توقعت شركة العصر للوساطة المالية في الإمارات أن يُركز متداولو النفط في الأسبوع المقبل على تعليقات منتجي النفط العالميين لقياس مدى استعدادهم لخفض الإنتاج.
وقالت في تقرير أصدرته أن أسعار النفط انخفضت مرة أخرى بعد محاولتها الاستقرار في الأيام القليلة الماضية، حيث انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 6 % أخرى قبل يومين؛ لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام. ومقارنة بأعلى مستوى للأسعار في فترة 52 أسبوعًا في 3 أكتوبر 2018، خسرت أسعار النفط العالمية 30 % تقريبًا من قيمتها، يأتي هذا في ظل ارتفاع الإمدادات وشبح الطلب المتعثر الذي يهيمن على المستثمرين.
وأشار تقرير العصر للوساطة المالية أن أسعار النفط الخام تتحمل العبء الأكبر مع ارتفاع مخزون النفط الأميركي في أكتوبر مقارنة بقيمة متوسط الخمس سنوات، بالإضافة إلى انخفاض صادرات النفط الإيراني عن المستوى المتوقع. ويعاني السوق أيضًا من انخفاض الطلب الموسمي؛ الأمر الذي ساهم في هذا الانخفاض الحاد. يمكن القول إن حجم الانخفاضات الأخيرة لا يُبشر بصورة إيجابية للنمو العالمي.
ومع ذلك، فقد ارتدت أسعار النفط بأكثر من 1 % يوم الأربعاء مستعيدة بعض خسائر اليوم السابق، حيث أفادت تقارير المعهد الأميركي للنفط في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط التجاري الأميركي قد انخفضت انخفاضًا غير متوقع بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي. وسجلت واردات الهند دعمًا للأسعار بتحقيقها ما يقرب من خمسة ملايين برميل يوميًا من النفط الخام. لكن هذا الارتداد لم يساهم في تغيير النتائج الكلية لضعف السوق، مع استمرار ترقب المستثمرين على الهامش بعد أن حذرت وكالة الطاقة الدولية من عدم اليقين غير المسبوق في أسواق النفط؛ وذلك بسبب البيئة الاقتصادية الصعبة والمخاطر السياسية.وسيُركز متداولو النفط في الأسبوع المقبل على تعليقات منتجي النفط العالميين لقياس مدى استعدادهم لخفض الإنتاج. وحسب تقرير العصر للوساطة المالية أن الأمر الأكثر أهمية، هو جهل السوق بالتخفيضات العميقة المتوقعة للإنتاج من طرف منظمة أوبك؛ حيث إن السوق تتساءل الآن إذا كان التخفيض المتوقع سيكون كافيًا تمامًا لإعادة التوازن إلى الأسواق بالنظر إلى الوفرة المتوقعة في الربع الأول.
من الناحية الفنية، فإن الأسعار قد دخلت منطقة الدعم التي تشكلت من منطقة الاختراق عام 2017. بالإضافة إلى مؤشر الزخم -مؤشر القوة النسبية (14)- على المخطط اليومي، فهناك تشبع كبير في البيع مظهرًا تباعدًا إيجابيًا مما يدل على احتمالية الارتداد. ومن المرجح على المدى القصير أن تجد الأسعار مقاومة عند مستويات 55.20 – 55.80 دولارًا، في حين من المحتمل ثبات الدعم عند 53.20 – 53.80 دولارًا. وعلى المدى المتوسط، فطالما بقيت الأسعار دون 62 دولارًا للبرميل فإن الضغط الهبوطي يمكن ملاحظته ويمكن أن يمتد انخفاض الأسعار حتى مستويات 45 دولارًا. بينما يعني التحرك فوق مستوى 62 دولارًا نهاية مرحلة التصحيح المستمر؛ وقد ترتفع الأسعار نحو المستوى المرتفع الأخير البالغ 77 دولارًا.