قال عدد من الاقتصاديين والمختصين بقطاع الموارد البشرية: إن قرار مجلس إدارة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات القاضي بتعليق بعض خدمات شركة بحجم شركة اتحاد اتصالات موبايلي نتيجة لعدم وفائها بالتزاماتها بشأن نسبة سعودة الصف التنفيذي الأول التابع لرئيس الشركة، لأن ذلك يُعد جزءاً من متطلبات الترخيص، هو دليل على جدية الدولة في مساعيها الرامية لتوفير فرص عمل لائقة للمواطنين، كما أنه تأكيد لما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حول توجه الدولة ودعمها لخلق مزيد من الوظائف في القطاعين العام والخاص.

وقال مدير فرع صندوق الموارد البشرية السابق بمنطقة مكة المكرمة، هشام عبدالرحمن لنجاوي لـ»الرياض»: إن إيقاف بعض خدمات شركة بحجم شركة اتحاد اتصالات موبايلي نتيجة لعدم وفائها بالتزاماتها بشأن نسبة سعودة الصف التنفيذي الأول التابع لرئيس الشركة هو تأكيد على استراتيجية المملكة وعملها الدؤوب الرامي لتوفير فرص العمل اللائقة للمواطنين والمواطنات، ومن واقع تجربتي السابقة كمسؤول لصندوق الموارد البشرية أوكد أن الدولة ومنذ عقود تعمل على خلق بيئة عمل آمنة وجاذبة وتبذل الكثير في سبيل رفع المستوى المهاري للسعوديين بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل، عبر كثير من المبادرات والبرامج في مختلف مناطق ومدن المملكة.

وبين هشام لنجاوي، أن هذا القرار يؤكد ما صدر عن سمو ولي العهد – حفظه الله – حول التوجه لخلق مزيد من فرص العمل سواء في مؤسسات الدولة أو في القطاع الخاص والذي يحظى بكثير من الدعم والإسناد لتوفير مزيد من فرص العمل للسعوديين السعوديات، وهناك كثير من برامج التدريب ومبادرات الدعم في ذلك الجانب، ومن المؤكد أن هذه الشركة التي تم تعليق بعض خدماتها أهملت الاستفادة من تلك المبادرات المتاحة، وهناك كثير من الأمثلة لشركات ومؤسسات كبرى حققت ما هو مطلوب منها، ونجحت في تحقيق المصلحة العامة للجميع.

وأشار لنجاوي، إلى أن قطاع العمل في المملكة بدأ في جني ثمار خطط التوطين، ويبدو ذلك واضحاً في مختلف الأسواق والمحال التجارية والمؤسسات التي باتت تزهو بالمؤهلين والمنتجين في أعمالهم من الشباب والشابات من أبناء المملكة.

بدوره قال الدكتور عبدالله بن علي باحطاب، رئيس مركز تقنية المعلومات بمجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة: إن الدولة أنفقت بشكل كبير خلال العقود الماضية ومازالت تنفق في سبيل توفير فرص العمل اللائقة للمواطنين والمواطنات، وتحملت عبر برامج كصندوق تنمية الموارد البشرية وغيره من المبادرات نسبة كبيرة من رواتب الموظفين وصلت في بعض الأحيان إلى 75 % من الراتب، وهناك كثير من الشركات والمؤسسات الكبيرة التي حققت نسب توطين مرتفعة مثل الخطوط السعودية وأرامكو والبنوك، وينبغي للشركات والمؤسسات مواكبة استراتيجية التوطين حتى تواكب نهضة البلد وما هو مقبل عليه، خصوصاً أن المواطن السعودي أثبت جدارته في كثير من الأعمال، وهو أقل تكلفة على المؤسسات قياساً بالعامل الأجنبي الذي يتطلب كثيراً من الإجراءات والنفقات.

كما أشار الدكتور عبد الله باحطاب، إلى أهمية متابعة استراتيجية التوطين وزيادة الجرعات التدريبية والتأهيلية للشباب والشابات وتمكينهم من العمل الإضافي على غرار الدول المتقدمة لما في ذلك من فائدة تعود عليهم ولما فيه من تعليمهم الثقة بالنفس، مشيراً إلى أن حديث سمو ولي العهد حول خلق مزيد من فرص العمل وتشجيع القطاع الخاص على استحداث المزيد من الوظائف هو أمر إيجابي ستعود فوائده على المواطنين.