يقود خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز المملكة، للريادة العالمية في صناعة الأسمدة الفوسفاتية، من خلال تدشينه المرحلة الأولى من منظومة مشروعات مدينة وعد الشمال الصناعية، ووضع حجر الأساس لمشروعات ومرافق المرحلة الثانية بتكلفة إجمالية تبلغ 85 مليار ريال، والتي سترفع إنتاج المملكة إلى تسعة ملايين طن سنوياً لتحتل المملكة المرتبة الثانية في العالم في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، في وقت تفخر حكومة المملكة ببناء أكبر قلعة صناعية فوسفاتية متكاملة في العالم من الصفر مجسدة دورها الاستراتيجي كأكبر داعم لبرنامج المملكة الطموح لتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية والذي يستهدف الإسهام في الناتج المحلي بقيمة 1,2 تريليون ريال، وتوفير 1.6 مليون وظيفة، إضافةً إلى جذب استثمارات بقيمة 1.6 تريليون ريال بحلول العام 2030.
ويترقب العالم الصناعي هذا الحدث الكبير والإنجاز الأعظم بتزعم المملكة إنتاج وتسويق الأسمدة الفوسفاتية في العالم لتساهم بدور محوري في الرفع من كفاءة الإنتاج الزراعي العالمي وتوفير الأمن الغذائي المستدام لتحقيق الرخاء العالمي.
وثمن الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات “جيبكا” النقلة الهائلة للمملكة في صناعة الأسمدة بكافة أنواعها ملفتاً لقيادة المملكة لقطاع الأسمدة في دول الخليج والتي بلغ إجمالي إنتاجها من الأسمدة 42.3 مليون طن في 2017، وهو أعلى مستوى نمو سنوي منذ العام 2011، فضلاً عن خطط استثمارية لمشروعات جديدة بقيمة ثمانية مليارات دولار خلال السنوات المقبلة، في ظل توقعات أن تصل الطاقة الإنتاجية لقطاع الأسمدة إلى 49.8 مليون طن بحلول العام 2025 في وقت تأتي الزيادة المتوقعة بنسبة 95 % والبالغة 7.4 ملايين طن من السعودية والتي تعدّ المنتج الأكبر للأسمدة في المنطقة والمشروعات الضخمة التي تنفذها مشروعات وعد الشمال المشترك بين شركات “معادن” و”سابك” و”موزاييك” باستثمارات تقدر بنحو 30 مليار ريال، ما سيرفع من حصتها من إنتاج الأسمدة خليجيا من 51 % إلى 58 % بحسب الخطط الاستراتيجية لتنمية القطاع.
وأشار إلى أن مشروعات وعد الشمال تساهم بالدور الأكبر في تعزيز صادرات الأسمدة الخليجية البالغ نموها 7.3 % خلال السنوات العشر الماضية، وتمثل هذه الصادرات ما يقارب ثلث حجم الصادرات الكيميائية، حيث تم تسجيل 90 % منها كمبيعات للأسواق الدولية، ويسهم هذا النمو في صادرات الأسمدة بشكل مباشر في الاقتصاد المحلي، حيث يوفر ما يقدر بنحو 6.7 مليارات دولار عبر النشاطات الاقتصادية غير المباشرة في المنطقة، بما في ذلك الخدمات المساندة والتعبئة والتغليف والتخزين والتوزيع، فيما أسهمت صناعة الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي في نمو الصادرات غير النفطية لتحافظ دول المجلس على موقعها كأكبر مصدر لليوريا عالميا خلال العام 2017 بحصة بلغت 32 %، وثاني أكبر مصدر للأسمدة الفوسفاتية بنسبة 14 %.
وتقدم مشروعات وعد الشمال أكبر دعم وبامتياز لقطاع تصدير الأسمدة في دول الخليج حيث تصدر الشركات الخليجية إنتاجها إلى 80 دولة من مختلف أنحاء العالم، فيما تحتل كل من الهند والبرازيل والولايات المتحدة المراكز الثلاث الأولى في لائحة البلدان المستوردة، وتشكل حصة القارة الآسيوية 55 % من إجمالي الصادرات في العام 2017، تبعتها أميركا الجنوبية بنسبة 21 % تليها أميركا الشمالية بنسبة 15 % ثم أفريقيا بنسبة 7 %. كما تساهم مشروعات وعد الشمال في دعم النمو الحقيقي للصناعة لتصل الطاقة الإنتاجية لدول المجلس من الأسمدة إلى 38.9 مليون طن العام 2018 محققة نمواً سنوياً تراكمياً مقداره 7.7 % في الفترة الممتدة بين 2007 و2017. في وقت تنتج المملكة حوالي نصف إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الأسمدة للعام 2018 وتحتل المرتبة الأولى بواقع 46 %، ثم تأتي قطر في المرتبة الثانية بنسبة 25 % وسلطنة عمان في المرتبة الثالثة بنسبة 12 %.