تحت رعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبرئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، انطلقت أمس بالرياض فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018، وسط حضور عالمي على مستوى رؤساء دول ووزراء ومسؤولي شركات عالمية، وحملت حصيلة اليوم الأول توقيع صفقات بقيمة 50 مليار دولار.
ومن أبرز هذه الصفقات توقيع شركة أرامكو 15 مذكرة تفاهم في عدّة مجالات تعاونية واستراتيجية بقيمة تبلغ نحو 34 مليار دولار. وتشمل تلك الاتفاقيات 15 شركة ومؤسسة من 8 دول تنتمي لثلاث قارات، ما يعكس طموح الشركة ونمو محفظة أعمالها بما يعزز مكانتها كشركة رائدة في مجال الطاقة والكيميائيات على مستوى العالم. كما وقع وزير النقل رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام، الدكتور نبيل العامودي، مع خورخي غارسيا رئيس تحالف الشعلة الإسباني اتفاقية تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع قطار الحرمين السريع.
ووقع رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح الرميح مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع الجسر البري الرابط بين موانئ البحر الأحمر والخليج العربي عبر الخطوط الحديدية، مع رئيس مجلس إدارة شركة CCECC الصينية السيد يوان لي.ووقعت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» مع شركة «غرينبريي» اتفاقية لتوريد وتصنيع عربات الشحن في المملكة.
وأوضحت «سار» أن هذه الاتفاقية ترتبط بالقطاعين الصناعي واللوجيستي الذي يهدف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية لتطويرهما.
شراكة استثمارية قوية مع المملكة
من جهته أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن بلاده تتطلّع إلى إيجاد شراكة استثمارية قوية مع المملكة، مشيرا إلى أنهم تحدثوا مع المملكة لبناء مصفاة نفط في باكستان.
وقال عمران خان، خلال مشاركته في الجلسة الثانية من مبادرة مستقبل الاستثمار بعنوان «الفرص الناشئة: لدينا طموح في دعم التعليم وزيادة الصادرات ومحاربة الفقر في بلادنا»، إن «بلاده تعاني من عجز مالي، وتحتاج إلى زيادة الصادرات»، مضيفًا أنه يأمل في الحصول على قروض من الدول الصديقة.وأضاف خان أنهم «خلال الفترة الماضية سددوا جزءًا جيدًا من ديون البلاد ولديهم برامج مع صندوق النقد الدولي، ونهدف إلى الحصول على قروض من الدول الشقيقة».
وتابع: «الفساد جعل بلدنا فقيرًا وألحق ضررًا بالاقتصاد، والتحدي القادم محاربة الفساد وإيجاد حوكمة قوية»، مؤكدًا أن «بلاده لديها موقع جغرافي مميز، وهناك خطة لاستقطاب الاستثمارات في عدد من القطاعات منها المعادن».
إعجاب روسي
وخلال حضوره مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار قال كيريل ديمتريف، رئيس صندوق الاستثمار الروسي إن المملكة تعتبر شريكًا جيدًا لروسيا، مشيرًا إلى إعجاب موسكو برؤية 2030.
وذكر رئيس الصندوق الروسي، خلال الجلسة الأولى من جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار، بعنوان: «عالم واحد.. هل يستطيع قادة الأعمال والحكومات وضع رؤية مشتركة للمستقبل»، أن «هناك فرصًا عظيمة للاستثمار والشراكة مع المملكة، موضحا أن المجتمع في المملكة لديه حماسة مع رؤية 2030.
وأضاف ديمتريف: «لدينا مشروعات كبيرة حول العالم والشراكة مع الصناديق السيادية العالمية فرصة رائعة، والتحول الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعتبر مهمًّا للغاية».وأضاف: استثمرنا مع علي بابا ووطنا كثيرا من الصناعات في مجال الذكاء الاصطناعي والتي ستخلق وظائف جديدة.
تقدير لمسيرة التنمية الاقتصادية
من جهته أعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تقديره لمسيرة التنمية الاقتصادية الطموحة التي تشهدها المملكة، وما تتضمنه من مشروعات ومبادرات تعكس رؤية واضحة للمستقبل، ورغبة في القيام بدور محوري في تعزيز مستويات نمو الاقتصاد العالمي، لاسيما من خلال تعزيز مشاركة القطاع الخاص وتحفيز الاستثمار.
وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد الفالح، خلال جلسات المؤتمر إنه لا يستبعد أن يكون إنتاج المملكة من النفط أعلى من الإنتاج الحالي بمليون إلى 2 مليون برميل يومياً مستقبلا.
صندوق الاستثمارات
وخلال جلسات المؤتمر قال ياسر الرميان، مدير صندوق الاستثمارات العامة، إن الصندوق استثمر في 50 أو 60 شركة عبر صندوق «رؤية سوفت بنك» وأنه سيجلب معظم تلك الشركات إلى السعودية بهدف خلق وظائف وقيمة مضافة للاقتصاد.
قال، إنه من المهم جدا أن تقام مبادرة مستقبل الاستثمار سنويا لذلك تم الاتفاق على أن تكون مؤسسة مستقلة، مضيفا أن مبادرة مستقبل الاستثمار تتعدّى كونها مُلتقى اجتماعياً، فهي منصّة للخبراء وقادة الاستثمار في العالم ليُناقشوا التحديّات والفرص الاستثمارية.
أرامكو: القادم أكبر
وأكد الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر التزام المملكة بالاكتتاب العام للشركة، وقال إن التفاصيل ستعلن لاحقاً.
وقال الناصر، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر، إن أي أزمة اقتصادية قد لا تتأثر بها أرامكو كون إنتاجها وإمكاناتها معروفة، موضحًا أن كل النجاحات التي حققتها الشركة كانت بفضل التقنية التي تمتلكها وليس فقط بسبب حجم الموارد النفطية، مضيفًا: «نحن في الصدارة العالمية في صناعة البتروكيميائيات والقادم أكبر».
وأوضح الناصر أن 30 بالمئة من نسبة النمو ستكون من البتروكيميائيات، قائلا: «نعمل أيضًا على توازن في البتروكيميائيات وهي أحد أهم المجالات لدينا ونهدف لتحقيق توازن بين الصادرات والواردات في النفط، ولدينا برنامج تحولي بدأ منذ سبع سنوات، وأرامكو السعودية هي القائد في قطاع النفط والغاز».