نحو العاصمة النمساوية فيينا اليوم تنتظر أسواق النفط كعادتها مخرجات اجتماع أوبك، وما هي القرارات التي سيتفق عليها الحلفاء، فعلى الرغم من التطمينات التي سبقت الاجتماع من قبل وزراء الطاقة في الدول المنتجة من داخل أوبك ومن خارجها حول ضرورة التعاون والعمل الجماعي من أجل الوصول إلى استقرار الأسواق، إلا أنها لم تستطع تهدئة المخاوف بشكل قاطع، فقد شهدت أسعار النفط خلال الربع الأخير من العام الحالي 2018م موجة تذبذب وحالة من عدم الاستقرار خصوصاً منذ الـ 18 من أكتوبر الماضي حيث بدأت وتيرة تراجع الأسعار عن مستويات الثمانين دولاراً للبرميل وصولاً إلى أدنى مستوى للأسعار خلال الربع الأخير الحالي وهو 58 دولاراً للبرميل.
واستطاعت منظمة الأوبك طيلة سنوات تحييد المنظمة عن أي دوافع سياسية تسيّر قراراتها، وأثبتت للعالم أجمع أنها تسير وفق المعطيات الاقتصادية لأسواق النفط، بعيداً عن التأثر بالضغوط الخارجية أو المصالح الخاصّة لأي طرفٍ كان، وكان التركيز الأكبر لها على العوامل الأساسية للأسواق، وموازنة مصالح المنتجين والمستهلكين بما يحقق الاستقرار المطلوب في أهم شريان لاقتصاد العالم أجمع.
ويأتي الاجتماع الحالي لأوبك وسط حالات من التفاؤل في خروج الاجتماع بقرار خفض جديد للإنتاج النفطي أملاً في دعم أسعار النفط والعودة بها لمستويات مجدية اقتصادياً للكثير من الدول المنتجة.
ويرى خبير نفطي أن هنالك محاولات من قبل الكثير من الدول المنتجة من أجل الخروج بقرار يقضي بخفض معدلات الإنتاج النفطي للوصول إلى مستويات سعرية توائم موازنات تلك الدول.
وقال لـ “الرياض” أستاذ الطاقة والصناعات بجامعة الملك سعود الدكتور فهد المبّدل: هناك احتمال كبير بحدوث اتفاق لخفض الإنتاج خلال اجتماع أوبك الحالي، خصوصاً أن هنالك دولاً عدّة منتجة تسعى إلى إبرام اتفاق خلال الاجتماع بمعدلات خفض كبيرة في الإنتاج؛ كون ميزانياتها السنوية للعام القادم بحاجة إلى أسعار نفط عالية لتحقيق التوازن لديها، فهناك بعض الدول بحاجة لمستويات سعرية عند 120 دولاراً للبرميل وأخرى 80 دولاراً وغيرها 70 دولاراً، أما بالنسبة للدول الخليجية لا سيما المملكة العربية السعودية فلديها قابلية للمستويات السعرية المتدنية التي قد تصل لـ 60 دولاراً وأقل من ذلك.
وتابع الدكتور المبدّل قائلاً: تعقد المنظمة اجتماعها اليوم الخميس دون وجود تأثيرات خارجة عن سيطرتها لا سيمّا خروج قطر غير المؤثر مؤخراً من المنظمة اعتباراً من بداية العام 2019م، حيث يعكس هذا الخروج علمها اليقين بعدم وجود أي دور مؤثر لها في المنظمة، وترغب في فك ارتباط النفط بالغاز من الناحية السعرية، لا سيمّا أن الغاز المسال كان مرتبطا بشكل كبير بسعر النفط.
وأضاف بالنسبة لاجتماع منظمة الأوبك فالاحتمالات كبيرة بحدوث اتفاق مع التأكيد أنه ليس مؤكداً، كما تورد التوقعات حدوث خفض سواء أكان ذلك باتفاق أم من دونه؛ لأن المصدرين الأكثر تأثيراً السعودية وروسيا يتبنّون هذا التوجّه، وإن حصل خفض للإنتاج فمن المرجّح ألا يكون كبيراً أي في حدود النصف إلى مليون برميل يومياً، مما سيكون له دور في الإبقاء على مستويات الأسعار ضمن نطاق الـ 70 – 80 دولاراً للبرميل.