أظهر استطلاع فصلي أجرته رويترز لآراء الاقتصاديين أن من المرجح أن تنمو اقتصادات دول الخليج العربية على مدى العامين القادمين مع تعزيز الحكومات للإنفاق، لكن النمو لن يعود إلى مستويات الطفرة التي حققها قبل انخفاض أسعار النفط في 2014.
ومنذ منتصف 2018، تزيد الدول إنتاج النفط مع تخفيف قيود فرضها اتفاق عالمي لكبح الإنتاج، ومن المتوقع أن يرفع هذا الناتج المحلي الإجمالي في القطاعات النفطية لتلك الدول.
في غضون ذلك، يتيح ارتفاع أسعار النفط للحكومات مزيدا من الأموال التي بمقدورها إنفاقها لتحفيز الطلب في القطاعات غير النفطية من الاقتصادات. و في الوقت الحالي خام برنت فوق 80 دولارا للبرميل، قرب أعلى مستوى في أربع سنوات، ارتفاعا من نحو 75 دولارا قبل ثلاثة أشهر.
وبالتالي، فإن اقتصادات دول الخليج العربية ستحظى على الأرجح بأفضل بيئة نمو منذ انهيار أسعار النفط.
وقال جيسون توفي كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة لدى كابيتال إيكونوميكس في لندن: “ارتفاع أسعار النفط على مدى الأشهر القليلة الأخيرة… من المرجح أن يغري صانعي السياسات بتيسير السياسة المالية أكثر”.
“معظم الحكومات حاليا في طور الإعداد لميزانياتها للعام 2019 وخلفية ارتفاع أسعار النفط تعني أن من المرجح أن تقدم السلطات خططا لزيادة الإنفاق بشكل كبير العام القادم، سيدعم ذلك النمو في القطاعات غير النفطية”.
وقالت المملكة إنها تخطط لزيادة الإنفاق الحكومي أكثر من سبعة بالمئة العام القادم، ويوم الثلاثاء بدا أنها تقوم بتيسير السياسة المالية بإعلانها إعادة العلاوات السنوية للموظفين.
ويتوقع الاستطلاع الذي شمل 17 اقتصاديا نمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي اثنين بالمئة هذا العام و2.5 بالمئة في 2019 وثلاثة بالمئة في 2020، بعد أن انكمش 0.9 بالمئة العام الماضي، في أول تراجع له منذ الأزمة المالية العالمية في 2009.
ومن المتوقع تسارع النمو في الإمارات والكويت وقطر في 2019 ومواصلته الارتفاع أو حفاظه على ذلك المستوى في 2020، ومن المتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارات 3.1 بالمئة العام القادم و3.5 بالمئة في 2020 بعد ارتفاعه 2.5 بالمئة هذا العام.
على الرغم من ذلك، من المستبعد أن يقترب النمو في المنطقة من المعدلات المسجلة في سنوات الطفرة، وبلغ نمو المملكة ما يزيد على خمسة بالمئة في المتوسط في السنوات الخمس حتى 2014، وبلغ متوسط النمو في الإمارات 4.5 بالمئة.
أحد أسباب ذلك أن القطاع الخاص تضرر جراء التباطؤ في السنوات القليلة الماضية، وتكتنف الشركات في أنحاء المنطقة حالة من الحذر إزاء التوظيف وتنخفض أسعار العقارات فضلا عن أن تشديد السياسة النقدية الأميركية يتسبب في رفع أسعار الفائدة في الخليج.
في غضون ذلك، لا يتوقع كثير من الخبراء أن تواصل أسعار النفط الارتفاع في الأجل الطويل، لذا فإن الحكومات ستدخر بدلا من أن تنفق المزيد من إيراداتها الاستثنائية، وعلى سبيل المثال، تتوقع كابيتال إيكونوميكس تراجع أسعار النفط إلى 60 دولارا بنهاية العام القادم و55 دولارا بنهاية 2020.