تعكف عملاقة البتروكيميائيات في العالم شركة «سابك» على تعزيز قدراتها الإنتاجية للإيثيلين لتتزعم الإنتاج العالمي بالمرتبة الأولى وذلك من خلال تحالفها مع شركة «إكسون موبيل» الأميركية عملاقة صناعة النفط والكيميائيات في العالم في أضخم مجمع مشترك للبتروكيميائيات الجاري حالياً التمهيد لبدء تشييده في مقاطعة سان باتريسيو بولاية تكساس على ساحل الخليج الأميركي بحجم استثمارات تقدر بقيمة 20 مليار دولار.

وسوف يساهم هذا المجمع في رفع إجمالي طاقة «سابك» للإيثيلين في مجمعاتها الضخمة في المملكة وخارجها من نحو 13 مليون طن متري سنوياً حالياً بالمرتبة الثانية عالمياً إلى نحو 15 مليون طن متري سنوياً لتنافس بقوة للهيمنة بصدارة المنتجين في العالم حيث يضيف مجمع «سابك» و»إكسون موبيل» في تكساس وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاصة لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثيلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم.

ويدعم هذا المشروع المتوقع بدء أعمال بنائه العام 2019 واكتماله بحلول 2021 مساعي «سابك» للسيطرة على أكبر حصص السوق العالمي في ظل طاقتها الإنتاجية الهائلة التي تتوزع بين مصانعها في المملكة بحوالي 11 مليون طن متري سنوياً في شركاتها التابعة بالجبيل وينبع، بخلاف طاقات مشروعاتها الخارجية بأكثر من مليوني طن متري سنوياً في الصين والمملكة المتحدة وهولندا.

وتحتل شركة «بتروكيميا» التابعة لسابك بالجبيل المرتبة الرابعة في قائمة أكبر 10 مجمعات للإثيلين في العالم بطاقة 2.250 مليون طن متري سنوياً، فيما تحتل شركة ينبت التابعة لـ «سابك» و»اكسون موبيل» في ينبع المرتبة العاشرة بطاقة 1.705 مليون طن. فيما تنفذ «سابك» توسعة في شركة «بتروكيميا» بالجبيل الصناعية لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع الأوليفينات الأول للإيثيلين إلى 180 % من الطاقة الأصلية التي أنشئ عليها العام 1981 ويتوقع إتمامها في الربع الأخير من العام الجاري 2018.

ومن المتوقع أن تشهد أسواق الإيثيلين الأميركية التي تشهد فائضًا في العرض بالفعل مزيدًا من الضغوط على الأسعار والضغط في النصف الثاني من العام 2018، حيث تأتي المزيد من الطاقات الإنتاجية عبر الإنترنت في منطقة ساحل الخليج الأميركية. ومن المتوقع أن تبدأ بثلاث وحدات تكسير بخار جديدة على مستوى العالم يبلغ إجمالي طاقتها الإنتاجية أكثر من 3.5 ملايين طن سنوياً من الإيثيلين بحلول نهاية العام الجاري 2018. فضلاً عن قدرة 1.5 مليون طن سنوياً المضافة خلال الربع الثاني من العام 2018 مع بدء تشغيل المصنع الجديد لشركة «شيفرون فيليبس كيميكل» في مجمع «سيدار بايو» في «بايتاون» بولاية تكساس. كما شهد السوق أكثر من 2 مليون طن سنوياً من السعات الجديدة التي تأتي عبر الإنترنت في العام 2017.

في حين أدت وفرة إمدادات الطاقات الإنتاجية الجديدة في خفض أسعار الإيثيلين في الولايات المتحدة حيث أغلقت في النصف الأول من العام الجاري 2018 عند 12.75 سنت للرطل مع التوصيل المجاني بمتوسط ​​18.39 سنت للرطل للفترة. وبلغ متوسط ​​الأسعار القياسية أقل بقليل من 28 سنت للرطل لعام 2017 و26.90 سنت للرطل في عام 2016.

إلا أن وفرة إمدادات الطاقات الإنتاجية الجديدة ساهمت في سد فجوة العجز الناتج عن إغلاق عدد من المصانع لإعمال صيانة مجدولة وغير مجدولة طارئة، حيث ساعدت وحدات التكسير الجديدة في الحفاظ على معدلات إنتاج قوية للإيثيلين. وكانت شركة «داو كيميكال» قد بدأت تشغيل وحدة تكسير بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً في مجمعها في «فريبورت» بولاية تكساس حيث تسعى للوصول إلى معدلات التشغيل الكاملة خلال سبتمبر الحالي.

وتشير الإحصاءات إلى نمو استهلاك العالم للإيثيلين بحوالي ستة ملايين طن سنوياً حيث يتوقع أن يصل إلى حوالي 180 مليون طن في العام 2020م ما يعادل نحو 40 مليون طن بحلول 2020م، مدعمة بالإمدادات الوافرة التي تأتي أغلبها من الصين ودول الخليج العربي بنسبة 70 %.

وتمضي «سابك» قدماً لتعزيز تواجدها القوي في الولايات المتحدة حيث تنامى عدد مشروعاتها البتروكيميائية إلى 14 منشأة في 11 ولاية، تقدر استثماراتها بنحو 30 مليار ريال من خلال عدة شركات تملكها هناك بملكية منفردة، مدعمة بمشروعات شركة «جنرال إليكتريك» التي استحوذت عليها «سابك» ومكنتها من امتلاك عدة مصانع في الأميركيتين ومنها مصنع للستايرين في ولاية لويزيانا وتملكها حصصاً في مجمع الأوليفينات في الولاية ذاتها، في حين تتجه «سابك» لتصعيد حجم استثماراتها ومبيعاتها في الولايات المتحدة لأكثر من سبعة مليارات دولار، حيث تسعى «سابك» لاستغلال الطاقات الكبيرة والوفيرة من الغاز الصخري والإيثان لاستخدامه لقيماً في المجمع المشترك مع «إكسون موبيل» المرتقب.