تبذل منظمة «أوبك» جهودها بقيادة المملكة لتعزيز الإنتاج وتهدئة المخاوف العالمية من ارتفاع أسعار النفط وسط الخسائر المتوقعة في الإمدادات من فنزويلا وإيران. وتستهدف المملكة، أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، على وجه التحديد، زيادة صادرات النفط الخام إلى أكثر الأسواق شفافية كالولايات المتحدة والتي تسجل وارداتها من النفط الخام ومستويات المخزون زيادة كل أسبوع.

وذكر موقع «أويل برايس» أن المملكة تتطلع إلى تعزيز مركزها في السوق الأميركية بعد أن قامت بخفض الشحنات إلى الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ 30 عامًا في نهاية العام الماضي عندما كانت جهود «أوبك» لمحو تخمة النفط العالمية على قدم وساق.

وفي الأسبوع الممتد حتى 31 أغسطس تجاوز متوسط الأربعة أسابيع من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من المملكة مليون برميل في اليوم للمرة الأولى منذ يونيو 2017 حسبما أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة. وبدأت المملكة في ذلك الوقت من العام الماضي بتخفيض صادراتها إلى الولايات المتحدة حيث يتم الإبلاغ عن بيانات المخزون وعمليات التكرير كل أسبوع حيث تؤثر هذه التقارير على سعر النفط وتوجهات المستثمرين.

وبلغ متوسط ​​الأربعة أسابيع من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من المملكة في الأسبوع الأخير من أكتوبر 2017، طاقة 506 آلاف برميل في اليوم، أي ما يقرب من نصف معدل الأربعة أسابيع البالغ 1,009 مليون برميل في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس من هذا العام. وفي أكتوبر 2017، وقفت واردات الولايات المتحدة من السعودية عند 582 ألف برميل يومياً وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 1987، في وقت يعمل زعيم منظمة «أوبك» وأعضاؤها وغير الأعضاء بقيادة روسيا وكجزء من معاهدة خفض الإنتاج على تجفيف وفرة النفط التي أثرت على أسعاره وعلى دخل الدول المنتجة للنفط.

في حين أصبح من الواضح في ربيع هذا العام أن منظمة «أوبك» وحلفاءها حققوا مهمتهم في سحب المخزون العالمي إلى أدنى متوسط ​​الخمس سنوات. وفي ظل تشديد سوق النفط كانت المملكة العربية السعودية ولا تزال تتعهد بمواصلة خفض الإنتاج على الأقل حتى نهاية هذا العام.

ومع ذلك أعلنت الولايات المتحدة عن عودة العقوبات على إيران بما في ذلك على نفطها، واستمر إنتاج فنزويلا بنحو 40-50 ألف برميل في اليوم، فيما استمر الانقطاع في ليبيا ونيجيريا، في حين ضرب سعر خام برنت 80 دولارا للبرميل في مايو.

وبدأ المستهلكون والدول الكبرى المستوردة للنفط الإعراب عن قلقهم إزاء ارتفاع أسعار النفط، فيما بدأ المحللون في التساؤل عما إذا كان سعر 80 دولارا للنفط هو بداية تدمير الطلب.

وبعد أن قررت «أوبك» وحلفاؤها خفض معدلات الامتثال في يونيو بدأت واردات الولايات المتحدة من المملكة ترتفع مرة أخرى حيث تجاوزت مليون برميل في اليوم في نهاية الشهر الماضي. ويأتي ذلك على حساب منتج نفطي آخر في الشرق الأوسط العراق والتي انخفضت صادراتها من النفط الخام إلى الولايات المتحدة من أعلى مستوياتها التي تجاوزت 800 ألف برميل في اليوم في أبريل هذا العام، إلى أقل من 400 ألف برميل في اليوم في المتوسط ​​لأربعة أسابيع من 31 أغسطس.

وذكر التقرير أن أكبر مصفاة في الولايات المتحدة «موتيفا» التي تسيطر عليها شركة «أرامكو» السعودية البالغة طاقتها 600 ألف برميل في اليوم في بورت آرثر في تكساس بدأت في تعزيز الواردات السعودية مرة أخرى. وفي العام الماضي خفضت كمية النفط السعودي في وقت ما كانت تستورد نفطا عراقيا أكثر من النفط السعودي. إلا أن مصفاة «أرامكو» «موتيفا» استأنفت شراء المزيد من النفط السعودي في الأشهر الأخيرة وفق بيانات وكالة معلومات الطاقة.

وقال غاري همينجر الرئيس التنفيذي لثاني أكبر مصفاة نفط في الولايات المتحدة شركة مارثون للبترول في مؤتمر عقد الأسبوع الماضي إن انخفاض مستوى شحنات الشرق الأوسط من الخام إلى الولايات المتحدة بدأ يتغير حيث أصبح منتجو الشرق الأوسط أكثر تشدداً برغبتهم في إعادة براميلهم إلى هذا السوق المهم للغاية بالنسبة لهم.ومن المتوقع أن تصل شحنات النفط الخام السعودي إلى الولايات المتحدة للشهر الماضي وهذا الشهر إلى أعلى مستوى لها منذ شهري فبراير ومارس 2017، وفقا لبيانات التدفق التجاري. ومن المتوقع وصول 41,5 مليون برميل من النفط السعودي إلى ساحل الخليج الأمريكي والساحل الغربي حتى منتصف أكتوبر، مع وصول واردات الساحل الغربي إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2013.