انطلقت في دبي صباح أمس، فعاليات “المنتدى الاستراتيجي العربي” في دورته الحادية عشرة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمشاركة شخصيات دولية وإقليمية من الخبراء والسياسيين والاقتصاديين والمفكرين والمحللين الاستراتيجيين لاستقراء حالة العالم اقتصادياً وسياسياً في عام 2019، وتحليل المؤشرات المستقبلية الحيوية التي يتوقع أن تلعب دوراً محورياً في تشكيل السياسات والتأثير في اقتصادات المنطقة العربية والعالم خلال العام المقبل. وقال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بدولة الإمارات رئيس المنتدى إن “المنتدى الاستراتيجي العربي” تجسيد لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لاستشراف المستقبل من أجل صناعته، وفرصة لفهم حالة العالم والمنطقة العربية باستقراء مؤشرات الاقتصاد والسياسة والتحولات المستقبلية على المديين المنظور والاستراتيجي”.
حيث ناقشت جلسة “حالة العالم العربي اقتصادياً في 2019” التي شارك فيها كل من الدكتور ناصر السعيدي، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الأسبق والخبير الاقتصادي، والدكتور محمود محي الدين، النائب الأول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية لعام 2030 وعلاقات الأمم المتحدة والشراكات، إمكانات استفادة الدول العربية من طريق الحرير الصيني الجديد، واحتمالات الازدهار أو التراجع الاقتصادي في الشرق الأوسط خلال 2019، وآفاق النمو الاقتصادي في منطقة الخليج العربي، فضلاً عن محاور سبل الحد من البطالة في صفوف الشباب في العالم العربي، وآفاق الاستثمار الأجنبي في المنطقة العربية، وإمكانية لعب دول الخليج العربي دوراً أكبر في حل الأزمات الاقتصادية في المنطقة. وتوقع الدكتور محمود محيي الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية لعام 2030، أن تبلغ نسبة نمو اقتصاديات منطقة الخليج 3 % في 2019 ، 2 % النسبة المتوقعة لبقية الدول العربية “. وشدد محيي الدين على أهمية الاستثمار في ثلاثة أمور هي رأس المال البشري والبنية التحتية والرقمية للوقاية من المخاطر والتقلبات سواء السياسية أو البيئية. وقال محيي الدين: “لا يمكن الحديث عن تطور بالاقتصاد الرقمي من دون النهضة بالتعليم والمهارات”. كما أكد نائب رئيس البنك الدولي أن بناء المدن الحديثة هو اتجاه عالمي تبعاً لسكن البشر في مناطق الحضر، ومن المهم أن تكون هذه المدن ذكية، مضيفاً “هذه المدن تجذب الاستثمارات، وفي المدى الطويل تساعد على التنمية المستدامة”. وتابع “أي حديث عن النمو هو مولد لفرص عمل” وشدد على أن الجغرافيا السياسية أصبحت مؤثراً كبيراً للاقتصاديين. وقال ناصر السعيدي، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الأسبق والخبير الاقتصادي إن دول مجلس التعاون الخليجي هي المحرك الأساسي للاقتصاد العربي، مضيفاً “من المهم أن تحرص دول الخليج ليس فقط على تنويع الاقتصاد بل تنويع الصادرات بعيداً عن البترول”. وقال وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الأسبق والخبير الاقتصادي: إن حجم الدين العالمي وصل لأرقام مذهلة، والجزء الأكبر من هذا الدين هو للدول المتقدمة”. وتوقع أن تبقى أسعار النفط منخفضة لفترة طويلة، وحسب قوله “عهد أسعار 100 دولار للبرميل انتهى”. وقال السعيدي:” إن 50 % من الاقتصاد العالمي يتركز في الاقتصادات الناشئة والصين، ومن المهم أن يكون شريكنا الأساسي السنوات القادمة الصين”.