قال وزير الطاقة م. خالد الفالح إن المملكة لن تخفض إنتاج النفط وحدها لتحقيق الاستقرار في السوق، في الوقت الذي قالت فيه نيجيريا العضو في أوبك أيضا إن من السابق لأوانه الإشارة إلى ما إذا كانت ستشارك في أي قرار لخفض الإنتاج.
ويزور خالد الفالح أبوجا للاجتماع مع وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو. وقال الوزير الفالح إن ثمة بوادر إيجابية من العراق ونيجيريا وليبيا، الأعضاء في أوبك، قبيل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول المقرر في السادس من ديسمبر كانون الأول في فيينا، إذ أن جميع الوزراء حريصون على إعادة الاستقرار لأسواق النفط.
وقال كاتشيكو إن من السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت نيجيريا ستشارك في أي تخفيضات.
في السياق ذاته قال أستاذ الطاقة والصناعات بجامعة الملك سعود الدكتور فهد المبدّل تمر الأسواق النفطية بحالات انخفاض في مؤشر الأسعار، إلا أن ذلك لن يستمر طويلاً فبعض المنتجين الذين هم بحاجة كبيرة للمداخيل النفطية يأملون أن يتم فوراً خفض مستويات الإنتاج وبشكل كبير، وبطبيعة الحال فإن خفض الإنتاج سيكون له تأثير إيجابي على دعم مستويات الأسعار، ولكن على المدى المتوسط والبعيد لن يكون له إسهام كبير في ثبات الأسعار، فالدول المنتجة الكبيرة تسعى دائماً إلى البقاء حول مستويات متوسطة للأسعار على المدى الطويل، ولا تريد وجود حالات تذبذب كبيرة في مؤشر الأسعار، فنزولها لما دون الـ60 دولاراً تعد مشكلة ولما دون الـ 50 دولاراً أكثر إشكالاً، حيث أن الفترة الراهنة تستوجب إجادة حسن التصرف والدبلوماسية مع متغيرات الأسعار التي تطرأ على الأسواق بين الفينة والأخرى.
وتابع الدكتور المبدّل قائلاً هنالك اجتماعات قادمة مهمة منها اجتماع دول العشرين، حيث إن المملكة ستكون مشاركة فيه برئاسة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وسيكون على هامش الاجتماع اجتماعات أخرى مهمّة تشمل الشأن النفطي والقرارات التي سيتم اتخاذها حيال إعادة توازن الأسواق ومعالجة الخلل الحاصل فيها، فعدم تخفيض المملكة العربية السعودية لإنتاجها يشير إلى استهداف المملكة استقرار حصصها السوقية الخاصّة بها على المدى المتوسط والبعيد؛ لأن الانسحاب منها قد يخفّض حصة المملكة السوقية في أسواق العالم، لذلك أعتقد بوجود خطوات جيدة خلال الاجتماع القادم.
وأضاف بقوله استبشار المستهلكين بنزول أسعار النفط خاطئ، حيث إن نزولها بشكل حاد ليس من مصلحة أي طرف على الإطلاق، وربما يحمل اجتماع دول العشرين اتفاقيات سواء من داخل منظمة أوبك أو خارجها للمحافظة على أسعار جيدة في المدى المتوسط، لذلك من المتوقع أن ترتفع الأسعار مع بداية العام 2019م.
إلى ذلك اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الفضل يعود بصورة كبيرة إلى السعودية في التزام منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) للمرة الأولى بنسبة مئة في المئة باتفاق لخفض الإنتاج. ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عنه القول إن روسيا مستعدة لمواصلة التنسيق مع بقية منتجي النفط. ووصف بوتين سعر 60 دولارا لبرميل النفط بأنه “معقول ومتوازن”.
ويلتقي ممثلو أوبك وحلفاؤها في فيينا في السادس من ديسمبر لبحث استراتيجية الإنتاج للعام 2019.