أدى أكثر من 500 ألف مصل ما بين حاج ومواطن ومقيم، آخر جمعة لهذا العام في رحاب المسجد النبوي الشريف، في جو روحاني مفعم بالخشوع والسكينة، وسط عناية ورعاية فائقة وخدمات وطاقات متنوعة بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وإشراف مباشر من سمو أمير المنطقة فيصل بن سلمان وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري الثبيتي: تنوع الفرائض والواجبات من العبادات، اختبار وابتلاء للمؤمن على غلبته لهواه وصدقه في السعي لمرضاة الله، فانتقال العبد من عبادة إلى أخرى بحسب وقت كل منها دليل على أنه عبد حقيقي لله غرضه تتبع مرضاة الله.
وأضاف في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: تتنوع العبادات بمقاصدها، فتحقق كل عبادة منها حكمة ربانية ومقصداً تربوياً، ففي الصلاة قال الله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، وفي الزكاة: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، وفي الصيام: (لعلكم تتقون)، وفي الحج: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات).
وقال خطيب الحرم: تتنوع العبادات بمناسكها وطرق أدائها، فمن عجز بمرض أو سفر أو فقر أو ضعف عن عبادة وجد أجره في رخصة وعبادة أخرى، رعاية لظروف المكلفين ورفعاً للحرج عنهم وتيسيراً لهم، ومن الأحاديث العظيمة التي تدل على سعة رحمة الله وفضله ومراعاة أحوال المكلفين.
وتابع الشيخ الثبيتي: إن الإسلام راعى أحوال المكلفين من النساء، حيث تعجز المرأة عن القيام ببعض أعمال الرجال، فرتب على أعمالهن أجراً عظيماً تقديراً لدورهن وقيمة أعمالهن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت).
وأضاف: تتنوع العبادات بفضائلها فتزيد كل عبادة في صحائف أعمال المسلم سجلاً من الخير وفيضاً من الثواب والأجر الجزيل، منها ما يؤدي إلى محو الذنوب والخطايا، مؤكدا أن في تنوع العبادات مدافعة لبواعث السآمة والملل ونشاطاً يجعل المسلم يستشعر المتعة واللذة في العبادة، وأن هناك عبادات فردية لها فضل وفيها حكم، فهي تقوي الصلة بالله وتربي على الإخلاص والبعد عن الرياء وتزيد صفاء الروح والأنس بالله، مشيرا إلى أن للعبادات التي يجتمع في أدائها المسلمون كالصلاة والحج وغيرهما مقاصد لا تخفى، منها التودد والتحاب ومعرفة أحوال بعضهم لبعض وإظهار عز المسلمين وتعليم الجاهل.