كشف المدير العام للنظافة في منطقة الرياض أن إجمالي وزن مخلفات الأضاحي التي رفعتها سيارات النظافة من مدينة الرياض خلال اليوم الأول من عيد الأضحى بلغ 8387 طناً.

والتساؤل أين تذهب تلك المخلفات ولماذا لا يتم استثمارها، من خلال إنشاء مصانع مؤقتة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، حيث ينتج عن تلك الأضاحي مخلفات كبيرة من رؤوس وجلود وشحوم وغيرها من المخلفات التي يمكن أن تستثمر عبر نطاق تجاري واسع، فهي تحتاج لإنشاء عدة مصانع متخصصة في ظل المقومات الرئيسة المتوفرة في تلك المخلفات، ولكن للأسف يغفل المستثمرون عن الاستفادة من هذه المخلفات التي تعد ثروة وطنية يجب أن يستفاد من ريعها سنوياً.

تحويل عظام الحيوانات إلى الجيلاتين

هدر اقتصادي

إذا كانت مخلفات الأضاحي في العام الماضي التي رفعتها سيارات النظافة من مدينة الرياض فقط، وخلال اليوم الأول من عيد الأضحى بلغ 8387 طناً، فما حجم المخلفات في بقية مناطق ومحافظات المملكة، وهل بالفعل مصيرها الإتلاف فقط؟!

ألا يعد ذلك هدراً اقتصادياً، والسؤال من خلال هذا التقرير نوجهه لوزارة الشؤون البلدية والقروية التي يجب أن توضح كل عام مصير تلك المخلفات وهل يتم استثمارها من عدمه، خصوصاً إذا أخذنا ما قاله أيضاً – العام الماضي – المشرف العام على مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي عند تشغيل مصنع مكة المكرمة لإنتاج مادة الجيلاتين الحلال المستخلصة من جلود الأغنام، خلال موسم الحج 1439 هـ، أنه يتم تجميع الجلود ومعالجتها، وتوجيهها لمشروع الجيلاتين، واستخراجها على شكل كبسولات طبية، وإنتاجها من جلود مخلفات الهدي بدلاً من استخراجها عالمياً من الخنازير.

الجلود أبرز الصناعات الغائبة عن الاستثمار الضائع

إذاً من المهم العمل على إنشاء مشروعات وطنية متخصصة في الاستفادة من هذه المخلفات، وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية التي تضمن لتلك المشروعات نجاحها، ودعمها من ذات العلاقة لإنجاحها، والاستفادة من تجارب الدول التي لها باع طويل وسبقتنا في هذا المجال.

استثمار المخلفات

يقول الخبير الاقتصادي حمد الحربي إن هنالك مواد يمكن أن يستفاد منها على نطاق واسع، يتم استخراجها عن طريق مخلفات الأضاحي والهدي، من أهمها الجلاتين الذي يصنع من جلود وعظام الحيوانات، حيث لا تخلو حياتنا اليومية من استخدامه كأحد مكونات الغذاء، وفي تصنيع العديد من المستلزمات الحياتية، حيث يدخل في الصناعات الغذائية، ويدخل الجزء الآخر في صناعات مختلفة مثل مستحضرات التجميل وأوراق التصوير الحساسة.

ومن الصناعات التي يمكن الاستفادة منها من مخلفات الأضاحي الجلود، حيث تعد صناعة دباغة الجلود من أهم الصناعات بالعالم، وقد أصبح استخدام الجلود الطبيعية كمنتجات راقية تشكل أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، وتتفوق على الجلود الصناعية التي لم تعد تلقى رواجاً عالمياً كالطبيعية، ودول العالم تتسابق لشرائها ونحن نلقيها في القمامة، أما في المملكة فتعد صناعة دباغة الجلود من الصناعات التي تتوفر لها المادة الخام محلياً وتعتبر صناعة أساسية ومشتقاتها تمثل قيمة مضافة للصناعة المحلية، فوفق دراسة قامت بها د. منى فؤاد، من جامعة الإمام محمد بالرياض، فإن استثمارات سوق الدباغة في المملكة تقدر بأكثر من ملياري ريال لو استثمرت.