يهيمن الترقب أسواق النفط العالمية قبيل بدء سريان العقوبات الأميركية على صناعة النفط الإيرانية بعد غد الاثنين وهو موعد دخول العقوبات الأميركية ضد إيران حيز التنفيذ، التي جاءت بعد سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو الماضي الولايات المتحدة من اتفاقية دولية لعام 2015 للحد من برنامج إيران النووي، مما مهد الطريق لإعادة فرض العقوبات.
واشتدت المخاوف حيال ما إذا كان المنتجون الرئيسون باستطاعتهم تأمين المفقود من السوق، بالرغم من تأكيد المملكة رئيسة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وأكبر المنتجين خارج المنظمة في أوائل الصيف على البدء في زيادة إنتاج النفط الخام بعد أكثر من عام من التراجع. وقد عكست التعليقات التي قدمها المملكة قدرتها على زيادة الإنتاج بمعدل أسرع أي ما لا يقل عن 11 مليون برميل في اليوم.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الإمدادات من النفط الخام المحلي ارتفعت بمقدار 3.2 ملايين برميل للأسبوع المنتهي في 26 أكتوبر. وجاء ذلك بعد خمسة أسابيع متتالية من المكاسب. وكان المحللون الذين شملهم استطلاع “جلوبال بلاتس” قد توقعوا ارتفاعاً بمقدار 3.3 ملايين برميل، بينما أعلن معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء عن زيادة قدرها 5.7 ملايين برميل.
وقال مات سميث مدير أبحاث السلع في السوق بالرغم من تصاعد عمليات التكرير بعيداً عن الصيانة الموسمية، إلا أن جهودا متوالية تبذل لبناء مخزون نفطي سادس. وقال “كانت التعادلات الصعودية إلى المنتجات بمثابة ثقل موازن للاتجاه الهابط”، مضيفًا أن نصف إنتاج الخام المعلن عنه جاء من مصدر آخر من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي.
وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 3.2 ملايين برميل الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير 4.1 ملايين برميل، وفقا لإدارة الطاقة. وقد أظهرت دراسة “قلوبال بلاتس” التوقعات بتراجع العرض بمقدار 2.4 مليون برميل في البنزين و2.2 مليون برميل في نواتج التقطير.
وأشار فريق السلع في “كومرتس بنك” إلى أن أحداً لم يدرك بعد سبب ذهاب بعض مراقبي السوق إلى الاعتقاد بوصول السعر إلى 100 دولار للبرميل في بداية أكتوبر رغم أن ثمة ظروف سارت على عكس التوقعات خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية. في حين كانت التوقعات المرتفعة نتيجة للشعور السائد في السوق بتزايد المخاوف تجاه جانب الطلب نتيجة للصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين والانخفاض الأخير في الأسعار في أسواق الأسهم، على الرغم من أن بيانات الطلب الحقيقية ظلت قوية في سبتمبر.
في حين لعب جانب العرض دوراً بالمثل حيث ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بشكل كبير لأسابيع. بينما المملكة وروسيا وليبيا رفعت إنتاجها للنفط بشكل ملحوظ في أكتوبر. ونتيجة لذلك يبدو أن منتجي النفط سوف يتغلبون بنجاح على انقطاع الإمدادات من إيران وفنزويلا.
وصباح أمس مالت أسعار النفط إلى الانخفاض الجمعة في آسيا بسبب مخاوف من فائض في العرض قبل دخول العقوبات الأميركية ضد إيران حيز التنفيذ، وحوالى الساعة 03,20 بتوقيت غرينتش، خسر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأميركي للخام، تسليم ديسمبر 31 سنتا ليبلغ سعره 63,38 دولارا في المبادلات الإلكترونية في آسيا، أما برميل نفط برنت المرجع الأوروبي تسليم يناير، فقد تراجع 29 سنتا إلى 72,60 دولارا.