بالرغم من احتجاجات الكونغرس الأميركي على المخاطر البيئية الناتجة عن صناعة منتج «ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر» (أم تي بي إي) والذي يضاف عوضاً عن الرصاص لوقود السيارات لتحسين كفاءته وتجنب أضرار الرصاص والذي أثيرت حوله الشكوك بتسربه للمياه الجوفية وذلك بعدما هيمنت المملكة في إنتاجه على المستوى العالمي بطاقة حوالي ستة ملايين طن متري سنوياً تنتجها «سابك» لدعم «أرامكو» لإنتاج بنزين خالٍ من الرصاص، رفعت الولايات المتحدة طاقتها الإنتاجية للعالم لتصل إلى 7,6 ملايين برميل من يناير إلى يوليو 2018، تصدرت خلالها المكسيك أكبر الواردات بطاقة 5,2 ملايين برميل، تليها تشيلي بطاقة 1,4 مليون برميل، ثم فنزويلا بطاقة 690 ألف برميل.

ولم تكترث «سابك» لما أثير حول المنتج في أميركا وأوروبا من زوابع وشكوك في مخاطرها على الرغم من مساعي التجار والصناعيين في تلك الأقاليم لعقد صفقات الشراء والتوريد من المملكة التي تتزعم إنتاجه وهذه الزوابع قد انطفأت لفشل من أثارها فشلاً ذريعاً. لتمضي المملكة في احتلال الصدارة في إنتاجية (إم تي بي إي) على المستوى العالمي ولا نية لخفض إنتاج مصانعها والمادة تعد صديقة للبيئة وهي الوقود الأخضر الذي تفضله «أرامكو» لإضافته إلى البنزين للحد من الانبعاثات الضارة الناجمة من تطاير مركبات الرصاص من محركات السيارات.

وهذا ما دفع «أرامكو» لعقد الصفقات السنوية مع «سابك» لتوريد (إم تي بي إي) مبددة تلك الشكوك المدفوعة بأسباب سياسية اقتصادية يحركها بعض منتجي المواد الأخرى الذين يروجون لمنتج جديد بديل شرعوا في إنتاجه ويودون في الوقت ذاته التأثير على منتج (أم تي بي إي) لترويج منتجهم حول العالم، في حين تم تأجيل التشريع منذ سنوات بعدم تفعيله لعدم إيجاد مادة بديلة بنفس المواصفات.

وشرعت «أرامكو» منذ أوائل العشرينات باستخدام مادة (أم تي بي إي) من «سابك» حيث استغنت عن إنتاج البنزين المحتوي على الرصاص للاستخدام داخل المملكة واستبدلته بالبنزين الخالي من الرصاص بدرجة أوكتان 95 ومن أجل تنويع استهلاك البنزين طرحت أرامكو أيضاً بنزيناً خالياً من الرصاص بدرجة أوكتان 91 في السوق المحلية وذلك اعتماداً على هذا المنتج الحيوي.

وبالرغم من الشكوك الأميركية ومساعي مصنعيها للتأثير على المصنعين السعوديين بوقف إنتاج (أم تي بي إي) عززت الولايات المتحدة صادراتها من المنتج إلى 38,000 برميل في اليوم في عام 2017، بشكل أساسي إلى المكسيك وشيلي وفنزويلا. وقد كان المنتج يستخدم عادة في الولايات المتحدة قبل خوض صراع للتخلص منه في أواخر عام 2000 كنتيجة لمخاوف تلوث المياه الجوفية. ومنذ ذلك الحين تحاول الولايات المتحدة استبدل هذا المنتج باستخدام وقود الإيثانول عوضاً عنه كمضاف أمن للبنزين.

وتعزز مادة «أم تي بي إي»، والتي تعد بمثابة أوكسجين وقود، معدلات الأوكتان ويساعد على تحقيق احتراق أكثر اكتمالاً في محركات البنزين. ومنذ عام 2005 ذهبت معظم صادرات الولايات المتحدة من المنتج إلى المكسيك وفنزويلا مع زيادة الصادرات إلى تشيلي. وفي عام 2017 استأثرت المكسيك بنسبة الثلثين 66 % من صادرات الولايات المتحدة، في حين ساهم عدم الاستقرار الاقتصادي في فنزويلا في انخفاض الصادرات الأمريكية من «أم تي بي إي» إلى ذلك البلد في السنوات الأخيرة. وبشكل عام تمثل حسابات المنتج جزءًا صغيرًا من إجمالي صادرات المنتجات البترولية الأميركية، حيث بلغ متوسطها 0.7 % من الإجمالي في عام 2017.