أكدت اللجنة الوطنية لصناعة الإسمنت تجديد مطالبتها باستخدام الخرسانة الإسمنتية في رصف بعض من الطرق والشوارع داخل المدن كبديل مناسب للإسمنت في ظل وفرة خامات تصنيع الإسمنت بالمملكة ووجود مخزون ضحم، وتفوق الطرق الخرسانية على مثيلتها الإسفلتية في عدد من المزايا، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن العمر الافتراضي للطرق الإسفلتية يبلغ نحو 20 سنة في حين يبلغ العمر الافتراضي للخرسانية 40 سنة، وبالنظر إلى طول تلك تكون كلفتها وصيانتها أقل بكثير.
وقال رئيس قسم الهندسة المدنية في جامعة الملك عبدالعزيز د. أمين سامي حمدي لـ”الرياض” إنه بالفعل هناك دول متقدمة تستخدم نوعيات مناسبة من الخرسانة الإسمنتية في بعض طرقها، ولكن لا يمكن الجزم بتعميم ذلك على جميع الطرق وهناك أنواع من الخرسانة المستخدمة لرصف الطرق يبلغ عمرها الافتراضي 40 عاما وبالتالي تكون كلفتها بحساب كلفة الصيانة خلال تلك المدى الطويلة أقل، ويلزم عمل دراسة وافيه للطريق المراد رصفه بالخرسانة لمعرفة جدوى رصفه بالخرسانة بدلا من الإسفلت يراعى فيها مختلف المتطلبات حجم حركة السير المتوقعة وأوزان المركبات التي ستسير على الطريق والعوامل المناخية والفروقات الحرارية وتضاريس الموقع وجيولوجية الأرض وخلاف ذلك من الأمور.
بدورها ذكرت مصادر باللجنة الوطنية لصناعة الإسمنت بمجلس الغرف السعودية أن هناك مطالبات سابقة من قبل عدد من المنتجين للإسمنت لاستخدام الخرسانة الإسمنتية في بعض الطرق والشوارع التي تلائمها تلك النوعية من الرصف وتتفوق فيها على الإسفلت الذي يقدر عمره الافتراضي 20عاما، وأكدت أن هناك توجها من قبل اللجنة لتجديد المطالبة بذلك في ظل وفرة خامات تصنيع الإسمنت بالمملكة وتوفر مخزونا كبيرا إذ بلغ إنتاج شركات الإسمنت المدرجة بالسوق المالية السعودية والبالغ عددها 14 شركة خلال الأعوام السبعة الأخيرة 380 مليون طن، وسُجل خلال عام 2017 أقل إنتاج بلغ 47 مليون طن، أي 12.4 في المئة من الإجمالي المنتج خلال الأعوام السبعة الماضية.
يذكر أن أطوال الطرق التي نفذتها وزارة المواصلات في المملكة أكثر من 66 ألف كيلومتر صُممت استناداً على مقاييس عالمية لربط المدن الرئيسة بعضها ببعض مع إمكانية التوسع في المستقبل لخدمة حركة النقل الكثيفة فيما بينها، وتعد الطرق السريعة التي تقوم بتنفيذها والإشراف على صيانتها وزارة النقل من أهم المشروعات، حتى بلغ مجموع أطوالها أكثر من خمسة آلاف كيلومتر في كافة مناطق المملكة، وتعمل الوزارة على تطوير عدد من الطرق المفردة التي يبلغ طولها أكثر من 49 ألف كيلومتر لتصبح مزدوجة تدريجياً حيث يبلغ مجموع أطوال الطرق المزدوجة حالياً أكثر من 12 ألف كيلومتر، إلى جانب الطرق الترابية الممهدة والتي يبلغ طولها حوالي 144 ألف كيلومتراً.
الجدير بالذكر أن شركة “الراجحي المالية” أشارت في تقرير حديث لها إلى ضخامة المخزون الإسمنتي الموجود لدى المنتجين المحليين بالمملكة، ووصلت في تقديراتها لمبيعات الإسمنت لعام 2018 عند مستوى 41 مليون طن، وأن تستمر الصادرات منه في نموها نظرا للمنافسة الحادة، وأسعار البيع المنخفضة وارتفاع مستويات المخزون في السوق المحلي.
وقالت إنها تعتقد أن الطلب سيتحسن على الإسمنت خلال الفترة القادمة مدعوما بالإنفاق الحكومي المرتفع خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن الأسعار من غير المحتمل أن ترتفع قريبا، بسبب فائض المخزون الضخم والمنافسة الحادة.