو شبيه بالمفقود، والعائد منه إنما هو كالمولود.

وأضاف: لقد ظل الحجيج على هذه الحال دهرا طويلا، حتى هيأ الله لهم من أسباب الحياة ما تغيرت به الأحوال واختصرت به الطرق والأزمان، حتى أصبح ذوو الحاج يرونه ويسمعون صوته حال وقوفه في عرفات والمشعر الحرام ومنى والمسجد الحرام، كما قيض الله بفضله وكرمه هذه البلاد المباركة لتكون راعية للحرمين الشريفين وقاصديهما، وهي تفخر بذلكم أيما فخر، وتشرف به أيما شرف، خدمة لحجاج بيت الله وزوار مسجد رسوله، ابتداء من إمامها وولي أمرها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وعضيده، وانتهاء بآحاد أهلها، كلهم يرون خدمة الحرمين الشريفين شرفا ووساما لا يساومون عليهما؛ إذ يبذلون الغالي والنفيس في كل ما من شأنه راحة من وطئت أقدامهم أرضهم الطيبة المباركة.

وتابع الشيخ الشريم: فلهؤلاء عليكم حجاج بيت الله الإكرام والتيسير والإشاء بأن كل حاج إنما هو في بلده الثاني معززا مكرما، منذ قدومه إلى عودته سالما متقبلا بإذن الله، كما أن لهم عليكم أن تنتظموا في أداء المناسك، دون تشويش أو إخلال بمقاصده، أو الخروج عنها بشعارات وغايات لا تمت للحج بصلة، تقبل الله من الحجاج حجهم، وأجزل الأجر والمثوبة لكل من كانت له يد في خدمتهم والسعي إلى راحتهم، قيادة وعلماء وموجهين ورجال أمن وشعبا كريما محروسا.