تترقب شركة “أرامكو السعودية” بشغف كبير إتمام استحواذها الكامل على مشروع “أرلانكسيو” المشترك للكيميائيات المتخصصة، ومقره هولندا والذي تملكه “أرامكو” حالياً مناصفة مع شركة الكيميائيات المتخصصة الألمانية “لانكسيس” حيث قررت أرامكو تملك المشروع بنسبة 100 % بعد توصل الشريكين لاتفاق يقضي باستحواذ “أرامكو السعودية” الكامل على حصة “لانكسيس” في مشروع “أرلانكسيو” حيث من المقرر إتمام الصفقة بنهاية ديسمبر بقيمة تقدر بنحو 12,75 مليار ريال ما يعادل 3.4 مليارات دولار.

وتأتي هذه الصفقة بعد نجاح “أرامكو” بالتحالف مع “لانكسيس” في تأسيس أكبر شركة لإنتاج المطاط الاصطناعي في العالم، المستخدم في صناعة إطارات وقطع غيار السيارات العالمية وحزمة ضخمة من الصناعات الأخرى، بالإضافة إلى أعمال تسويقه وبيعه وتوزيعه، وذلك مقابل صفقة بلغت قيمتها نحو 6.3 مليارات ريال ما يعادل نحو 1.2 مليار يورو والتي تم إنجازها وإطلاق المشروع العام 2016م.

وينتج مشروع “أرلانكسيو” مبيعات سنوية تبلغ حوالي 3.6 مليارات دولار ويوظف 3800 عامل في وقت قامت “لانكسيس” ببيع النصف الأول من أعمالها إلى أرامكو في العام 2016، وكانت تخطط للتشبث بالنصف الآخر حتى العام 2021. وسوف تستغل شركة “لانكسيس” تخلصها من قطاع المطاط لتحسين تركيزها التام على الأسواق الكيميائية المتخصصة متوسطة الحجم، وفق ما ذكره رئيس مجلس الإدارة ماتياس زاكيرت.

وتسعى أرامكو جاهدة لإتمام هذا الاستحواذ لإنفاذ خططها الإستراتيجية لقيادة سوق الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم وتحقيق مزيدٍ من التنويع في مجموعة مشروعاتها بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق وتعزيز قدراتها في كافة مراحل سلسلة قيمة صناعة النفط والكيميائيات، ويُسرِّع من نمو أعمالها في مجال الكيميائيات المشتقة من البيوتان، ومنها البيوتادين والأيسوبوتيلين.

وتأتي هذه الصفقة منسجمة مع خطط أرامكو للتعمق أكثر في إنتاج البتروكيميائيات على المستوى العالمي بعد أن قررت خوض غمار استثمارات بقيمة 225 مليار ريال ما يعادل 60 مليار دولار في مشروعات النفط والمواد الكيميائية في الولايات المتحدة والهند والمملكة العربية السعودية.

وتتيح الصفقة آفاقاً رحبة واسعة لمشروع “أرلانكسيو” للتخصص كشركة عالمية منتجة للمطاط الصناعي ولدائن “الإيلاستومر” والمورد الرئيس لكبريات شركات تصنيع الإطارات وقطع غيار السيارات حول العالم، في وقت ينتظر بعد استحواذ “أرامكو” الكامل على المشروع أن يكون له دور محوري في تطوير استثمارات مماثلة في المملكة وبحث فرص نمو التطوير ذي الشأن بموارد اللقيم والمواد الخام.وتتطلع أرامكو لأن يدعم مشروع “أرلانكسيو” خطط الشركة ومساعيها الحثيثة لتحسين كفاءة استهلاك الوقود المرتبط بأداء الإطارات وتحقيق نسبة توفير قد تصل إلى 7 %، وهو ما يعزز إستراتيجية أرامكو السعودية للبحث والتطوير في مجال الوقود والمحركات، والتي تركّز على زيادة كفاءة استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات الناجمة عن المحركات مستقبلًا، فضلاً توفير إمدادات من الإنتاج للمملكة والشرق الأوسط التي تشتهر باستهلاكها كميات ضخمة من الإطارات وقطع غيار السيارات والمنتجات الكيميائية المتخصصة.وينتظر الشريكان الحصول على الموافقات المطلوبة من السلطات التنظيمية والتشاور مع الجهات المختصة الممثلة للعاملين، والمقرر إنجازها بنهاية 2018، في وقت أبدى مسؤولو الشركتين عن ارتياحهم واطمئنانهم لإتمام عملية الاستحواذ الكامل لصالح “أرامكو” والتي نجح الجانب الأوروبي في استقطابها كعملاقة نفط وتكرير في العالم ممثلة في شركتها التابعة شركة أرامكو فيما وراء البحار، كشريك استراتيجي والاستفادة العظمى من إمدادات أرامكو الموثوقة من اللقيم بأسعار اقتصادية وتقنياتها الخاصة المبتكرة لتفرض قوة تنافسية هائلة في الأسواق الأوروبية خاصة والعالمية الأخرى بشكل عام.