قالت مصادر في صناعة النفط إن إغلاق وحدة رئيسية لإنتاج البنزين في المملكة العربية السعودية للصيانة قد يؤدي إلى ممارسة الضغط النزولي على النافثا في آسيا لكنه سيساعد في تعزيز سوق البنزين المتصاعد. وأوقفت شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير المحدودة «ياسرف»، وهي مشروع مشترك بين «أرامكو» السعودية وشركة «سينوبك» الصينية ، عملياتها يوم الأحد في وحدة تحسين الحفازات البالغة طاقتها 85 ألف برميل يومياً في مصفاة تبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل يومياً على ساحل البحر الأحمر.
وأكدت المصادر أيضاً توقف إنتاج البنزين، في حين تحدثت مصادر السوق في آسيا بأن الإغلاق نتج عنه سماع توافر ثلاث شحنات ضخمة من النافثا تبلغ حمولتها 1.5 مليون برميل للتحميل الفوري. وألمحت مصادر الشحن في السوق إلى حمولة نافثا من «أرامكو» في رحلة من ينبع لليابان طاقتها 55 ألف طن متري من المقرر إبحارها عبر ناقلة ضخمة سعتها التصميمية 55,000-79,999 ألف طن خلال 25-27 أغسطس.
في حين أن العديد من المصادر قالت إن هذه الشحنات قد تكون ذات أهمية بالنسبة للمشترين من مستخدمي وحدات التجزئة إلا أن البعض يشككون في مدى موافقة جودة النافثا من ينبع مع أنظمة المستفيدين اليابانيين. وكانت عدة مصادر توقعت موجة هبوطية في سوق النافثا الآسيوي مع ظهور مواد إضافية، إلا أن أعمال الصيانة في العديد من وحدات التجزئة في شمال أسيا أنعشت الأسواق الآسيوية إضافة إلى الأسعار التنافسية للبدائل مثل المكثفات والنفط الخام الخفيف.
وتقلص هامش تسليم النافثا لليابان للفترة النصف الثاني من سبتمبر إلى النصف الأول من أكتوبر من 5,25 دولار للطن إلى واحد دولار للطن يوم الأربعاء عند الإغلاق الأسيوي، وانخفضت الفروق النقدية في شحنات نافثا البارافين تسليم اليابان وكوريا إلى 5 دولار للطن وهو أدنى مستوى منذ 12 مارس.
وتراجعت أقساط التأمين النقدي لحمولات النافثا على ظهر سفينة إلى 15 دولاراً للطن وهو نفس المستوى المنخفض الذي شهدته في 5 يوليو، بعد أن باعت شركة قطرية بأقل الأسعار لتصريف 25 ألف طن من مكثفات سوائل الغاز الطبيعي و50 ألف طن من مكثفات المعمل للتحميل خلال الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر القادم. وقال تاجر نافتا «مهما كان المبلغ خارج ينبع فإنه عامل هابط للسوق».
وقالت مصادر إن تعطيل إنتاج مصفاة «ياسرف» السعودية أدى إلى ضيق سوق البنزين في الشرق الأوسط. في وقت لا تملك المنطقة الآن سوى خيارات قليلة لإعادة التوريد، حيث أعلنت شركة «ريلاينس» الهندية أنها تعاني من ظروف قاهرة على البنزين من مصفاة «جامناجار» التابعة لها، في حين لم تكن هناك براميل من البحر المتوسط في الأسابيع الأخيرة.
وأكدت مصادر بأن أعمال الصيانة لوحدات التكسير الثانوية في مصفاتين رئيستين لتكرير النفط في السعودية والهند خلفت أيضاً آثاراً متضاربة على أسواق البنزين وزيت الغاز الفراغي الأوروبي. وقد تراجعت إمدادات البنزين من الوحدات في ظل محاولات لسد فجوة العجز شمال غرب أوروبا، في حين انخفض الطلب على زيت الغاز الفراغي (VGO) الأوروبي لتغذية الوحدات.
وأنتجت المملكة العربية السعودية 440 ألف برميل في اليوم من البنزين في شهر مايو، بانخفاض بنسبة 24 ٪ مقارنة بشهر أبريل، وفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة. ومن بين هذه المصافي، قامت المصافي السعودية بتصدير 316 ألف برميل يومياً، بانخفاض 10.5 ٪ عن شهر مايو. وأظهرت البيانات ارتفاع الواردات السعودية في الوقت نفسه لتصل إلى 334 ألف برميل يومياً في مايو مقارنة مع 214 ألف برميل يوميا قبل عام.
وتنتج شركة أرامكو السعودية البنزين في مصافيها داخل المملكة وخارجها بطاقة 387 ألف برميل يومياً وفق إنتاج 2017، يمثل منها الإنتاج المحلي للبنزين من المصافي التي تملكها أرامكو 100 % طاقة 183 ألف برميل يومياً عبر مصافي رأس تنورة، وينبع، والرياض، وجدة. فيما بلغت طاقة مصافيها المشتركة للبنزين بالمملكة 204 آلاف برميل يومياً بالتحالف مع شركات «شل» في مصفاة «ساسرف» ومع «توتال» في مصفاة «ساتورب»، ومع «إكسون موبيل» في مصفاة «سامرف»، ومع «سينوبك» الصينية في مصفاة «ياسرف»، ومع «سوميتومو» اليابانية في مصفاة «بترورابغ».
وبلغ حجم مبيعات أرامكو من البنزين في الأسواق المحلية 600 ألف برميل يومياً عام 2017، حيث حظيت المنطقة الغربية بأكبر الحصص بطاقة 280 ألف برميل يومياً، نليها المنطقة الوسطى بطاقة 208، والمنطقة الشرقية بطاقة 111 ألف برميل يومياً. في وقت تكثف أرامكو عمليات تسويق منتجاتها المكررة في الأسواق الأسيوية بنسبة تفوق 32 %، وللأسواق الأسيوية بنسبة 11 %، في ظل خطط مستقبلية لزيادة الحصص السوقية العالمية إجمالاً.
وتعد «ياسرف» من أكبر مصافي أرامكو المشتركة في العالم التي تحقق التكامل بين أعمالها في جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية ذات الأثر في خططها لزيادة طاقتها التكريرية في مصافيها المملوكة مشاركة حول العالم إلى أكثر من 10 ملايين برميل في اليوم. وتعالج هذه المصفاة الزيت العربي الثقيل وتساعد في تلبية الطلب المحلي على المنتجات المكررة وبتصميم يتيح لها معالجة الزيت العربي الثقيل من إنتاج حقل منيفة العملاق، وتصدير منتجات عالية القيمة، إضافة إلى توفير اللقيم للصناعات الملحية. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصفاة 90 ألف برميل في اليوم من البنزين، و263 ألف برميل في اليوم من الديزل ذي المحتوى الكبريتي المنخفض جدًا، إلى جانب منتجات ثانوية تشمل 6.200 طن متري في اليوم من الفحم البترولي و1.200 طن متري في اليوم من الكبريت، وغاز البترول المسال، وتستهدف منتجاتها الأسواق الأفريقية والأوروبية، وغيرها.