أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة حرص المملكة عبر تاريخها العريق على مد يد العون والمساعدة لكافة الدول والشعوب المحتاجة وإغاثة المنكوبين في أصقاع الأرض بدون أدنى تمييز.

واستدل د. الربيعة بالجهود السعودية لدعم اللاجئين وقال: إن المملكة، تحتضن لاجئين يمنيين وسوريين ومهجري الروهينجا بوصفهم زائرين يحصلون على جميع التسهيلات مثل الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني لأبنائهم، مبينًا أن المملكة هي ثاني بلد مستضيف للمهاجرين في العالم بما نسبته 37 % من السكان.

جاء حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية طاجيكستان بحضور مدير عام لجنة الطوارئ والدفاع المدني الطاجيكي الفريق رستم نزار زادة وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية طاجيكستان عبدالعزيز بن محمد البادي.

وبيّن الربيعة أن التوجيهات الكريمة صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بإنشاء المركز في 13 مايو من عام 2015م، ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقاً للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة.

وأشار إلى أن المركز تمكن حتى اليوم من تنفيذ 469 مشروعًا شملت 42 دولة حول العالم، حظي اليمن فيها بالنصيب الأكبر، حيث وصلت المشروعات المنفذة فيه إلى 286 مشروعًا شملت قطاعات الأمن الغذائي والإصحاح البيئي والمياه، ومشروعات مخصصة للمرأة والطفل، فضلاً عن دعم البنك المركزي اليمني واللاجئين ومكافحة وباء الكوليرا وغيرها.

وأشار إلى أن جمهورية طاجيكستان تعد الدولة الثانية التي يتم فيها توزيع المساعدات الإغاثية والغذائية بعد الجمهورية اليمنية الشقيقة، حيث تم في وقت سابق توزيع 230 طنًا من المواد الغذائية والإغاثية والفحم وأدوات التدفئة التي تم تأمينها من جمهورية طاجيكستان.

واستطرد أن المركز قدم المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلازل والفيضانات في طاجيكستان وعمل على إنشاء مبنى خاص بلجنة الطوارئ الطاجيكية لمواجهة الكوارث، الذي احتفلنا بتدشينه اليوم، كما قام بالتعاون مع الهلال الأحمر الطاجيكي وغيرها من الجهات، بتنفيذ العديد من المشروعات المهمة الأخرى، ومنها مشروع المصدات الخرسانية لنهر بانج وجوبكجيه الذي سيدشن اليوم، ومشروع المياه والإصحاح البيئي والتوعية الصحية، ومشروع تعزيز القدرات وبناء المنعة للحد من مخاطر الكوارث، ومشروع تحسين مهارات وقدرات الشباب، ومشروع دعم الخدمات اللوجستية والإسعافية لجمعية الهلال الأحمر الطاجيكي في العاصمة دوشنبه، ومشروع الدعم الاقتصادي والمجتمعي بمحافظة روشتكاله.

وقال د. الربيعة: إن هنالك حاليًا العديد من المشروعات قيد التنفيذ في طاجكستان ومنها برنامج لتحسين مهارات وقدرات الشباب، وتقديم الدعم لمحافظة روشتكاله من خلال مشروع تكاثر ثور التبت، وبناء المنعة من خلال تعزيز مناهج الحد من مخاطر الكوارث.

وأبان د. الربيعة اهتمام المملكة بالوضع الإنساني للعديد من الشعوب المحتاجة في العالم مثل مهجري الروهينجا وما حلّ بهم من تهجير قسري في ميانمار، حيث وقع المركز مشروعًا لرفع جاهزية مستشفى منطقة سادار بمنطقة كوكس بازار في جمهورية بنجلاديش بتكلفة إجمالية بلغت مليوني دولار لتعزيز تقديم الرعاية الصحية الثانوية للاجئين الروهينجا في بنغلاديش، وكذلك وقع المركز مشروعًا آخر لتقديم خدمات تعليمية وتربوية للطلاب من اللاجئين الروهينجا في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إضافة إلى قيام فُرق من المركز بزيارات ميدانية متتابعة

لمخيمات اللاجئين الروهينجا في جمهورية بنغلاديش؛ وذلك للوقوف على البرامج الإنسانية التي ينفذها المركز للاجئين، إلى جانب دراسة أوضاعهم وأولويات الاحتياج الإنساني التي يمكن تنفيذها لهم بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة هناك.

وفي نهاية المؤتمر الصحفي أعلن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عن تبرع المركز بمعدات وآليات ثقيلة كدعم للجنة الطوارئ والدفاع المدني في طاجيكستان.

من جهة أخرى، التقى د. الربيعة، في العاصمة دوشنبه أمس الأول، مدير عام لجنة الطوارئ والدفاع المدني الطاجيكي الفريق رستم نزار زادة بحضور مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو، وسفير المملكة لدى طاجاكستان عبدالعزيز بن محمد البادي وأعضاء الوفد الرسمي.

وجرى خلال اللقاء مناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالشؤون الإنسانية والإغاثية، وسبل بحث آفاق التعاون بين الجانبين في هذا الخصوص.

وأوضح أن تدشين مشروع المبنى الجديد للجنة الطوارئ والدفاع المدني يعكس مدى عمق العلاقات الأخوية الطيبة التي تربط بين المملكة وطاجيكستان، مشيرًا إلى أن المركز لن يتوانى في تنفيذ المزيد من المشروعات الإنسانية والإغاثية اللازمة لجميع الجهات والمدن الطاجيكية.

وأعرب الفريق رستم نزار زادة عن شكره الجزيل للقائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة على عملهم الدؤوب لإنجاز وتأهيل مبنى لجنة الطوارئ والدفاع المدني خلال الفترة الماضية، مبينًا أن المبنى سيشكل نقلة نوعية للدفاع المدني والطوارئ في البلاد لما يضمه من بنية متطورة وتقنيات حديثة ومتكاملة.