جددت البنوك السعودية دعوتها لبناء حوار جدّي وبنّاء بينها وبين مختلف النُخب، وحرصها الدائم على التعرّف على مرئيات مجتمعات الأعمال وقادة الرأي والإعلاميين والاقتصاديين والمعنيين بتنمية المجتمع المحلي، وعلى النحو الذي يمكّن من التوصل إلى فهم مشترك لحقيقة دور البنوك الفاعل في دعم الاقتصاد الوطني، وإسهاماتها في دفع عجلة التنمية على أكثر من صعيد، استناداً إلى ما تمثله من ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد السعودي.
واعتبر م. طارق بن عثمان القصبي رئيس مجلس إدارة بنك الجزيرة خلال مشاركته في الجلسة الحوارية التي عقدتها البنوك السعودية ممثلة بلجنة الإعلام والتوعية المصرفية الأحد الماضي في الخبر ضمن سلسلة جلسات «ديوانية البنوك السعودية» وضمّت جمعاً من كتّاب وكاتبات الرأي والإعلاميين وعدداً من الخبراء الاقتصاديين والماليين، وأدارها أمين عام اللجنة طلعت بن زكي حافظ، أن «الديوانية» تُعد بمثابة منصة حوارية أطلقتها البنوك السعودية كمبادرة لتبادل الآراء وإقامة حوار مباشر إيجابي يجيب على الكثير من التساؤلات، ويقدّم جملة من الأفكار التي من شأنها تعزيز دور البنوك ومساهماتها في خدمة الاقتصاد الوطني والمجتمع المحلي.
وأشار القصبي إلى أنه وعلى الرغم من الخطوات السبّاقة التي قطعتها البنوك السعودية على طريق الارتقاء بمستوى خدماتها المصرفية، وما حققته من سمعة عالمية مرموقة بفضل معاييرها المتقدمة ومنظومة خدماتها ومنتجاتها المتطورة والمتفوقة، إلى جانب مساهماتها التنموية والمجتمعية الغنية، إلا أن الكثير من تلك الإنجازات لم يحظ بالقدر الكاف من تسليط الضوء، مبيّناً أن البنوك السعودية تقف اليوم في مصاف الدول المتقدمة في مجال الصناعة المصرفية، ونجحت في تقديم تجربة مصرفية رقمية رائدة غيّرت مفاهيم الخدمة المصرفية ومنحتها القدرة على العبور مبكراً نحو المستقبل.
وأضاف القصبي أن أهمية هذه الحوارات تكمن في دورها في إتاحة نقاش حيوي وتفاعل بين البنوك وقادة الرأي والخبراء في المجتمع، وبما يمكّن من تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة والتصورات الافتراضية السلبية حيال دور البنوك وإنجازاتها، إلى جانب ما تتيحه من التعرّف على الآراء والأفكار التي يمكن للبنوك استثمارها على النحو الأمثل لتفعيل أدائها سواء على الجانب المصرفي أو في مجال مساهماتها التنموية والمجتمعية والتي كانت ولا زالت تمثّل أولوية ضمن استراتيجيات البنوك السعودية.
وأعرب القصبي عن شكره وتقديره للحضور على استجابتهم للدعوة، مؤكداً على أهمية ما تم عرضه خلال الديوانية من آراء وأفكار من قبل المشاركين، وحرص البنوك على أخذها بجدية والتعامل معها بإيجابية بما في ذلك النقد البنّاء.
من ناحيته قال أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ أن الفكرة من وراء إطلاق سلسلة حوارات «ديوانية البنوك السعودية» جاءت من إدراك البنوك لأهمية ترسيخ مبدأ الشفافية والحوار المباشر كوسيلة للبناء على الإنجازات وتطوير الأداء بما ينسجم والتطلعات والطموحات، مشدداً على أن الكثير مما يثار اليوم من آراء سلبية حيال البنوك ودورها يعود إلى غياب المعلومة الصحيحة وتغليب الانطباعات على الحقائق.
وأوضح حافظ بأن «الديوانية» وخلال جلساتها الثلاث التي عقدتها في كل من الرياض وجدة والدمام، أنتجت جملة من المخرجات عبر ما شهدته من تبادل للآراء وما عرضته من ملاحظات ومعلومات قيّمة، تعنى بالعديد من القضايا والمواضيع الحيوية المرتبطة بدور البنوك السعودية من حيث تطوير مستوى خدماتها ومنتجاتها، وكذلك من حيث دورها المأمول في مجال خدمة المجتمع، وقدّمت نموذجاً راقياً حول أهمية تعزيز لغة الحوار كأساس لتقدم المجتمعات والنهوض بقطاعاتها الوطنية.