يغالب وفود الرحمن دموعهم فتتقاطر وتنساح وهم يوادعون مدينة النبي الأعظم، بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج، الرحلة الإيمانية أفعمت مهجهم بمسحاتها الروحانية، ولامست شغاف قلوبهم، تتجاذبهم حبائل الآمال الموهنة بسني العمر، وقاطرة الحياة التي أشرفت على التمام، وكأنه وداع لآخر العهد.
وفي المواجهة الشريفة والروضة المطهرة تتجلى الصور المؤثرة والمشاهد المعبرة، فهذا الإرث المقدس ليس له مواز بغنى يفوق التاريخ الإنساني برمته، وآثار موغلة بالعتاقة، عبقة بمسكن النبي الخاتم وأرواح النساك والزوار على مدى قرون طويلة.
كل زائر للحرم النبوي أخذه الشوق للصلاة في محراب النبي، وحن لرؤية منبره الشريف، وتحدث للأساطين «التوبة، السرير، المخلقة، القرعة، الوفود، والمحرس»، وسمع للمكان صوتا من كل اتجاه، واستوقفته إطلالة حجرات أمهات المؤمنين، والمحاريب المتعددة، وتعجب من كثرة الأبواب وضخامتها، واحتار من جمال المآذن وعلوها، والقباب الثابتة والمتحركة، وتوشية الحوائط والأسقف بالنقوش والزخارف.
إلى ذلك، بلغ إجمالي عدد الحجاج الذين وصلوا المدينة المنورة حتى مساء الجمعة 275977 حاجاً، وعدد المتبقين 155099حاجا، وذلك وفق الإحصائية اليومية التي أعلنتها وحدة الإعلام والتواصل الاجتماعي في لجنة الحج.
وأشارت الإحصائية إلى أن عدد القدوم ليوم الجمعة بلغ 25.727 حاجا، فيما غادرها لنفس اليوم 27.446 حاجا، وبلغت نسبة إشغال الإسكان 44 %، بينما بلغ إجمالي الحجاج المراجعين لمراكز الرعاية الصحية وأقسام الطوارئ والعيادات بالمستشفيات 42.629 حاجا.
وسجلت الإحصائية عدد الحافلات التي أقلت الحجاج لنفس اليوم 644 حافلة، عددهم 24.487 حاجا، في حين بلغ عدد المركبات 31 مركبة أقلت 1209 حجاج، بينما وصل عدد الحجاج الذين تم نقلهم عبر عربات النقل داخل ساحات المسجد النبوي 9564 حاجا.