تتأهب قلعة الصناعات الجبيل لاستضافة تجمع بتروكيميائي دولي كملتقى للتباحث حول القضايا المؤثرة في الشرق الأوسط وأهمها أوضاع الطلب على النفط والبتروكيميائيات واتجاهاته المختلفة المؤثرة على المواد الخام وآفاق مستقبل البتروكيميائيات بالحقائق والمخاطر والفرص الضخمة في المنطقة، والتحديات الصينية التجارية والاقتصادية والبيئية ونزاعها التجاري الأميركي.
ويناقش الملتقى الذي يعقد في 31 أكتوبر الحالي في فندق الإنتر بالجبيل الصناعية تحليلاً معمقاً حول التكرير والبتروكيميائيات وأسواق البوليمر والتعمق أكثر في الآثار المترتبة على التعريفات التجارية التي يتم الحديث عنها كثيراً، والانعكاسات الجيوسياسية على الأسواق الإقليمية في الشرق الأوسط، والتهديدات الناشئة لنمو السوق المستقبلي لأسواق البولي إيثيلين والبولي بروبلين، وبمشاركة نخبة من خبراء السوق في النفط والبتروكيميائيات والمحللين الدوليين واللاعبين الرئيسين في الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويعقد الملتقى عددا من الجلسات العلمية لمناقشة عدد من أوراق العمل تشمل مقارنة الاتجاهات في الطلب على النفط والبتروكيميائيات والتسارع بدفع المصافي للتكامل والتطورات المتوقعة في الحراك العالمي حول تأثير اتجاهات الكهرباء على الطلب على وقود النقل ومناقشة التفاؤل في الشرق الأوسط مع ارتفاع الاستثمارات الضخمة والمناخ الاستثماري القوي في الشرق الأوسط والمشروعات الجديدة التي أعلن عنها عمالقة النفط في المنطقة، واستمرار رحلة الشرق الأوسط في صناعات المصب.
وتناقش ورقة الأوضاع في الصين والتحديات التجارية والاقتصادية والبيئية تشمل محاورها الحرب التجارية الأميركية الصينية وآثارها قصيرة الأجل على تدفق تجارة البتروكيميائيات والبوليمرات، والإصلاحات الاقتصادية الصينية تشمل آثار تباطؤ الائتمان وعمليات التفتيش البيئية، والكتل التجارية المنفصلة التي شكلتها الولايات المتحدة والصين لعام 2020 وما بعده.
وتناقش جلسة عمل “التوقعات العالمية للعرض والطلب من البولي إيثيلين والبولي بروبيلين”، وتتناول أربعة محاور تشمل “اتجاهات الطلب في الأسواق الإقليمية”، و”استعراض الاستثمارات الرئيسة”، و”التهديدات الناشئة لنمو السوق في المستقبل”، و”التكوين المستقبلي لأنماط التجارة الإقليمية”.
في حين يختتم الملتقى باستعراض حلول تحليلية للبتروكيميائيات للمساعدة في تحسين الفرص في ظل تقلبات السوق وتتناول تحليلات السعر والعرض والطلب وتعقب أثر التعطيل المباشر وتحليلات الهوامش المحسنة والتحليلات التنبؤية المباشرة.
ويأتي هذا التجمع البتروكيميائي بالجبيل الصناعية في أعقاب الإعلان عن تنفيذ أكبر مجمع للبتروكيميائيات المدمج مع أكبر المصافي حيث نجحت شركتا “أرامكو السعودية” و”توتال” الفرنسية المتحالفتان في توقيع اتفاقية تطوير مشترك لتنفيذ الأعمال الهندسية والتصميمية الأولية لمجمع ضخم للبتروكيميائيات بإجمالي حجم استثمارات تقدر بحوالي 33,7 مليار ريال (9 مليارات دولار) وسيتم إنشاؤه مقابل مصفاة “ساتورب” التي تعد من المصافي الرائدة في تطورها وطاقتها التكريرية البالغة 440 ألف برميل يومياً، وتشغّلها أرامكو السعودية بحصّة 62.5 %، و”توتال” بحصّة 37.5 %. وسيسهم المشروع الجديد في إضافة القيمة وتحقيق الاستفادة المثلى من أوجه التكامل والتعاون التشغيلي بين المصفاة والمجمع.
ويتكوّن المجمع الذي حظي باهتمام عالمي واسع من وحدة تكسير مختلطة اللقيم تشمل 50 % من غاز الإيثان والغازات المنبعثة من المصفاة وهو المجمع الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي الذي يُدمج مع مصفاة ويتمتّع بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن سنويًا من الإيثيلين ووحدات مواد بتروكيميائية بطاقة 2,5 طن متري سنوياً ومنتجات أخرى ذات قيمة مضافة عالية، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المجمع في العام 2024م.