تخطط شركة “سابك” عن عزمها بناء مصنع تجريبي في أوروبا لتحويل النفايات البلاستيكية إلى مواد خام لوحداتها للتكسير وذلك كجزء من استراتيجية الشركة لمواصلة تطوير نموذجها الاقتصادي الدائري في هذا المجال، من المقرر أن يتم بناء المصنع الجديد في موقع صناعات خليين الهولندية التي تضم أكبر وأغلب مصانع “سابك” في أوروبا.
وسوف يستهدف المصنع إعادة التدوير الكيميائي لأبخرة النفايات البلاستيكية المختلطة والبلاستيكيات عديمة الجودة والملوثة إلى مواد خام مناسبة لمصانع الشركة في أوروبا، ويخلق الخام المتجمع المعروف باسم زيت الانحلال الحراري من خلال تحويل النفايات البلاستيكية التي يمكن أن يتم حرقها من أجل استعادة الطاقة أو ينتهي بها المطاف في مدافن النفايات، ليتم بعدها تكرير وترقية المادة الأولية في المصنع الجديد.
وفي حين تؤكد “سابك” بدعمها الكبير لصناعة إعادة التدوير الميكانيكي للمواد البلاستيكية ولكنها تعتقد أن الاقتصاد الدائري المستدام على المدى الطويل سوف يكمن في إعادة التدوير الكيميائي، في حين ترى “سابك” مسألة التأكد مما لديها من التكنولوجيات المناسبة والعمليات الصحيحة لهذا المصنع التجريبي وسلسلة القيمة الخاصة بالأعمال.
في وقت تنظر “سابك” لهذا المصنع ووحداته كجزء لا يتجزأ من نموذج الاقتصاد الدائري حيث تساعد على توفير إمدادات جديدة من المواد الخام وفي نفس الوقت حماية البيئة، فيما تصف “سابك” نفسها بالرائدة في دعم وتشجيع تغيير النموذج من الاقتصاد الخطي إلى الدائري، إلا إن التحول نحو هذا المفهوم سيتطلب مشاركة سلسلة القيمة للعمل.
وبدأت “سابك” جهودها المكثفة لنشر هذه الثقافة المبتكرة بالمشاركة بمجلس البلاستيك العالمي في العام 2014 بإحضار كبار منتجي البلاستيك إلى منصة تفاهم حول أفضل الممارسات لاستخدامات النفايات البلاستيكية وتحويلها لمادة خام مستدامة في منتجاتها المبتكرة، وتوجت “سابك” تقنياتها المبتكرة بمجلس البلاستيك العالمي بإحضار منتجي البلاستيك العالميين إلى منصة احتضنت خبراء الصناعة وتجارها للتأكد من استخدامهم الأمثل للبلاستيك واطلاعهم على نظم التجميع الجيدة للبلاستيك ومن ثم الانتقال إلى المستوى التالي بالتأكيد أن هذه النفايات البلاستيكية ستكون مادة خاما مستدامة في منتجاتها.
ومن أجل أن يعمل النظام الدائري فإنه سيتطلب دعم المستهلكين والحكومات وهذا يبدأ من المستخدم النهائي للمنتجات إلى كافة المجتمعات لإقناعهم بالمفاهيم الجديدة والصحيحة لاستخدامات البلاستيك في ظل وجود بعض الضوابط الخاصة بالنفايات وكيفية التعامل مع هذه النفايات وجمعها، وفي اللحظة التي ستبرهن فيها “سابك” على جودة النظام الجديد في المواد الخام المستدامة للمفاعلات فمن المؤكد انتشارها إلى العالم بأسره.
وفي الوقت نفسه تركز الشركة أيضاً على عدد كبير من المشروعات الضخمة ومنها المجمع المشترك مع شركة أرامكو السعودية في ينبع، ومشروع التكسير في الولايات المتحدة مع إكسون موبيل، بالإضافة إلى مشروعها القائم على الفحم في نينغشيا هوي الصينية، وتعد “سابك” هذه المشروعات الثلاثة كمشروعات رئيسة لدعم النمو الاستراتيجي للشركة، كما تمضي الشركة قدما مع حكومة فوجيان في الصين لاستكشاف فرصة جديدة للاستثمار البتروكيميائي في المنطقة.
وتعد “سابك” الصين سوقًا مهمًا واستراتيجيًا لها بعد نجاحها بتحويل استراتيجيتها من توريد المنتجات إلى الصين لتكون لاعبًا محليًا رئيسًا في الصين خاصة بعد مشاركتها القوية في المشروع المشترك مع شركة “سينوبك” الصينية في إدارة مجمعها للبتروكيميائيات الضخم في تيانجين وتعده “منصة للتوسع في البلاد. فيما تعد مشروع فوجيان استمرارا لاستراتيجيتها للتواجد القوي في الصين. وإلى جانب التوسعات العضوية، تبحث “سابك” بشكل مستمر في فرص الاندماج والاستحواذ واكتسابها مؤخراً شركة كلارينت للكيميائيات المتخصصة في أوروبا.
في وقت تمثل الأعمال المتخصصة حقيقة استراتيجية لتعزيز نجاح عمل الشركة وإضافة القيمة لعملائها في وقت تتوسع “سابك” في أعمالها المتخصصة بالاستحواذ الناجح لشركة كلارينت من أجل استكمال استراتيجيتها المتخصصة.