يعمل عدد كبير من السعوديين والسعوديات على خدمة ما يزيد على مليوني حاج في الأعوام الأخيرة، من خلال خبرات اكتسبت من المواسم الماضية، ونسبة من أهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة توارث هذه المهنة من ذويهم وأهاليهم الذين قضوا حياتهم في أداء عمل ومهن تسهم في خدمة الحجيج على مدار عقود، وشهدت السنوات الأخيرة وجود كفاءات أكثر حرفية، وتقيداً بالعمل المؤسسي المرتبط بالتقنيات الحديثة لتسهيل مهمة العمل وتسريع وتيرتها، ومع اهتمام بتحقيق رضا الحاج والمعتمر عن كل ما يقدم له منذ دخوله المملكة من مختلف المنافذ وحتى رجوعه لوطنه، ويتوقع أن يكون هناك احتياج أكبر لعاملين متخصصين في مجالات ذات علاقة بنشاط العمرة والحج مع الزيادة المتوقعة التي ستشهدها المملكة في أعداد المعتمرين والحجاج في الأعوام القادمة، مع التطورات والتوسعات التي تحققت في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فضلا عن تطوير بنية الطرق ووسائل النقل التي ستسهم بزيادة أعدادهم مستقبلاً.
وعن مدى توفر الكوادر الوطنية المؤهلة علمياً وعملياً في الأنشطة ذات العلاقة بالحج والعمرة، قال بحسب “الرياض” مسؤول بغرفة مكة المكرمة ومختص بهذا الشأن، “إن كل الأنشطة ذات العلاقة بالحج والعمرة تطور نفسها بنفسها وفق معطيات وظروف كل موسم، فالعاملون فيها غالباً ما يستفيدون من الملحوظات فور انتهاء الموسم لتلافيها خلال المواسم المقبلة”، مؤكدا على أن هناك توجها جيدا إلى زيادة برامج التدريب المخصصة لرفع مشاركة الكوادر الوطنية في قطاعات خدمة الحجاج والمعتمرين، من أجل مواكبة الزيادة في الحجاج والمعتمرين وفق مستهدفات الرؤية 2030.
وبين هشام بن محمد كعكي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، أن الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة قد استضافت عدداً من اللقاءات التطويرية لأصحاب المهن والكوادر الوطنية بعضها، بحضور وزير الحج، د. محمد بن صالح بنتن شخصيا، وأخرى بمشاركة قيادات عليا في الوزارة والجهات ذات العلاقة، كما تشجع غرفة مكة المكرمة على التحالفات والاندماج بين الشركات في القطاعات المختلفة للرقي بالإمكانات في هذا المجال الذي تشرف به أرض الحرمين، وبالتالي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وحول كون دور مؤسسات الطوافة كافة للقيام بهذا الدور ومواكبة التغيرات، نوه كعكي إلى عمل الجهات ذات العلاقة بأنشطة الحج والعمرة، على تنظيم لقاءات دورية مع مؤسسات الطوافة وكل من لهم صلة بخدمة ضيوف الرحمن، وغالباً ما تتم فيها حوارات مفتوحة تتناول المعوقات التي تواجه أصحاب المهن، والملحوظات المرصودة تجاههم والإجراءات الواجب اتباعها، مع وضع حلول ترضي جميع الأطراف، وهنا تكمن أهمية تنفيذ ما يصدر من توصيات في تلك اللقاءات، كي تتحقق الفائدة وتكتمل الأدوار بالشكل المطلوب، خاصة في ظل التغير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وهو ما يحتم ضرورة وضع أنظمة وتسهيلات تساعد على مواكبة هذا التغير سواء من الجهات الحكومية أو مؤسسات الطوافة.
وعن أهمية زيادة الكوادر الوطنية العاملة بأنشطة ذات علاقة بالحج والعمرة خاصة مع التوجه لزيادة الحجاج والمعتمرين وفق رؤية المملكة 2030، قال، “من المهم جداً استغلال الوفرة الكبيرة في قطاعات عديدة ذات علاقة بالحج، ونحن نشاهد الآن تحطيماً للأسعار في مكة المكرمة بسبب تلك الوفرة، في حين بدأت أعداد المعتمرين والحجاج بالعودة تدريجياً إلى الزيادة”.
وقد تم فتح المجال لعدد كبير من شركات العمرة على مدار السنة، ممن تم منحها تصاريح رسمية وفق اشتراطات محددة، فهي شركات وطنية لها معاييرها الواضحة، وسنستنج عنها منافسة مهمة وجيدة لصالح المعتمرين في مجالات الفندقة والضيافة والخدمات المقدمة لاستقطاب أعداد أكبر، وكل ذلك يخلق فرصاً واعدة أمام أصحاب الأعمال يمكنهم استغلالها في الإيواء والإسكان والنقل والإعاشة والتغذية، وبقية الخدمات اللوجستية المقدمة للحجاج والمعتمرين.