نجحت المملكة في توسعة حقول نفط خريص ومنيفة والشيبة ومعمل واسط لتعزيز إنتاجية المملكة بإضافة 3 ملايين برميل نفط من خلال مشروعات جديدة أنجزتها بلغ حجمها 160 مليار ريال عززت من قيمتها المضافة في منظومة الاقتصاد السعودي شملت مشروع تطوير حقل منيفة البحري للزيت الخام، ومشروع معمل الغاز في واسط، ومشروع تطوير الإنتاج في حقل خريص للزيت الخام، ومشروع مرافق استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة، وكذلك مشروعات زيادة إنتاج الزيت الخام في حقل الشيبة.
وذهبت شركة “أرامكو” السعودية بعيداً في أهدافها وخططها وما ترجوه من تطوير مشروع حقل خريص العملاق لتتخطى مجرد استهداف زيادة إنتاج المملكة العربية السعودية من الزيت بمعدل 1,2 مليون برميل يومياً، بل لتصل لهدف أسمى يتمثل في مدى قدرة المملكة وتأهبها التام لتلبية الطلب العالمي المتزايد على البترول في مختلف الظروف والتقلبات الاقتصادية العالمية، ما يجسد قوة ومتانة وموثوقية إمدادات الشركة لضمان توازن واستقرار سوق النفط العالمي.
ويوفر حقل خريص إمدادات جديدة من النفط الخام العربي الخفيف وذلك من خلال مرفق المعالجة المركزي الجديد التابع له والذي يبعد 150 كلم جنوب شرق الرياض ويعد الأكبر من نوعه في المملكة. وقد بدأ مشروع زيادة الإنتاج في خريص، الذي شمل تطوير حقلي أبو جفان ومزاليج، إنتاج الزيت الخام في يونيو 2009، وتعالج مرافق الغاز في مجمع خريص الغاز المصاحب، وتمتلك القدرة على مناولة 70 ألف برميل في اليوم من المكثفات و320 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز، وقد أطلقت أرامكو السعودية في العام 2013 مشروعاً لزيادة طاقة إنتاج النفط الخام من هذا الحقل إلى 1.5 مليون برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الخفيف المخطط إنجازه خلال العام الجاري 2018، في وقت تنظر “أرامكو” لمشروع زيادة إنتاج الخام من خريص كأضخم توسعة في تاريخ “أرامكو” وواحداً من أضخم المشروعات الصناعية التي تنفذ في العالم اليوم.
وكذلك الحال من التوسع في حقل منيفة المغمور في المياه البحرية السعودية شمال الجبيل على الخليج العربي، وهو خامس أكبر حقول النفط في العالم، ومن أقدمها في المملكة، وقد اكتُشفَ في العام 1957، وتصل مساحة هذا الحقل المكون من 6 مكامن، إلى نحو 45 كلم طولاً، و18 كلم عرضاً، ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها ما بين متر واحد و15م.
وتؤدي منيفة دوراً مهماً مع تزايد عدد المشروعات العملاقة المصممة لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من موارد النفط والغاز في المملكة وتصل طاقة حقل “منيفة” الإنتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يومياً، ويشكّل أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط، وسيوفر اللقيم اللازم لمصفاتي التكرير المشتركة شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات “ساتورب” في الجبيل، ومصفاة شركة ينبع “أرامكو سينوبيك” للتكرير “ياسرف” في ينبع، إضافة إلى مصفاة جازان عندما تصبح قيد التشغيل، ومصفاة “موتيفا إنتربرايز” المملوكة لأرامكو بالكامل للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأميركية.
وتغلبت أرامكو على تحديات شتى في مراحل تطوير هذا المشروع الضخم الذي بدأ تمويله بنحو 11.7 بليون دولار في 2007، واضطرت الشركة لخفض تكاليف المشروع الرأسمالية عقب الأزمة الاقتصادية في العام 2008 وذلك بالاستفادة من انكماش السوق في خفض التكاليف من خلال إعادة التفاوض حول المقاولات الرئيسة. كما أجرت أرامكو أيضًا تقييمًا رئيسًا لمرافق البرنامج واستطاعت تحسين العديد من الأنظمة والأعمال، وقد أدت هذه الجهود إلى خفض تكلفة البرنامج بمقدار 1.1 بليون دولار في العام 2010.
وفي نفس المنحى سعت أرامكو” لتوسعة حقل الشيبة الذي يعد واحداً من أكبر المشروعات الفريدة من نوعها على مستوى العالم بأسره، وهذا المشروع كان شاهداً حقيقياً ومِصداقاً واقعياً لمدى قدرة أرامكو السعودية وموظفيها ومقاوليها على إنجاز ما هو في حكم المستحيل. ويتضمَّن هذا المشروع إنتاج كميات إضافية من النفط الخام العربي الخفيف جداً ذي القيمة العالية بمقدار 250 ألف برميل في اليوم، لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل في اليوم، لتعادل ضعف طاقة مرافق فرز الغاز عن الزيت المبدئية عندما تم تشغيلها في العام 1998م.
واشتمل مشروع توسعة الشيبة على توسعة المرافق القائمة في معملي فرز الغاز عن الزيت رقم 1، ورقم 3 ورقم 4، والأخير سيتحمل جزءاً كبيراً في إنتاج الكميات الإضافية من النفط الخام، في وقت شهدت هذه المعامل إضافة أربع وحدات لفرز الغاز عن الزيت، وسلسلة من وحدات مناولة النفط الخام الرطب، ومضخات التعبئة والتصريف والنقل، و23 وحدة وسيطة لزيادة ضغط الغاز، و7 وحدات لتجفيف الغاز الطبيعي إلى جانب المرافق الأخرى المرتبطة بها. كما تضمَّن هذا المعمل إنشاء مرافق إضافية لنقل النفط الخام مع المرافق المرتبطة بها في معملي فرز الغاز عن الزيت رقم 1 ورقم 3. وقد أسهمت هذه التوسعة في تعزيز الطاقة الاستيعابية إلى 4400 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المصاحب، ما انعكس بدوره إيجابياً في القدرة الإنتاجية من النفط العربي الخفيف جداً في جميع معامل فرز الغاز عن الزيت في الشيبة.