تعكف شركة “أرامكو السعودية” على توسعة طاقة مخزوناتها النفطية في مواقع استراتيجية مختلفة من دول العالم لتوفير إمدادات فورية وذلك على إثر شدة الطلب على النفط وتطلب ضمان الإمدادات الآمنة في مختلف الظروف والتقلبات حيث تسارع الشركة حالياً لبناء منشأتين استراتيجيتين عالميتين لتخزين النفط الخام ليخدم الدول المستهلكة تحت أي طارئ وتوفير الإمدادات الآمنة أيضاً لمصافي أرامكو في الأسواق الرئيسة.
وتستهدف “أرامكو” تأمين عشرات ملايين البراميل من نفطها في مراكزها العالمية للتخزين تحرزاً للمشكلات الجيوسياسية في مختلف أقاليم العالم ويهيئ لها التجاوز الآمن للمضيقات والمنافذ البحرية المضطربة، وقد نجحت “أرامكو” عبر منشأتها لتخزين النفط في ميناء الفجيرة بالإمارات بتخزين أكثر من مليون برميل لدعم عملياتها التجارية الدولية وضمان تدفق إمدادات سريعة ومرنة للمشترين ولا سيما لدول آسيا التي تستحوذ أكبر الواردات وذلك بعيداً عن مضيق هرمز أكبر ممر ملاحي لتجارة النفط في العالم الذي هددت إيران بإغلاقه عدة مرات.
وتنفذ “أرامكو” مشروعاتها الخارجية لخزن النفط وفق اتفاقات مع حكومات الدول تمكن “أرامكو” من استخدام صهاريج التخزين لأغراض تجارية مقابل إعطاء الأولوية لتوريد النفط الخام لتلك الدول في حالة طوارئ، ونجحت شركة أرامكو أيضاً في إقناع اليابان لتجديد اتفاقية تسمح لأرامكو بتخزين حوالي 6.3 ملايين برميل من الخام في جزيرة “أوكيناوا” لتسهيل عمليات تسويق النفط في اليابان والدول المجاورة لها.
في وقت تسعى المملكة للاحتفاظ بمكانتها التنافسية الريادية كأكبر مصدِّر نفط لليابان والتي تسعى شركاتها لزيادة وارداتها من شحنات النفط السعودية لأكثر من مليون برميل يوميا، فيما تسعى اليابان للاحتفاظ بأكثر من 300 مليون برميل من النفط الخام في احتياطي النفط الاستراتيجي فيما تلتزم شركات المصافي والموردون في اليابان بالاحتفاظ بكميات تعادل فترة 70 يوما من استهلاك النفط الخام والمنتجات النفطية المحلية كجزء من حفظ احتياطي النفط الاستراتيجي.
وزادت “أرامكو” طاقتها التخزينية للنفط الخام في “أوكيناوا” في اليابان بمقدار 1,9 مليون برميل إلى 8,2 ملايين برميل في سبتمبر 2017 حيث يدعم هذا المشروع عمق شراكة “أرامكو” مع اليابان ويحقق أهدافا ذات فوائد كبيرة مشتركة للجانبين وفق اتفاقية استئجار لخزانات النفط الخام لصالح أرامكو تخولها للتخزين والتسويق لبلدان المحيط الهادي، مقابل توفير مساحة التخزين تتلقى اليابان أولوية شراء كل الخام في الخزانات في حال حدوث نقص غير متوقع، وتمثل “أرامكو السعودية” أكثر من ثلث واردات اليابان من النفط الخام مما يجعلها الشريك المثالي لتوفير إمدادات فورية.
وتخطط شركة “أرامكو” السعودية عبر شركتها التجارية “أرامكو للتجارة” لرفع حجم تجارتها وتداولها للنفط الخام ومشتقاته البالغة حالياً 800,000 برميل يومياً من الخام بنسبة 50 % لتصل إلى (6) ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020 وذلك لدعم مشروعاتها التوسعية في مصافيها العالمية القائمة والجديدة، في وقت بدأت “أرامكو” أيضاً استغلال مراكزها للتخزين ودمجها مع عمليات المزج وفق متطلبات نظام الشركة في مواقع مختلفة في جميع أنحاء المملكة، وتستخدم أيضًا لتوفير متطلبات السوق لمناطق مختلفة وفق المواصفات الخاصة بكل منها، ويتم استخدام المزج بشكل أساسي لخدمة متطلبات السوق بما يعظم القيمة المضافة للمزج لتساهم في زيادة المبيعات والربحية، وظفرت شركة “أرامكو للتجارة” باستئجار مرافق تخزين ومزج في الفجيرة وينبع، حيث يمزج موقع الفجيرة بين البنزين وزيت الوقود، في حين يركز موقع ينبع على البنزين فقط.
ويأتي مشروع “أرامكو” لمراكز الخزن العالمية في وقت تواصل الشركة دورها المحوري في سوق الطاقة الحيوي في العالم كمورد رئيس للنفط الخام لقارات العالم وأضخمها آسيا في ست أسواق رئيسة تشمل الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والفلبين، وذلك في إطار استراتيجية إقليمية منسقة.