ظهر منتخبنا بصورة مشرفة أمام البرازيل في المواجهة التي جمعتهما مساء أمس (الجمعة) على استاد جامعة الملك سعود في الرياض ضمن بطولة “سوبر كلاسيكو” الدولية، وسط حضور جماهيري كبير بلغ 23401 مشجع من الأفراد والأسر، ورغم الخسارة صفر-2 إلا أن “الأخضر” تمكن من مجاراة منتخب “السامبا” في معظم مجريات اللقاء، وأحرجه في بعض فتراتها، وكان له نداً، خصوصاً في الجوانب الدفاعية وتنظيم المنطقة الخلفية، وقدم “الأخضر” مستوى فنيا مميزا، ولعب بثقة كبيرة، وكانت لمنتخبنا هوية داخل المستطيل الأخضر رغم قوة الخصم الذي يمتلك أفضل نجوم العالم ممن يلعبون في أقوى الأندية الأوروبية، وهو ما جعل الفوارق الفنية بين المنتخبين تظهر بشكل أقل، بدلالة عجز البرازيليين عن تسجيل أكثر من هدفين، خصوصاً أن منتخبنا لعب بعشرة لاعبين في آخر ربع ساعة بعد طرد الحارس محمد العويس الذي كان أحد نجوم اللقاء بفضل تصديه لأهداف محققة، وقاسمه في النجومية لاعبا الوسط عبدالله عطيف وسلمان الفرج.
وخرج منتخبنا من المباراة بفوائد عدة، أبرزها احتكاك لاعبينا بنجوم العالم، وكسبهم الخبرة، وكسر الحاجز النفسي من خوض مثل هذه المباريات، إضافة إلى الصورة الجيدة التي رسخوها في أذهان من تابع اللقاء من البرازيليين وغيرهم، أما مدرب منتخبنا بيتزي فاطلع على بعض النقاط التي تحتاج إلى معالجة قبل كأس آسيا 2019، من بينها الضعف الهجومي الواضح وغياب المهاجم الهداف.
استغل المهاجم البرازيلي نيمار غفلة دفاعية، وتهيأت له كرة داخل منطقة الجزاء سددها، لكن العويس كان في الموعد وتصدى لها بقدمه “12”، وأفسد الحكم الهولندي داني ماكيلي فرحة البرازيليين عندما ألغى هدف المهاجم جيسوس بداعي التسلسل “24”، وتألق العويس مرة ثانية عندما عرّض نيمار الكرة وارتقى لها كوتينهو ولعبها برأسه مفاجئة، لكن الحارس تعملق بتصديه لها بيده اليمنى “26”، وترجم منتخب السامبا تفوقه بتسجيله هدف التقدم، وبدأت هجمة الهدف إثر تمريرة بينية وضعت المهاجم جيسوس في حالة انفراد بالمرمى سددها في الشباك هدفا برازيليا أولا “43”.
وفي الشوط الثاني، استمرت أفضلية البرازيل، وسجل العويس حضوره مجدداً عندما أنقذ مرمى منتخبنا وحرم البرازيل من التسجيل بعد أن تصدى لانفراد لوكاس بقدمه في لقطة رائعة برهنت على إمكاناته في حراسة المرمى “52”، وارتكب المدافع البديل سعيد المولد خطأ فادحا كلف منتخبنا طرد الحارس محمد العويس، الذي تقدم عن مرماه لإبعاد هدف محقق، لكنه تصدى بيده لكرة ريتشارليسون من خارج منطقة الجزاء، وهو ما جعل الحكم يطرده بالبطاقة الحمراء بعد استعانته بتقنية الفيديو “83”، وفي الوقت بدل الضائع عرّض نيمار كرة قفز لها المدافع أليكس ساندرو ولعبها برأسه في مرمى الحارس مصطفى ملائكه، الذي يتحمل جزءا كبيرا من الهدف بسبب تمركزه الخاطئ “90+6”.