واصلت المملكة تخفيض متوسط استهلاكها من النفط في المملكة في 2018، ليصل المتوسط اليومي منذ بداية العام، حتى بيانات شهر نوفمبر الماضي إلى 2.26 مليون برميل مقارنة مع 2.42 مليون برميل يومياً في العام 2017، علماً أن أعلى مستوى للاستهلاك اليومي في تاريخ المملكة سجل في العام 2015 حيث بلغ 2.54 مليون برميل.
وتشهد المملكة انخفاضاً ملحوظاً في استهلاك الطاقة، وخصوصاً النفط ومشتقاته بسبب السياسات الحكيمة لترشيد الطاقة، التي اعتمدتها الدولة، لكبح جماح ارتفاع نسب استهلاك المملكة للنفط خلال السنوات الماضية.
ووفقاً للأرقام التي نشرها د. سليمان صالح الخطاف، المتخصص في صناعة التكرير والبتروكيميائيات، في حسابه على “تويتر” نقلاً عن بيانات منظمة “أوبك” لشهر نوفمبر 2018، فإن هذا الانخفاض اليومي، يعني أن المملكة خفضت استهلاكها اليومي للنفط بنحو 250 – 300 ألف برميل رغم زيادة عدد السكان، وهذا إنجاز كبير ينعكس إيجاباً على التصدير، كما أنه يعني توفير نحو 6.6 مليارات دولار أي ما يعادل 24.6 مليار ريال.
ووصل استهلاك المملكة من النفط خلال شهر نوفمبر 2018، إلى 2.1 مليون برميل نصفها ديزل وبنزين، مقارنة مع أشهر نوفمبر المماثلة في الأعوام السابقة، والمسجلة في شهر نوفمبر 2015 وتبلغ 2.5 مليون برميل، وشهر نوفمبر 2011، البالغ 2.1 مليون برميل، وهو ما يعني أن المملكة نجحت في الحد من استهلاك النفط، وعاد استهلاكها إلى نفس مستوى نوفمبر 2011.
واستطاعت المملكة تخفيض استهلاكها اليومي من الديزل في شهر نوفمبر 2018، إلى 500 ألف برميل، مقارنة مع الكميات العالية التي كانت تستهلك سابقاً، وعلى سبيل المثال في نوفمبر 2015 حيث بلغ 750 ألف برميل يومياً، وهو ما يعني نجاح المملكة في توفير 7.5 ملايين برميل ديزل أي ما يعادل 600 مليون دولار.
وجاء انخفاض استهلاك الديزل مع نجاح الدولة في التصدي لعمليات تهريب الديزل إلى الخارج، وكذلك التحول من حرق الديزل الغالي السعر في توليد محطات الكهرباء إلى حرق الغاز الأنظف والأرخص، حيث تعتزم المملكة اعتماد الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء والتوسع في إنتاج الغاز الطبيعي للمحافظة على النفط من النضوب وتوفير كميات كبيرة منه للتصدير.
من جهة أخرى، سجل إنتاج دول منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك خلال الشهر الماضي أكبر تراجع له خلال عامين تقريباً، بفضل تحرك المملكة في خفض إنتاجها لمنع ظهور فائض في الأسواق.
وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة أول من أمس تراجع إنتاجها بمقدار 751 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي، حيث ساهمت المملكة بنحو نصف هذه الكمية في التخفيض.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن هذا التراجع المسجل في الشهر الماضي، هو الأكبر منذ بدأت “أوبك” جولتها السابقة لخفض الإنتاج في مطلع 2017. ورغم أن تطبيق قرار خفض إنتاج النفط بدأ مع بداية العام الحالي.
وكانت منظمة أوبك والدول الحليفة الأعضاء فيما يسمى “أوبك بلس” قد اتفقت في 7 ديسمبر الماضي على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من العام الحالي لمنع تراكم الفائض في السوق العالمية.
وبحسب تقديرات المنظمة، فقد تراجع إنتاج المملكة بمقدار 468 ألف برميل يومياً إلى 10.55 ملايين برميل يومياً خلال الشهر الماضي.